يوميات شاب مسلم: ح 5- السير عكس الاتجاه
بقلم: أحمد حمدى
أحكى لكم حوار صغير دار بينى وبين صديق حيث حكى عن موقف حدث معه وهو سائق فهو دائما ما يسير عكس الاتجاه لكن هذه المرة عندما دخل "عكسى" وجد أمين شرطة بانتظاره، وقع صاحبنا فى الفخ واوقفه الامين.. "رخصك،.. أركن على جنب" كلمات يخشاها كل صاحب سيارة فهى تعنى ان وقت "الدفع" قد حان... "انت عارف انه عكسى والغرامة ثلاث الاف جنية ونطلع على القسم".. ترجى صاحبى الرجل بكل عزيز واقسم الايمان كلها وساق كل الحجج.. لكن لا فائدة،.. ثم فهم صحبى مراد الامين حين قال "شوف ممكن تعمل ايه" الا انه رفض وقال "بصراحة انا لا ادفع رشوة.. ان اردت ان تحرر المحضر فلا مشكلة عندى.. اما الرشوة فحرام".. و هنا اندهش الامين من كلام صاحبى فتركه وقال "ما تعملش كده تانى".. حكى صاحبى هذه الحكاية ليدلل على انه لا يقبل الحرام ولو كان على "رقبته".
ولكن هل لاحظ احدكم شىء.. صديقى هذا رفض دفع رشوة لكنه ارتكب مجموع اثام اعظم من هذا بكثير. اولا، لم يعطى الطريق حقه وهى سنة عن النبى صلى الله عليه و سلم "اعطوا الطريق حقه، فقالوا فما حق الطريق؟ قال: غض البصر وكف الاذى ورد السلام والامر بالمعروف والنهى عن المنكر".. (متفق عليه) فالسير عكس الاتجاه لا يخالف القانون فقط بل يعد من الاذى المنهى عنه، فهو يؤذى المارة السائرين.
ثانيا: هو اذى صريح لمستخدمى الطريق وتعريض حياتهم للخطر، فالسير فى اتجاه عكسى يسبب كوارث. و لعل الحوادث المتتالية التى نسمع عنها خاصة فى المدن الجديدة بسبب سير سيارات عكسى لتختصر الطريق خير دليل على هذا.
ثالثا: اذا سار الكل عكسى ولم يعاقبوا.. الن يؤدى هذا الى اشاعة الفوضى بين الناس؟!.. "الكل ماشى عكسى...هى جت عليا يعنى!!" فهذا نوع من انواع اشاعة سلوك سىء فى المجتمع.
اذكر ان حكى لى صديق عن قريب له فى المانيا فاتته "نزله" طريق سريع فاراد ان يأخذها "بظهره" كما يفعل معظم الشعب هنا، فاوقفته الشرطة ولن تتخيل ماذا فعلوا معه. قضى شهرا فى مصحة نفسية، لانهم رأوا ان فى سلوكه تعريض لحياة الناس للخطر، تعريض لحياته هو للخطر، كسر صادم للقوانين وللنظام وكل ذلك فى مقابل ماذا!!!.....صاحب تصرف كهذا لابد ان يعالج نفسيا قبل ان يعود للمجتمع مرة اخرى.....لا تعليق.
الاسلام نظام حياة كامل وكما قلنا سابقا ان الايمان الحقيقى يدارى عيوب النفس. فان لم تكن منظما فان الايمان الحقيقى يساعدك على النظام. لا يتعارض الاسلام ابدا مع ما فيه صلاح حال البشر.
هنا قال صديقى "بان الحكومة السبب،.."اللفة" بعيده"،.. ومن قال انها يجب ان تكون قريبة لو كانت كل "اللفات" قريبة لما صار هناك شارع بالاساس. واختم بمقولة لعمدة مدينة "بوجوتا" حين اشتكى الناس بانه لا يوجد اماكن لركن السيارات فى "وسط البلد" فقال.. ان الدستور لا يكفل حق ركن السيارات. وسط البلد مكان مزدحم، ان اردت القدوم عليك باستخدام المواصلات، لن اضحى بالصالح العام لاجل بعض اماكن للسيارات.
هدانا الله واياكم ويسر لنا النهوض ببلدنا.
وللحديث بقية.. فى الحلقة الجديدة من سلسلة يوميات شاب مسلم
موضوعات ذات صلة:
- يوميات شاب مسلم.. (الحلقة الأولى: الفرح)
- يوميات شاب مسلم.. (الحلقة الثانية: سنة اولى جواز)
- يوميات شاب مسلم.. (الحلقة الثالثة: جارى ساكن قصادى)
- يوميات شاب مسلم.. (الحلقة الرابعة: شخص سبنى)
فيديو قد يعجبك: