لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

يوميات شاب مسلم: ح١٠ - "دور الفن فى الاسلام"

04:47 م الأربعاء 18 فبراير 2015

يوميات شاب مسلم: ح١٠ - "دور الفن فى الاسلام"

بقلم: أحمد حمدى

شاهدت فى إحدى البرامج مناقشة حول دور الفن فى حياتنا وما تقدمه الأفلام الحالية، كان طرفى الحوار شيخ أزهرى ومخرج شاب. وفى خضم الحديث جاءت مداخلة هاتفية من إحد منتجى الأفلام والذى سأل الشيخ إن كان شاهد "الفيلم" الذى يدور حوله الحديث. بغض النظر عن "قلة الاحترام" الذى يحمله السؤال للشيخ الأزهرى، فكيف يعقل أن يقوم الشيخ بالدخول إلى فيلم ـ يكفى مجرد إعلانه لتعلم ما فيه ـ أن تطلب منه الدخول أولا قبل أن يحكم؟. إلا أن مشكلة الفن الحالية تتمثل فى جهل الكثير بدور الفن وعلاقة بالإسلام.

ولنعرف قيمة الفن فى الإسلام دعونا نعود ليوم فتح مكة حين دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وطاف حول الكعبة هو والصحابة، ولك ان تتخيل أنه الطواف الأول بعد ما يقارب الثمان سنين، فأنشد حسان بن ثابت أبيات من الشعر وهو يطوف. فأراد سيدنا عمر ان يوقفه فما كان من رسول الله إلا أن قال "لهذا الشعر أشد عليهم من وقع النبل.. أنشد يا حسان أيدك الله بروح القدس".

هذه هى مكانه الفن والإبداع فى الإسلام "اشد عليهم من وقع النبل" فأثرها النفسى على الخصوم يفوق أثر السهام والقتال، تهزم العدو معنويا قبل ان تهزمه فعليا. كان هذا هو الدور المطلوب من الفن فى عهد رسول الله، ولكن وبعد ١٤٠٠ سنة هل يحمل الفن المعروض الأن على الساحة هذا الأثر؟ أم أن له أثر هدام على مجتمعنا وعلى ثقافتنا؟

الفن الحالى لا يعالج قضية بل يكتفى "برصد الشارع" فيدخل فى بيوتنا الألفاظ والأفعال التى نتأذى منها فى الشارع لتصبح الأن فى كل بيت وعلى كل قناة ٢٤ ساعة يوميا، ثم تسأل لماذا أصبحت أخلاقنا بهذا السوء.

الفن الحالى لا يقدم معالجة بل ويفشل حتى فى طرح المشكلة، الفن أصبح مشروع استثمارى بحت خالى من اى قيمة فهو ما بين كوميديا خالية من ذوق حقيقى، وإغراء مبتذل لا يناسبنا كمسلمين. طبعا، لا اعمم كما أنى اكره التعميم بشده ولكن الغالب الاعم أصبح هكذا للآسف.

حين قال ربنا فى كتابه {والشعراء يتبعهم الغاوون} أراد بذلك تحديد نوع الفن المفسد المهلك ففصله فى الأيه التالية فقال: {الا تر انهم فى كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون} فهم يحترفون صناعة الوهم، صناعة الأكاذيب التى تضلل الناس. ثم استثنى منهم {الا الذين امنوا وعملوا الصالحات} إذا فيمكن ان تتقرب الى الله بالفن الصادق الهادف فتكون من الذين يؤيدهم الله بالروح القدس.. اللهم امين.

موضوعات ذات صلة:

يوميات شاب مسلم.. (الحلقة الأولى: الفرح)

يوميات شاب مسلم.. (الحلقة الثانية: سنة اولى جواز)

يوميات شاب مسلم.. (الحلقة الثالثة: جارى ساكن قصادى)

يوميات شاب مسلم.. (الحلقة الرابعة: شخص سبنى)

يوميات شاب مسلم.. (الحلقة الخامسة: السير عكس الاتجاه)

يوميات شاب مسلم: (الحلقة السادسة: مش غلطان)

يوميات شاب مسلم: (الحلقة السابعة: جدك الشاب)

يوميات شاب مسلم: (الحلقة الثامنة: ولكنكم تستعجلون)

يوميات شاب مسلم: ح ٩ - "اليست نفسا"

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان