يوميات شاب مسلم ٢: “الحلقة الثانية” شعب السوشيال ميديا
بقلم - أحمد حمدي:
“شفت الصورة جابت كام like..... طب عملت كام share؟”....”يا ترى عنده كام follower” اصبح لدينا هوس بوسائل التواصل الاجتماعى، اصبحنا نفكر كيف سننشر ما نقوم به قبل ان نبدأ فيه. ننشر كل شىء، الاكل الذى اكلناه، المطاعم التى ذهبنا إليها، الحذاء الجديد الذى اشتريناه، صورتنا اليومية ونحن ذاهبون الى العمل... اصبحنا ننشر اى شىء وكل شىء. لم يقف الموضوع عند هذا الحد بل سمحنا لانفسنا بالتطفل على اى شخص فاصبحنا لا نهتم كثيرا ببخصوصيات الافراد، نتكلم بتفكير او بدون تفكير عن اي موضوع.
سببت لنا وسائل التواصل الاجتماعى حالة من الانفصام فى الشخصية غيرت من تصورنا للواقع، فاصبح لعدد الـlikes اثر فى سلوكنا فنقول ونفعل وننشر الصور التى نعلم ونتمنى ان تحصد اكبر عدد ممكن من الاعجابات. نحاول بشتى الطرق لفت نظر الناس ونيل رضاهم بعد ان كنا فى الماضى القريب لا نهتم بما يقولون. اصبح هذا العرف سائدا عند الجميع، اصبحنا دون ان نشعر نتصرف، نتكلم، نتفاعل، نفكر بطرق متشابهة.
قد يساهم الفيسبوك فى إبراز بعض المواهب وإظهارها لكنه وعلى النقيض يبرز انماط معينة نسعى الى تقليدها دون ان نشعر.
قد يسأل البعض وما المشكلة فى ان نفكر كلنا بطريقة متشابهة؟.
المشكلة ابرزتها دراسة إجتماعية لأستاذ علم الاجتماع سولمون آش ١٩٥١ “ويمكنكم مطالعة المزيد بالبحث عنها على محرك جوجل” والتى اظهر فيها بأن ٧٥٪ من الاشخاص على استعداد ان يخالفوا “على الاقل مرة” ما يرونه بأعينهم فقط ليكونوا مثل باقى المجموعة فقط. هذا يبرر
كثيرا انتشار بعض المصطلحات “الخادشة” فى الكلام بدعوى انها اصبحت عادى. متى اصبحت “عادى” ومنذ متى أصبحت تلك الالفاظ، العادات، الكلمات التى تصنف كلها تحت بند الحرام “عادى”. الا يسمى هذا إلف المعصية اى “اعتياد المعصية” للحد الذى لا نجد مشكلة فى وجودها وتقبلها بل والترحيب بها. الا يسمى هذا أيضا مجاهرة بالمعصية اى “اعلان المعصية” فنظهر على هذه الوسائل ما ستره الله. أصبحنا لا ننكر منكر لانه “عادى”.
نتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعى على انها عالم إفتراضى، غير حقيقى وغير مؤثر فنسب ونغتاب ونسخر دون شعور بالذنب بدعوى ان هذا العالم “غير حقيقى”. ننسى احيانا بان ابسط كلمة تكفى لالقاء أحدنا فى النار، وفى ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنَّ العبد ليتكلّم بالكلمة -مِنْ رضوان الله- لا يُلْقِي لها بالاً، يرفعه الله بها في الجنة, وإن العبد ليتكلم بالكلمة -من سَخَط الله- لا يُلْقِي لها بالاً، يهوي بها في جهنم”.. [رواه البخارى ومسلم].
فيا شعب السوشيال ميديا اتقوا الله.
للتواصل مع الكاتب:
https://www.facebook.com/ahmed.hamdy.k
موضوعات متعلقة:
فيديو قد يعجبك: