الكحلاوي تناشد الآباء والأمهات: عودوا إلى بيوتكم واشبعوا من أولادكم

كتب ـ محمد قادوس:

ناشدت الداعية الدكتورة عبلة الكحلاوي، أستاذة الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، الآباء والأمهات الرجوع إلي البيت ورعاية الأهل بالحب ودفء المشاعر في ظل مراقبة الله ومخافته سبحانه، والتمسك بالدين وأن يكون الشغل الشاغل للجميع.

ودعت، على صفحتها الرسمية على "فيسبوك" تحت عنوان (مهم جدا)، الجميع إلى نشرها ومشاركتها لتصل للأحبّة جميعاً، وكتبت:

لا تغفلوا عن أولادكم إن الأولاد يكبرون جسماً ويصغرون ديناً، يأكلون طعاماً ويجوعون حبّاً وجلوساً وئاماً، والزمان الآن لم يَعُدْ كسابقه، في اليوم الذي تغفل فيه عن ولدك يهجم على عقله ألف فكرة خاطئة، وعلى عينيه ألف ألف مقطع سيّئ، وعلى وقته ألف ألف شاغل وشاغل بالشرّ عن الخير، فكيف بمن يغيبون شهورا ودهورا.

وأضافت الكحلاوي: أيها الآباء: لا حاجة لأولادكم في الثوب الجديد، أو المصروف الكبير، أو الميراث الوفير إذا لم تؤسسه بحضورك على حب الله ومراقبته، وتكتشف مواطن الخير فيه فتتعهدها وتنمِّيها، وتعرف مكامن الشرّ في نفسه فتنتزعها وتنقيها. 

أيها الآباء: لا تعتذروا بضيق أوقاتكم فتكونوا كمن يضحك على نفسه، فقد كان الصحابة يفتحون العالم ثم يعودون إلى أولادهم فيفتحون قلوبهم ويحسنون تربيتهم ويورثونهم دينهم وأخلاقهم ولا تعتذروا فللرجال بصمات وللنساء لمسات، ولا تعتذروا بالسعي على أرزاقهم، فبئس الرزق ذلك الذي يقدّم للأمة أجساماً معلوفة، وأخلاقاً مهلهلة ضعيفة.

وتابعت: الزمان الآن صعب يا أحبة، وأولادنا والله مساكين، يحتاجون أضعاف ما كنا نأخذ في مثل أعمارهم مع فرق الفتن والمغريات التي بين جيلنا وجيلهم!!

وفي نهاية مناشدتها، قالت الكحلاوي: أحبّتي آباء وأمهات: عودوا إلى بيوتكم، واشبعوا ضماً وشماً من أولادكم، العبوا معهم، وقصّوا عليهم، واستمعوا كثيراً إليهم، اتركوا من أجلهم هواتفكم ، وتفرغوا من أجل هؤلاء الأبرياء عن بعض مشاغلكم ،أوقفوا الدنيا كلها من أجل فلذّات أكبادكم ، فدعاء أحد الصالحين أو الصالحات منهم لك بعد موتك من قلبه قائلاً:

"ربِّ اغْفِرْ لِي ولِوَالدَيّ".. خير لك من كل التفاهات التي شغلتك عنهم.