روشتة عمرو الورداني لعلاج "الشك" بين الزوجين
كتبت- آمال سامي:
في البث المباشر لدار الإفتاء المصرية ليوم الأربعاء، تحدث الشيخ عمرو الورداني، أمين الفتوى ومدير إدارة التدريب بدار الإفتاء، عن أسئلة كانت قد وردت إليه حول حكم تفتيش الزوج تليفون زوجته أو العكس، مؤكدًا أن هذا حرام شرعًا، مشيرًا إلى أن مشكلة "التشكك" هي ما تفسد الحياة الزوجية، فيحدث أن يبدأ الشك صغيرًا ثم يكبر. ثم بدأ الورداني في سرد أسباب التشكك وسبل حلها.
قال الورداني إن من مصادر التشكك هو التربية، فالطرفان قد تشربا التشكك من نشأتهما الأسرية، فالأم تربي بنتها على "خلي بالك من زوجك" أي أن الأصل الرجال "عنيهم زايغة"وتصرفاتهم تثير الريبة، وأكد الورداني أن التربية بهذه الطريقة محرمة وتشعر البنت دائما أنها ليست في أمان وأن زوجها لا يمكن أن يكتفي بها أبدًا. والعكس أيضًا بأن يقول الأب لابنه إياك أن تثق في امرأة، فأي امرأة يمكن أن تتغير وتفتن، ويظل الابن يرى أن أي امرأة يمكن أن يُضحك عليها، وأن الطبيعي أن نشك فيها ونغلق عليها حتى نستطيع السيطرة عليها.
ويضرب الورداني مثلًا لحالة من حالات التشكك التي قابلها حيث طلق رجل زوجته؛ لأنه رآها تشاور للبائع أنها تريد ثلاث قطع، فظن أنها تعطيه موعدًا، معلقًا "دا جنان". وأكد أن هناك فرقًا بين التشكك والغيرة، فالغيرة هي غيرة أمان، أنت تغار على حبيبك كي تؤمنه لا كي تهدده.
يقول الورداني إن مشكلة التشكك أنه يجعل الإنسان لا يصل إلى "الثقة الزوجية" ولا يحافظ عليها، فيجب أن تعيش الزوجة في طمأنينة أن زوجها حريص على أن يحافظ على حياتهم الزوجية وحريص على سعادتها وأمانها، وعندما يبدأ التشكك تبدأ تسأله أسئلة في غاية السوء مثل "إنت ليه مبقتش تحبني زي زمان؟".
أما المصدر الثاني للتشكك، فيقول الورداني: هو الغموض الزوجي، وهو غموض من شريك الحياة يولد الكثير من التشكك، فيتصرف تصرفات غامضة لا تفهمها زوجته، أو تسأله الزوجة أسئلة لا يجيب عنها أو العكس، فالغموض في التعامل أحد أهم مصادر التشكك، ويوضح الورداني أن الغموض يحدث أصلًا؛ لأن المرء يخشى أن يشك الطرف الآخر فيه، وعلى الرغم من ذلك فهو يوقعه فيما يخاف.
ثم تحدث الورداني عن المصدر الثالث للتشكك وهو نقل التجارب، بمعنى أن يسمع تجربة حدثت في أسرة ويطبقها على أسرته، ويبدأ يحدث الشك.
كيف نعالج التشكك بعد أن تسرب في الحياة الزوجية؟
يقول الورداني إن التشكك لا يأتي عند أناس لديهم نموذج حياة ممتلئ بالأهداف والقيم الحياتية، وحتى يعالج التشكك لا بد أن يكون هناك حوار دائم بين الزوجين، فالحوار لا يترك أي غموض ليدخل منه الشك والشيطان بين الزوجين. والنصيحة الأولى التي ينصحها الورداني للزوجين هي أن يضعا من ثلاثين لستين دقيقة في اليوم حوارًا يوميًا، فمجرد الكلام يبدأ الطرفان في الحديث عن أفكارهم ورغباتهم ويبدأ الشك في الانتهاء. ويرشح الورداني أمرين ليتحدث فيهما الزوجان الأول هو السعادة ، فيتكلم كل طرف كيف يصبح سعيدًا، والآخر هو أن يتحدث كل طرف عن كيف يكونان سعدين في المستقبل.
ويرد الورداني على من يقول لا بد أن تكون هناك ثقة حتى يزول التشكك، بأن الثقة لا تهبط من السماء، ولكنها تحدث مع الوقت. ونصح الورداني الزوجين بالتوقف عن التجسس على بعضهما البعض، فالتجسس يدعم الشك، وما يدعم علاج التشكك أيضًا هو الاعتراف بأن الإنسان لا يستطيع أن يعيش إلا بقدر من الخصوصية، فهناك جزء من الوقت يتركه لشريك حياته، وهناك علاقات ليس من الضروري أن يعرف تفاصيلها كاملة؛ كعلاقته بأسرته أو أصدقائه.
وآخر نصيحة قالها الورداني في هذا الأمر: هي السماع للنصائح الإيجابية في الحياة الزوجية ومحاولة تطبيقها.
فيديو قد يعجبك: