لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"الامتلاء الزواجي".. الورداني يوضح أخطر المشاكل التي تؤدي للطلاق وطرق حلها

05:50 م الأربعاء 27 نوفمبر 2019

تعبيرية

كتبت – آمال سامي:

تحدث الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى ومدير إدارة التدريب بدار الإفتاء، عن ظاهرة الامتلاء الزواجي، والتي عدها من أخطر المشاكل التي تسبب وقوع الطلاق وانهيار الأسرة.

أوضح الورداني، في فيديو البث المباشر للصفحة الرسمية للدار على فيسبوك، أن حالة الامتلاء تحدث في الأغلب عند النساء أكثر من الرجال، وهي أن يشعر أحد الأطراف بعدم الرغبة في الاستمرار بالحياة الزوجية، أو عدم تقبل أي عمل جيد من شريك الحياة، فمثلا بعد فترة طويلة من تكرار الأفعال السيئة أو غير المناسبة من الطرف الآخر كعدم الاهتمام والتقدير، فتظل تتراكم هذه الأشياء كما يمتلأ كوب إلى آخره فلا نستطيع أن نضع فيه أي شيء، فالأزواج والزوجات يصلون إلى ذلك، وتصل الزوجة لتلك المرحلة أكثر، وحين تصل لها يكون إرضاءها صعبًا للغاية، يقول الورداني.

أول علامة من علامات وصول الطرف الآخر إلى الامتلاء، هو عدم الرضا تجاه أي فعل طيب يفعله الطرف الآخر، يوضح الورداني قائلًا إن ذلك يظهر في عدم إرسال رسائل تدل على الاهتمام بما فعله الطرف الآخر، فمثلا يشتري الزوج للزوجة هدية فلا تظهر الاهتمام ولا تسعد بها. فحين يكون أحد الأطراف في حالة امتلاء، لا يستطيع تقبل الأعمال الحسنة التي ستغير له حياته.

وحالة الامتلاء نوعان والنوع غير الظاهر فيهما هو الأخطر، يؤكد الورداني: فالامتلاء المعلن، عندما يظهر طرف آخر عدم رغبته في الاحتكاك بشريك حياته، أما الامتلاء الخفي فهو عندما لا يتأثر بأي شيء يفعله الطرف الآخر، فهو يعتبره كأنه غير موجود.

وذكر الورداني أن مشكلة ظاهرة الامتلاء هي أنه نوع من أنواع الأنفصال، وهو من أسوأ أنواع الأنفصال، لأن الشخص وهو ممتلئ لا يستطيع سوى أن يحول أفعال شريك الحياة إلا إلى عبء، فأول ما يراه يشعر بأنه عبء عليه، ويكون الاختيار الأساسي للشخص الممتليء هو اختيار الانفصال أو الطلاق، وأكد الورداني أنه في حالة الامتلاء الصامت يقرر الطرف الممتلئ الانفصال دون أن يتكلم فلا يعرف الطرف الآخر أسبابه.

"ليس من الصواب مطالبة الشخص الممتلئ بمزيد من التحمل، فتلك المطالبة تبدو شيء غير منطقي، فحين تطلب منه ذلك كأنك تطلب منه أن يكون ضحية"، يرسم الورداني طريقًا لشريك الحياة للخروج بشريكه من تلك الأزمة، قائلًا أن عدم فهم شريك الحياة أن شريكه وصل إلى حالة الإمتلاء تحدث حالة الإنفجار، وأيضًا السخرية تؤدي إلى تفاقم حالة الامتلاء، فعبارات مثل: "انتي مفيش حاجة بترضيكي"، "انت هتفضل طول عمرك مكتئب كدا" تزيد من يقين الشخص الممتليء أن حالة الامتلاء التي يشعر بها الآن تأخرت كثيرًا وأنه كان لابد أن يمتليء منذ زمن وأنه اخطأ انه صبر وتحمل، فيجب أن يتراج الآن حتى يتخلص من حالة الامتلاء.

"تأتي حالات كثيرة يتمسك فيها طرف بالحياة الزوجية بينما الطرف الآخر قد امتلأ، ومن يظلم في هذه الحالة الأولاد"، لا ينكر الورداني أن حل تلك المشكلة مكلف كثيرًا، فالامتلاء ليس وليد لحظة، فهو مخزون مواقف طويلة وأوقات طويلة، فمن الطبيعي أن يأخذ وقتًا كي ينتهي، يقول الورداني مؤكدًا أن الطرف الآخر سوف ينفق وقتًا طويلًا حتى يرضي شريك حياته.

نصائح تخلص الشخص الممتليء من امتلاءه

قانون الإزاحة: "إن الحسنات يذهبن السيئات" أداة علاج الامتلاء التي يذكرها الورداني، فكلما تقدم أفعال جيدة، تمحو الأفعال الرديئة، فيدفع السواد الموجود في القلب والامتلاء، ويحدث ذلك عن طريق عدة أمور، أولها التنفيس، فيجب أن يسمع شريكه، والمرأة تحديدًا تحتاج إلى أن تتحدث لانها ليس لها باب من أبواب الأمان إلا أن تتحدث ويستمع إليها زوجها، وذكر الورداني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا كلمه صحابي تكاد أن تسقط رأسه من كثرة التعب والاحتياج للنوم، فإذا نهر الصحابة ذلك المتحدث، قال لهم النبي: دعوه حتى ينتهي من كلامه.

الأمر الثاني الذي ذكره الورداني هو انتقاء الأعمال الإيجابية التي تسعد شريك الحياة، بدون انتظار رد فعل آني حسن بمجرد فعلها، "وهذه مشكلة الرجال في علاج تلك الأزمة" يقول الورداني، فالمرأة تتشكك في أنه يقوم بتلك الأفعال فقط لإنهاء حالة الامتلاء فهي تختبره هل هو صادق فيما يفعله أو لا.

تستغرق تلك الفترة بين الثلاثة أشهر إلى الستة أشهر، وعلامة انتهاء مرحلة الامتلاء هي عندما تقول له "أنت اتغيرت" يقول الورداني. أما آخر شيء يذكره الورداني هو أن على الطرف الآخر أن يتغير فعلا، وينصح الورداني في تلك المسألة المتابعين أن يحضر الطرفين برنامج التوافق الزواجي في دار الإفتاء، وذلك كي يتعلموا اكتساب مهارات جديدة في فهم شريك الحياة، لأن عدم اكتساب تلك المهارات تجعل مواجهة الإمتلاء فكرة لحظية لكي تمر المرحلة فقط ثم تحدث انتكاسة مرة أخرى.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان