عمرو الورداني يقدم روشتة لعلاج الاستهلاك العاطفي بين الشريكين
كتبت – آمال سامي:
في لقائه الأسبوعي عبر بث دار الإفتاء المصرية المباشر على الفيس بوك، تحدث عمرو الورداني، أمين الفتوى ومدير إدارة التدريب بدار الإفتاء، عن مهارة الاستشعار العاطفي بين الزوجين.
وأكد أنها مهارة تؤثر بشكل كبير في العلاقات الزوجية، واسترشد عمرو الورداني بهدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع زوجاته حين قال لعائشة: "إني لأعلم متى تكونين عني راضية ومتى تكونين عني ساخطة".
وفي هذا الحديث طمأنة من الرسول للسيدة عائشة، يقول الورداني، وهو أمر مهم في مسألة السكينة الزوجية، وهي أن يشعر كل طرف أن الآخر يتفهم مشاعره، وأكد الورداني أن عدم وجود هذا الاستشعار لدى أحد الزوجين يجعل الطرف الآخر ينفصل عاطفيًا وإنسانيًا عن شريك حياته، وهذا يحدث قبل الانفصال الجسدي والرسمي، وأسباب هذا الانفصال هو عدم استشعار مشاعر الآخر.
والحديث الذي تناوله عمرو الورداني هو ما ورد في صحيح مسلم من قول عائشة رضي الله عنها، قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني لأعلم إذا كنتِ عني راضية، وإذا كنت علي غضبى، قالت: فقلت: ومن أين تعرف ذلك؟، قال: أما إذا كنتِ عني راضية، فإنك تقولين: لا ورب محمدٍ، وإذا كنت غضبى، قلت: لا ورب إبراهيم، قالت: قلت: أجل، والله يا رسول الله ما أهجر إلا اسمك.
"هذا الحديث من عجائب أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففيه جوامع الكلم وجوامع الدروس"، يعلق الورداني على الحديث قائلًا: إن فيه عدة رسائل أولها أنه صلى الله عليه وسلم يراعي مشاعرها ويفهمها وبإمكانه قراءتها، والآخر أنه لا يتعامل معها بمقام النبوة في هذا الحديث، وإنما بمقام الزوجية، وهذا يجعلها تشعر بالاطمئنان.
فماذا يحدث عندما لا يراعي شريك الحياة مشاعر شريكه؟
يضرب الورداني مثالًا لذلك على من يكره عبارة معينة، فتكره الزوجة مثلا أن يقول لها يا "أميرة الأمراء"؛ لأنها تشعر أن هذه العبارة سخرية منها؛ لأن المكانة التي تطلبها لا تستحقها، ولو كان تعبيرًا دارجًا في أسرته، فهناك تعبيرات لطيفة، البعض لا يقبلها، وهذا يدخل في عدم الاستشعار العاطفي، فتفكر أن هذا الشخص لا يفهمني ولا يراعيني، وهذا يحدث لأسباب متعددة، أولها: الضمان، وهو أشهر سبب يجعل العلاقات الزوجية مضطربة، ففكرة أنه ضامن زوجته، فيتعامل مع العلاقة الزوجية بعدم التركيز في الكلام والتصرفات والأفعال، ما يؤدي في النهاية إلى أن الطرف الآخر يشعر بأنه ليس له قيمة، وأنك لا تستثمر في علاقتك به، وهو ما يؤدي إلى الاستهلاك العاطفي.
"لا تعتمد على المخزون العاطفي لدى الطرف الآخر...المخزون العاطفي يزيد ما يقلش"، يقول الورداني منبهًا: إنه لو قل يقل بصورة سريعة للغاية ومن يعتد على استهلاك المخزون العاطفي يجعل العواطف والحب يقل تدريجيا، وهذا يحدث بالتأخر عن الاعتذار عن المواقف السلبية، وهذا يحدث من الرجال أكثر، فيتصور أن المخزون العاطفي سنده، فهو ضامن أنها زوجته وتحبه وستفهمه ولا يعتذر عنها، وهو ما يؤدي إلى أنها تصبح تغضب من أمور لم تكن تغضب منها من قبل.
والأمر الآخر الذي يؤدي إلى الاستهلاك العاطفي هو تفسير مواقف الآخر بما يتبناه هو، فمثلا هو لم يخرج للقاء أهلها عندما جاءوا إليهم، فهو يريد أن يترك لها فرصة لتجلس مع أهلها، وتغضب هي؛ لأنها ترى ذلك نوعًا من أنواع التقدير، فيراها هو عدم تفهم منها له، يقول الورداني: "عندما تقرأ المواقف اقرأها من جهة الطرف الآخر لا من جهتك أنت"، وهو ما أسماه الورداني: "التفسير الأحادي للأحداث".
عدم وجود حلول متعددة لمسألة عدم وجود وقت جيد للشريكين، وهو ما يتسبب في الشعور بالوحدة، يقول عمرو الورداني: إن عدم تبني ثقافة جودة الوقت يؤدي إلى وجود فراغات في حياة الإنسان، وتلتهم تلك الفراغات العواطف.. "لما يجوا يقعدوا مع بعض لازم الوقت دا يعلم فيهم ويسيب لهم معاني جميلة"، يقول الورداني شارحًا معنى جودة الوقت الذي يقضيه الزوجان معًا.
فكيف نعالج مسألة الاستهلاك العاطفي؟
يضع لنا عمرو الورداني نقاط لعلاج تلك المشكلة وهي:
• ديمومة البقاء معًا، حتى ولو كان الوقت قليلًا، فيجب أن يجلس الشريكان معًا يوميًا، بدون هواتف ونتحدث عن موضوعين أساسيين، وهما السعادة والمستقبل، على الأقل نصف الساعة فقط، بنسبة تلت ساعة للزوجة، وعشر دقائق للزوج.
• تجديد الألفاظ والتعبير عن الحب، واختيار الألفاظ التي يحبها شريك الحياة وتلقيبه بها لمدة معينة، فمن المهم أن يشعر الإنسان دائما بالتعبير عن الحب والتقدير.
• إرسال رسائل متبادلة بين الطرفين: "اعملوا نفس الحاجات اللي كنتوا بتعملوها في بداية إنشاء العلاقة".
• اصنعوا الذكريات، أكثروا من المفاجآت السعيدة، فهذا يشحن العلاقة بين الطرفين.
فيديو قد يعجبك: