230 تغريدة في وصف الجنة و نعيمها
1- تبدأ جنة الآخرة بجنة الدنيا وهي جنة الذكر و الطاعة فإن سرور القلب مع الله وفرحه به لا يشبهه شيء من نعيم الدنيا وهو حال من أحوال أهل الجنة
2- من كان مستوحشا مع الله في هذه الدار فوحشته معه في البرزخ والمعاد أعظم وأشد،ومن قرت عينه به في الدنيا قرت عينه به عند الموت ويوم القيامة
3- جعل الله الدخول عليه موقوفا على الطهارة فلا يدخل المصلى عليه حتى يتطهر وجعل الدخول إلى جنته موقوفا على الطيب والطهارة،فلايدخلها إلا طيب طاهر
4- يبشره ملك الموت : اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان و تبشرهم الملائكة (ألا تخافوا و لا تحزنوا و أبشروا بالجنة التي كنتم توعدون)
5- الصحيحين”أن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فمن أهل... وإن كان من أهل النار فيقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله
6 - إن في الجنة غرفا يُرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدها الله لمن أطعم الطعام و ألان الكلام و أفشى السلام وصلى بالليل و الناس نيام
7- مسلم"لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر ترد أنهار الجنة وتأكل من ثمارهاوحديث"نسمة المؤمن إذا مات طائريعلق في شجر الجنة
8-حين يتجاوز المؤمنون الصراط"يحبسون على قنطرة فيقتص من بعضهم لبعض فتتخلى القلوب من الأضغان والأحقاد والغل حتى يدخلوا الجنة وهم على أكمل حال
9- هذا هو الدرس الأول ( و نزعنا ما في صدورهم من غل )لن تدخل الجنة و في قلبك مثقال ذرة من حسد أو غل أو كبر .. انزعه اليوم قبل أن ينزع منك هناك
10- يمرون بشجرة في أصلها عينان فيشربون من الأولى فلا تترك في بطونهم أذى ويغتسلون من الأخرى فتجري عليهم نضرة النعيم فلا يشعثون ولا يتغيرون
11-ثم يساقون إلى الجنة (زمرا)و (وفدا)كل مجموعة مشتركة في عمل متصاحبين مستبشرين أقوياء القلوب كما كانوا في الدنيا وقت اجتماعهم على الخير كذلك
12- فليسوا فرادى بل(زمرا) أي جماعات يؤنس بعضهم بعضا ويفرح بعضهم ببعض وهذه الجماعات {وفدا} أي كالوفود إلى الملوك،مكرمون معززون مبشرون بالخير
13- منهم من يدخلها بلا حساب ولا عذاب ويدخلها بعد الحساب لكثرة حسناته ويستحق النار فلا يدخلها ويدخل الجنة بالشفاعة ويدخل ويخرج بالشفاعة أصحاب الأعراف
14-عندما يصلون الجنة تكون أبوابها مقفلة ولا تفتح إلا بشفاعة خاصة لنبينا ﷺ لإظهار فضلة أمام أهل الجنة كما رآى الناس الشفاعة الكبرى بالموقف
15- للجنة 8 أبواب تفتح لك عند إسباغ الوضوء و على صبرك على فقد الولد و احتسابك الأجر كما أن من أبوابها باباً خاصاً بالصائمين إذا دخلوا منه أغلق
16- الصحيحين"من أنفق زوجين في شيء من الأشياء في سبيل الله دعى من أبواب الجنة يا عبد الله هذا خير فمن كان من أهل الصلاة دعى من باب الصلاة ومن كان
17من أهل الجهاد دعى من باب الجهاد ومن كان من أهل الصدقة دعى من باب..قال أبو بكر:فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها؟قال نعم وأرجوا أن تكون منهم
18-تخيل عندما تقوم بمثل هذه الطاعات بأن أبواب الجنة الثمانية قد فتحت لك!فتخيل جمال هذه الأبواب و سعتها و مصاريعها ومفاتيحها و أشكال زخارفها
19- إن ما بين المصراعين من أبواب الجنة كما بين مكة و هجر أو مكة و بصرى" فهجر مدينة جهة البحرين وبصرى في الشام و لكن تأمل الإعجاز في هذه المقارنة
20- أثبتت الدراسات الحديثة في الإعجاز العلمي بأن المسافة بين مكة و هجر هي نفس المسافة بين مكة و بصرى و هي( 1273 ) كم فسبحان الله.
21- في خطبة ابن غزوان في مسلم"إن ما بين المصراعين مسيرة أربعين سنة "و لعل هذا الباب الأعظم حيث أن الجنة درجات والجنة كلما ارتقيت فإنها تتسع
22- أبواب النار مفتوحة لأنها دار مهانة لا يستأذن لها فإذا دخلوها اطبقت عليهم فلا تفتح ابدا وأبواب الجنة مغلقة تحتاج لإذن فإذا فتحت فلا تغلق أبدا
23-(مفتحة لهم الأبواب)تدل الآية على الأمان الذي يتجلى بأكمل صوره في الجنة فالجميع آمن و مطمأن لا يخشى على ماله أو عرضه أو أغراضه و حاجاته
24- كما لا يوجد فيها حرس و لا ملائكة لحفظ النظام و لا قوانين صارمة و لا غرامات بل نعيم كامل و أمن كامل و طمأنينة و راحة من جميع الوجوه
25رأى سالم بن عبدالله بن عمر في المنام كأن أبواب الجنة فتحت إلا بابا واحدا فقال:ما شأنه؟قيل:هذا باب الجهاد ولم تجاهد!فأصبحت وأنااشتري الظهر
26"نحن الآخرون الأولون يوم القيامة "فهذه الأمة وان تأخر وجودها في الدنيا فهي أول من يحشر وأول من يحاسب وأول من يقضي بينهم وأول من يدخل الجنة
27- في الصحيحين"أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر و الذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة"و في هذا الحديث عدة فوائد
28- منها أن أنوار أهل الجنة تتفاوت بحسب درجاتهم وكذا صفاتهم في الجمال ونحوه كما جاء وصف كيفية دخولهم الجنة بأنهم " متماسكون آخذ بعضهم بعضا
29- لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم " فيدخل السبعون الفا الجنة صفا واحدا على دفعة واحدة آخذ بعضهم بيد بعض،فتأمل سعة الباب
30- و في الحديث"يدخل فقراء أمتي الجنة قبل الأغنياء بأربعين خريفا" و في رواية: بخمسمائة عام" فتختلف مدة السبق بحسب أحوال الفقراء و الأغنياء
31- فمنهم من يسبق بأربعين و منهم ب 500 وإنما يسبق الفقراء الأغنياء إلى الجنة بنصف يوم،لعدم فضول الأموال التي يحاسبون على مخارجها ومصارفها
32- فلا يؤخر عن دخول الجنة لخفة حسابه،والغني يحاسب، فإن كانت حسناته أكثر رفعت درجته عليه بعد الدخول وإن كان مثله ساواه،وإن كان دونه نزل عنه
33- دخول الفقراء و 70 الفا أولا لا يلزم ارتفاع درجاتهم على من يتأخر في دخول الجنة كالأغنياء،بل قد يكون المتأخر أعلى منزلة وإن سبقه غيره في الدخول
34- ومن جمال صورهم يدخلون الجنة جردا مردا كأنهم مكحلون في عمر القوة والفتوة والشباب أبناء 33 على صورة أبيهم آدم 60 ذراعاً في السماء
35- قلوبهم صافيه،وأقوالهم طيبة،وأعمالهم صالحة،لا يسمعون كلمة نابية،لا خاطر يكدر،ولا مزاج يُعكر(لا يسمعون فيها لغواً و لا تأثيما*إلا قيلا سلاما..
36- الصحيحين"أول زمرة تلج الجنة صورتهم على صورة القمر ليلة البدر،لا يبصقون فيها و لا يتغوطون فيها ولا يمتخطون فيها،آنيتهم و أمشاطهم الذهب والفضة
37- ومجامرهم الألوة،ورشحهم المسك،ولكل واحد منهم زوجتان يُرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن،لا اختلاف بينهم ولا تباغض قلوبهم على قلب رجل واحد
38- قال القرطبي قد يقال أي حاجة لهم إلى المشط وهم مرد وشعورهم لا تتسخ وأي حاجة لهم إلى البخور وريحهم أطيب من المسك قال ويجاب بان نعيم الجنة
39- ليس عن ألم جوع أو ظمأ أو عرى أو نتن وإنما هي لذات متتالية ونعم متوالية والحكمة في ذلك أنهم ينعمون بنوع ما كانوا يتنعمون به في الدنيا
40- قال ابن الجوزي :كل شئ خلق الله في الدنيا و ما يجري فيها فهو أنموذج لما يجري في الآخرة، لإن الله شوق بنعيم إلى نعيم و خوف بعذاب من عذاب
41- مسلم"أن موسى سأل ربه ما أدنى أهل الجنة منزلة؟ قال:رجل يجئ بعد ما دخل أهل الجنة الجنة فيقال له:أدخل الجنة،فيقول:رب كيف وقد نزل الناس منازلهم
42- فيقال له أترضى أن يكون لك مثل مُلك ملك من ملوك الدنيا ؟ فيقول رضيت رب !فيقول لك ذلك ومثله ومثله ومثله قال في الخامسة رضيت رب
43- قال رب فأعلاهم منزلة ؟قال أولئك الذين غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها فلم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر" نسأل الله من فضله
44- في الطبراني"أن أدنى أهل الجنة درجة لمن يقوم على رأسه عشرة آلاف خادم بيد كل واحد صحفتان واحدة من ذهب والأخرى من فضة " قال ابن حجر اسناده قوي
45- عند الدخول يتحفون بأطيب الطعام والشراب كما سأل الحبر نبينا ﷺ:ما تحفتهم؟قال:زيادة كبد الحوت،قال: فما غذاؤهم على إثرها: قال ينحر لهم ثور الجنة
46- الذي كان يأكل من اطرافها" قال فما شرابهم ؟ قال" من عين فيها تسمى سلسبيلا" قال: صدقت"فزيادة كبد الحوت"هي القطعة المنفردة المعلقة في الكبد
47- و يقال إنها أهنأ الطعام و أمرأه و هذا يدل على عظم قدر هذه الزائدة فما الظن بالكبد التي هي زائدته فكيف بالحوت الذي حواها ! ابن القيم
48- قال الله عز وجل(جنة عرضها السموات و الأرض) هذا العرض فكيف بالطول ! فإذا كان أدناهم منزلة يعطى مثل الدنيا و عشرة أمثالها فكيف بغيره
49- درجاتها كثير والفرق بين الدرجتين طويل و لقد ورد في سورة الرحمن أربع جنان اثنتان منهما دون الأخريين مما يدل على تفاضل الدرجات في جنات النعيم
50- قال: الضحاك في قوله تعالى {لهم درجات عند ربهم}بعضهم أفضل من بعض ، فيرى الذي هو أسفل منه، و لا يرى أنه فضل عليه أحد من الناس
51- و في البخاري"لموضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها"قدر سوط تملكه في الجنة أعظم من جميع ما في الدنيا فكيف بمن حصل منها أعلى الدرجات
52- إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما يتراءون الكوكب الغابر من الأفق لتفاضل ما بينهم"فأهل الدرجات العلا يراهم من هو أسفل منهم كالنجوم
53- حتى قال الصحابة:اولئك النبيون!قال ﷺ:بلى والذي نفسي بيده،وأقوام آمنوا بالله وصدقوا المرسلين"فهذه المنازل العالية لمن تدرج في منازل العبودية
54- ق ابن تيمية:المنازل العالية لا تنال إلا بالبلاء.قال ابن رجب:وقيام الليل يوجب علوّ الدرجات(ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما
55- تأمل هذا الحديث العجيب لتدرك المساحة الهائلة للجنة"إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله بين كل درجتين كما بين السماء والأرض
56- في المسند"يقال لصاحب القرآن إذا دخل الجنة اقرأ واصعد فيقرأ ويصعد بكل آية درجة حتى يقرأ آخرشيء معه"هذا صريح في أن درج الجنة تزيدعلى 100 درجة
57- القاعدة:أن دخول الجنة بفضله"لا يدخل أحدكم الجنة بعمله"ثم يتقاسمون درجاتها بأعمالهم(و نودوا أن تلكم الجنة اورثتموها بما كنتم تعملون
58- أعلى درجات الجنة هي(الوسيلة)قيل يا رسول الله ﷺ ما الوسيلة؟قال أعلى درجة في الجنة لا ينالها إلا رجل واحد وأرجو أن أكون أنا هو"ليس فوقها درجة“
59- وسميت درجة النبي ﷺ الوسيلة لأنها أقرب الدرجات إلى العرش وأقربها إلى الله ولهذا كانت أفضل الجنة وأشرفها وأعظمها نورا
60- فلما كان رسول الله ﷺ أعظم الخلق عبودية لربه و أعلمهم به وأشدهم له خشية كانت منزلته أقرب المنازل إلى الله وهي أعلى درجات الجنة
61-أنزه الموجودات وأظهرها وأنورها وأعلاها ذاتا وقدرا عرش الرحمن وكل ما قرب إلى العرش كان أنور وأزهر فلذا كان الفردوس أعلى الجنان وأفضلها\ القيم
62- قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : درجات أهل النار تذهب سفولاً ، و درجات أهل الجنة تذهب صعوداً فعلو المنازل على قدر التزود من الفضائل
63- أهل الطبقة العليا يعلمون حال أهل السفلى من غير عكس، كما أن أهل الجنة ينزل الأعلى إلى الأسفل،ولا يصعد الأسفل إلى الأعلى حتى لا يحزن أحد
64- أخبر سبحانه برفع درجة الأبناء إلى درجة الآباء وإن لم يعملوا عملهم لتقر أعينهم بهم ويتم سرورهم وفرحهم ولم ينقص من عمل الآباءشيئا بهذا الإلحاق
65- تراب الجنة:جاء في الترمذي بأن تربتها(الزعفران) و في الصحيحين " أدخلت الجنة فإذا فيها جناذب [قباب] اللؤلؤ وإذا ترابها ( المسك ) ".
66- يجمع بينها بأنها تختلف باختلاف الجنة فبعض الجنان ترابها مسك و بعضها زعفران و قيل اللون لون الزعفران و الريح ريح المسك و هذا أجمل ما يكون
67- و قيل تفسيرها بقوله”ملاطها المسك “أي ما يجعل بين اللبنتين من الطين من المسك،و الجنة ماؤها كثير فإذا اختلط بترابها من الزعفران صار طين مسك
68- في مسلم سأل النبي ﷺ ابن الصياد عن تربة الجنة: فقال: درمكة بيضاء مسك خالص" و في المسند:سأل اليهود؟ فقالوا: خبزة فقال:"الخبز من الدرمك"
69- قال ابن رجب”والتي تجتمع به هذه الأحاديث أن تربة الجنة في لونها بيضاء ومنها ما يشبه لون الزعفران في بهجته وإشراقه وريحها ريح المسك الخالص
70- وطعمها طعم الخبز الحواري الخالص وقد يختص هذا بالأبيض منها فقد اجتمعت لها الفضائل كلها لا حرمنا الله ذلك برحمته وكرمه. ا.هـ كلام ابن رجب
71- لا يوجد في الجنة حصى أو حجارة صغيرة بل " حصباؤها اللؤلؤ و الياقوت" و ترابها الزعفران و المسك و ما بين اللبنتين مسك " ملاطها المسك“
72- فترابها نعيم،حصباؤها نعيم وبناؤها نعيم وتجري في وجوه اهلها نضرة النعيم من يدخلها ينعم فلا يبأس ويخلد فلا يموت لا تبلى ثيابهم ولا يفني شبابهم
73-مساكن أهل الجنة على ثلاثة أنواع :
أ-القصور
ب-الغرف
ت-الخيام
74-فالقصور جاءت الأحاديث بأنها على ثلاثة أنواع :
أ-قصور من ذهب
ب- من فضة
ت- من لؤلؤ
75- دخلت الجنة فإذا أنا بقصر مشرف مربع من ذهب فقلت لمن هذا القصر؟قالوا لشاب من قريش فظننت أني أنا هو فقلت ومن هو؟قالوا لعمر بن الخطاب"الصحيحين
76- وفيهما" أن جبريل قال للنبي ﷺ :هذه خديجة أقرئها السلام من ربها،وأنه يبشرها ببيت في الجنة من قصب،لا نصب فيه ولاصخب"والقصب هو اللؤلؤ المجوف
77- و أما قصور الفضة ففي الصحيحين"جنتان من ذهب آنيتهما و ما فيهما ، و جنتان من فضة آنيتهما و ما فيهما" فالجنة الثانية مساكنها وما فيها من فضة
78- جمع ابن رجب وابن حجر بينه وبين حديث(الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضة)أن الأول صفة ما في كل جنة من آنية ومباني وغيرها والثاني صفة حائط الجنة
79- و استدلوا بالحديث الذي رواه البيهقي "أن الله أحاط حائط الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضة" صححه الالباني
80- الثاني من مساكنهم(الغرف)في قوله(لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف مبنية)فأخبر بأنها مبنية حقيقة كأنك تنظرإليها وبعضها ارفع من بعض
81- إن في الجنة غرفا يُرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدها الله لمن أطعم الطعام و ألان الكلام و أفشى السلام وصلى بالليل و الناس نيام
82- النوع الثالث من مساكنهم"الخيام " كما قال تعالى (مقصورات في الخيام) فالعرب تحب الخيام وهي من أوتاد و حبال ويحتاج حملها وبناؤها إلى مشقة وعناء
83- خيام الجنة تشترك معها في الاسم فقط ففي الصحيحين"أن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها 60 ميلا فيها أهلون يطوف عليهم المؤمن
84- تخيل هذه اللؤلؤة العظيمة التي قديكون طولها 100كم وعرضها كذلك بحساباتنا اليوم وهي غير الغرف والقصور بل هي خيام في البساتين وعلى شواطئ الأنهار
85- فمن عرف أوصاف هذه المساكن وأنواعها فلا شك بانه سيحرص على الفوز بها لأن النفوس شديدة التعلق بالسكن فكيف إذا كانت هذه المساكن من ذهب وفضة لؤلؤ
86- "من بنى لله مسجداً بنى الله له بيتاً في الجنة"و حديث من حمد و استرجع عند موت ولده "و المحافظة على السنن الرواتب في اليوم و الليلة
87- أنهارها من غير اخدود جرت..سبحان ممسكها عن الفيضان إذ كثيراً ما نسمع في القرآن ونقرأ{تجري من تحتها الأنهار}فما هي أنهارها و أنواعها وميزاتها؟
88- جمع الله أنهارها في آية من سورة محمد{فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهر من خمر لذة للشاربين و أنهار من عسل مصفى}
89- إذاً فيها أنهار غير معهودة في الدنيا و لا نظير لها ، إذ لا نتخيل وجود أنهار اللبن أو الخمر أو العسل تجري بتدفق و اندفاع في دنيانا اليوم
90- و خص هذه الأنهار بالذكر لكونها أفضل الأشربة فالماء لريهم و طهورهم و العسل لشفائهم و نفعهم و اللبن لقوتهم و غذائهم و الخمر للذتهم وسرورهم
91-فذكر سبحانه هذه الأجناس الأربعة و نفى عن كل واحد منها الآفة التي تعرض له في الدنيا فآفة الماء أنه يأسن و يأجن من طول مكثه و آفة اللبن
92- أن يتغير طعمه إلى الحموضة ويصير قارصا وآفة الخمر كراهة مذاقها المنافي للذة وآفة العسل عدم تصفيتة و كثرة الغش بفيه فنفى الله هذه العيوب كلها
93- من اين تتفجر أنهار الجنة ؟ " إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه وسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة
94- {ختامه مسك} قال ابن رجب:وهذا يدل على أن أنهارها تجري على المسك ولذلك يرسب منه في الإناء في آخر الشراب كما يرسب الطين في آنية الماء في الدنيا
95- في البخاري"بينا أنا أسير في الجنة إذا بنهر حافتاه قباب اللؤلؤ والمجوف فقلت ما هذا يا جبريل قال:هذا الكوثر الذي أعطاك ربك
96- حافتاه اللؤلؤ المجوف وترابه المسك وحصباؤه اللؤلؤ والياقوت طعمه احلى من العسل،لونه ابيض من الثلج حوله طيور رقابها كرقاب الجزور يعني مثل الإبل
97- ينصبون الخيام على حافة الكوثر فيشربون منه،يتمتعون بطعمه وينتشون بريحه ويأكلون من هذه الطيور فيا لها من رحلة ما أجملها ونزهة ما الذها وأطيبها
98- هذا الكوثر له ميزابان يصبان في حوض النبي ﷺ في المحشرإذ لكل نبي حوض هناك لا تشرب منه إلا أمته وهم يتباهون أيهم أكثر واردااللهم اسقنا منه
99- كما يوجد فيها العيون التي تختلف عن عيون الدنيا،فذكر القرآن أماكنها:{في جنات وعيون}في بساتينهم{في ظلال وعيون}أماكن جلوسهم ومتنزهاتهم
100- في آيات العيون لطيفة يحسن تأملها وهي التفريق بين الأبرار و المقربين فالمقربون أخلصوا فخلص شرابهم والأبرار خلطوا و مزجوا فمزج لهم شرابهم
101- في سورة الرحمن التفريق بين الجنة الأولى(تجريان)والجنة الثانية(فيهما عينان نضاختان)في المطففين(ومزاجه من تسنيم)ما هي(عينا يشرب بها المقربون
102- وفي الانسان عين السلسبيل للمقربين يشربون منها خالصة و يمزج للأبرار منها لأن أولئك أخلصوا أعمالهم لله فأخلص شرابهم وهؤلاءمزجوا فمزج لهم
103- كما أخبر بأنها تمزج لهم بالكافور أولا وما فيه من البرد وطيب الرائحة ثم تمزج لهم بالزنجبيل ثانيا وهو حار طيب الرائحةفيقابل برودته بحرارةالآخر
104- ففي الآيات التي جاء فيها ذكر (العيون )رسالة سلوكية تربوية مهمة بأنك ستحصد غدا ما تزرعه اليوم في حياتك فهناك فرق حتى لو دخلت الجنة
105- قدم رسول الله ﷺالمدينة وليس بها ماءيستعذب غير بئر رومة فقال من يشتري بئر رومة يجعل دلوه مع دلاء المسلمين بخير له منها في الجنة فاشتراها عثمان
106- آنية الجنة ذكرها القرآن 5 أنواع:
أ-الصحاف وهي القصعة للأكل
ب-الأباريق: لها عرى و خرطوم و يصب منها في الأكواب
ج- الأكواب
د-الكأس
107- الخامس{قوارير من فضة}فهي مما لا نظير له في الدنيا إذ لها بياض الفضة وصفاء الزجاج وشفافيته{قدروها تقديرا} أي على قدر حاجتهم لا تزيد و لا تنقص
108- (كأساً دهاقا) و هي الممتلئة و المتتابعة فهي لا تنقص عن قدر حاجته و لا تزيد كما أنها تدور بلا انقطاع و لا خوف من مضرتها بسبب كثرة الشرب
109- فرش أهل الجنة متنوعة و ناعمة و جميلة و مرتفعة و لينة و مبثوثة فهي من سرر و نمارق و زرابي و ارائك و رفرف و عبقري حسان
110- فالسرر جاءت 4 صفات:
أ-(مرفوعة)
ب-(موضونة)مضفورة بالذهب
ت-(متقابلين) ليس بعضها خلف بعض
ث-مصفوفة) بعضها إلى جانب بعض لا بعيدا عن بعض
111- العادة أن بطائن الفرش الذي لا يراه الناس لا يهتم بجودته و لكن في الجنة( بطائنها من استبرق) فبطونها خالص الحرير فما بالك بظاهره !
112- (نمارق مصفوفة ) هي الوسائد المرتبة حيث يحتاجها الانسان للاستناد و الاتكاء و الترفه فهي مصفوفة و جاهزة للخدمة و الاستعمال و الزينة
113- (زرابي مبثوثة )هي البسط والزوليات منتشرة في كل مكان وجاهزة للجلوس والاستخدام لا يحتاج الانتفاع بها إلى انتظار كما أنها تعطي الجمال للمجلس
114- (رفرف خضر ) هي ما يوضع فوق المجالس للزينة و حسن المنظر فتزيد عليها حتى تصير كالرف من تحته لزيادة الحسن و المنظر
115-(عبقري حسان ) منسوج نسجاً حسناً فاخرا جميلاً لهذا وصفها بالحسن الشامل و هذا يشمل حسن الصنعة و حسن المنظر و نعومة الملمس
116- من كمال المجلس وحسنه : وجود الخدم للخدمة وتوفير ما يحتاجونه فذكرمن صفاتهم بأنهم(مخلدون)فهم مخلوقون للخدمة فلايموتون
117- كما وصفهم بقوله(كأنهم لؤلؤ مكنون )والمكنون هو المستور المصون الذي لم تبتذله الأيادي فهم غاية في الحسن و الجمال والبهاء و البياض وحسن الخلقة
118- كما يدل قوله (لؤلؤ مكنون) بأن الخدمة لم تذهب تلك المحاسن وذلك اللون والصفاء والبهجة بل مع انتصابهم لخدمتهم تراهم (كأنهم لؤلؤ مكنون)
119- (إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤاً منثورا ) إشارة إلى أنهم غير معطلين بل مبثوثون منتشرون في خدمتهم و تلبية حوائجهم بسرعة و نشاط و استمتاع
120- كما يدل على سعة المكان وتفرقهم في حوائج سادتهم وذهابهم ومجيئهم بحيث لا يحتاجون إلى أن ينضم بعضهم إلى بعض بسبب ضيق المكان
121- أما اشجارها و بساتينها فهي من النعيم العظيم الذي وعد الله به أهل الجنة فسيكون الحديث عن (شكلها – ورقها – ثمرها - ظلها)
122- ففي الصحيحين " إن في الجنة شجرة يسير الراكب الجواد المضمر السريع (في ظلها ) مائة عام لا يقطعها " و اقرءوا إن شئتم {و ظل ممدود}
123- قال كعب الأحبار لو أن رجلا ركب جذعة ثم دار بأصل تلك الشجرة 100عام ما بلغها حتى يسقط هرما إن الله غرسها بيده ونفخ فيهاوإن أصلها من وراء سورالجنة
124- أقبل أعرابي فقال يا رسول الله ﷺ ذكر الله في الجنة شجرة مؤذية وما كنت أرى في الجنة شجرة تؤذى صاحبها قال رسول الله ﷺ:وما هي؟قال السدر فإن له
125- شوكا مؤذيا قال أليس الله يقول{في سدر مخضود}خضد الله شوكة فجعل مكان كل شوكة ثمرة"وهذا الشوك من عيوب الشجر في الدنيا التي لا توجد في شجر الجنة
126- و من عيوب الشجر التي لا توجد في الجنة ايضا تقلص الظل و انعدامه و كذلك ثمرها الذي ربما ينقطع في بعض الأوقات أو لتعسره أو لسبب آخر
127- فنفى الله العيوب(أكلها دائم و ظلها}فثمرها وظلها دائم لا ينقطع وكذلك(لا مقطوعة ولا ممنوعة)فثمرها لا ينقطع ابدا و لا يمنع بل
128- {قطوفها دانية}سهلة لمن ارادها قياما وقعودا ومتكئين{و ذللت قطوفها تذليلا}{قالوا هذا الذي رزقنا من..}التفاح والرمان لكن الشكل الحجم الطعم يختلف
129- قالوا:يا رسول الله:رأيناك تناولت شيئا في مقامك ثم رأيناك تكعكعت فقال:إني رأيت الجنة وتناولت عنقودا ولو أصبته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا
130- و في حديث الاسراء في صحيح البخاري " ثم رفعت لي سدرة المنتهى فإذا نبقها مثل قلال هجر و إذا ورقها مثل أذان الفيلة"
131- استنتج ابن كثير على عظم ثمار الجنة بذكر السدر والطلح وأن هذا من باب التنبيه بالقليل على الكثير فإذا كان ثمرهما ضعيف و شوكهما كثير
132- ومع هذا جاء ذكر عظم ثمر السدر"كقلال هجر"وعدم وجود الشوك فيهما فما ظنك بالتفاح،والنخل،والعنب،وغير ذلك ؟ فما ظنك بالرياحين، و الورود و الزهور
133- ابن القيم:وأشهد الله عباده في هذه الدار آثارا من الجنة،منها الرائحة الطيبة،واللذات المشتهاه، والمناظر البهية،والفاكهة الحسنة،والنعيم وقرةالعين
134-ريح الجنة تُشم من مسيرة 500 عام و بعضهم 100 و 70 وفي البخاري 40 عاما ويختلف ذلك باختلاف الأشخاص والأعمال
135- فمن أدركه من مسافة بعيدة أفضل ممن أدركه من مسافة قريبة و الأربعين أقل زمن يدرك به ريح الجنة من في الموقف و هذا يدل على عظم رائحتها و عبيرها
136- ثمة ذنوب تمنع من رائحة الجنة إما على الدوام كالكفار،أوابتداء فيسبقهم الناس إلى ريح الجنة وهم يتأخرون بسبب ذنوبهم منها نساء كاسيات عاريات
137-ومنهم من تعلم العلم لغير الله، ومن قتل معاهدا، ومن انتسب إلى غير نسبه، ومن غش رعيته ولم ينصح لها، ومنهم امرأة طلبت الطلاق بلا سبب وجيه
138- في الترمذي " ما في الجنة من شجرة إلا و ساقها من ذهب "فشجرها نور و جمال ورائحة وظل ظليل و ثمر في متناول اليد و طعم يختلف ابد الآبدين
139- رفع سلمان الفارسي عويدا من الأرض و قال:لو طلبت في الجنة مثل هذا لم تجده! قال جرير:وأين النخل والشجر؟ قال:اصولها اللؤلؤ و الذهب وأعلاه التمر
140- في البخاري"أن رجلا من أهل الجنة استأذن ربه عز وجل في الزرع فقال له أولست فيما اشتهيت فقال:بلى ولكني أحب أن أزرع فأسرع وبذر فبادر الطرف نباته
141- واستواؤه واستحصاده وتكويره أمثال الجبال فيقول الله عز وجل : دونك يا ابن آدم فإنه لا يشبعك شيء والمراد أنه لما بذر لم يكن بين ذلك وبين
142- استواء الزرع ونجاز أمره كله من البذر و القلع والحصد والتذرية والجمع والتكويم إلا قدر لمحة البصر
143- قال ابن حجر : وفي هذا الحديث من الفوائد أن كل ما اشتهي في الجنة من أمور الدنيا ممكن فيها .
144- رأيت إبراهيم عليه السلام ليلة أسري بي فقال:يا محمد أقرئ على أمتك السلام،وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء،وأنها قيعان،وغراسها قول
145- سبحان الله،والحمد لله،ولا إله إلا الله،والله أكبر،ولا حول ولا قوة إلا بالله"فكما أن الجنة قيعان وهو غراسها فكذلك القلوب خراب و الذكر عمارها
147- فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ساعة ثم قال أين السائل عن ثياب أهل الجنة فقال ها هو ذا يا رسول الله ﷺ قال: "لا بل يشقق عنها ثمر الجنة" ثلاث مرات.
148- "طوبى لمن رآني وآمن بي وطوبى ثم طوبى لمن آمن بي ولم يرني قيل:وما طوبى قال شجرة في جنة مسيرة 100عام ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها"
149- فهناك طريقتين لصنع ملايس أهل الجنة : شجرة طوبى بمثابة ( مصنع ) لملابسهم والثانية تفتق ثمار الجنة عن ثيابهم
150- و هذه الملابس يصدق عليها قوله صلى الله عليه وسلم " ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر " في منظرها و زينتها و جمالها و لينها
151- فأخبر سبحانه و تعالى بأن (لباسهم فيها حرير ) و هذا الحرير نوعان (يلبسون من سندس و استبرق) فالسندس ما رق من الحرير والاستبرق ما غلظ منه
152- كما أخبرنا بلون ثيابهم(عاليهم ثياب سندس خضر و استيرق) فالحرير ألين اللياس والأخضر أحسن الألوان فجعل افضل الألوان للعين و الين الملابس للجلد
153- و اخبرنا بقوله {عاليهم }بأن هذا اللباس ظاهراً بارزا يجمل ظواهرهم و ليس باطنا مخفيا بل يلبس فوق الثياب للزينة والجمال وحسن المنظر والبهاء
154- أهدي للنبي ثوب حرير فتعجبوا من لينه فقال ﷺ لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا)فمناديله التي يمسح بها يديه أفضل من هدايا الملوك وحريرها
155- صحيح مسلم"من يدخل الجنة ينعم و لا يبأس لا تبلى ثيابهم و لا يفنى شبابهم..) فثيابهم في الجنة لا تبلى بل لا تزال عليهم الثياب الجدد أبد الآبدين
156- في هذا تعريض بذم الدنيا الفانية فما عيبت بأكثر من ذكر فنائها وتقلب أحوالها فإنه وإن نعم فيها فإنه يبأس ومن أقام فيها فإنه يموت ولا يخلد
157- و من اللباس الخمار" و لنصيفها على رأسها خير من الدنيا و ما فيها " رواه البخاري، فخمارها خير من الدنيا كلها فما بالك بصاحبة الخمار !
158- إضافة إلى حسن ملابسهم و لينها و جمالها كذلك يلبسون الحلي في إطرافهم و التيجان على رؤوسهم ليزدادوا حسنا و جمالا و ترفها في جنات النعيم
159- و قد جاء حليهم على له ثلاثة أنواع :
أ- الذهب
ب- اللؤلؤ كما في سورة فاطر (و حلوا أساور من ذهب و لؤلؤا ..)
ج - من فضة( و حلوا أساور من فضة)
160- تحتمل آية فاطر :
أ- أن يكون حليهم من ذهب و بعضهم من لؤلؤ
ب- أن تكون أساور ذهب مرصعة باللؤلؤ
ج- أو أسورة من ذهب و اخرى من لؤلؤ
161- جاء في الترمذي ( لو أن رجلاً من أهل الجنة اطلع فبدا سواره لطمس ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم ) السلسة الصحيحة 3396
162- ويكسى والداه حلتين لا تقوم بهما الدنيا وما فيها بتعليم ولدهما القرآن،و(أن عليهم التيجان وأن ادنى لؤلؤة عليها لتضيء ما بين المشرق والمغرب)احمد
163- وفي مسلم "يأكل أهل الجنة ويشربون لا يمتخطون ولا يتغوطون و لا يبولون طعامهم ذلك جشاء كريح المسك يلهمون التسبيح والتكبير كما تلهمون النفس
164- فتضمن هذا الحديث اكلهم و شربهم و مصرف هذا الأكل و الشرب و نفى عنهم المخاط و قضاء الحاجة و البصاق و كل عيب و قذر و نقص ملازم للآدمي في الدنيا
165- فالجنة فيها الخبز و اللحم و الفاكهة و الحلوى و أنواع الأشربة من الماء و اللبن و العسل و الخمر و ليس في الدنيا من هذا إلا الأسماء فقط
166- (و أمددناهم) بالفاكهة و اللحم،وبعده الشراب(يتنازعون فيها كأسا ) فيشرب أحدهم ويناول صاحبه ليتم بذلك فرحهم وسرورهم و تمتعهم بالأكل والشرب
167-وبشرهم بأن هذا الشراب{لا لغو فيها ولا تأثيم} فنفى السباب والتخاصم والتعارك و كل ما لا فائدة فيه وما يكون سببا للإثم من القول والفعل
168- كما نفى كل عيوب الخمر الموجودة في الدنيا من الصداع و ذهاب العقل ووجع البطن مع كراهة الطعم و الرائحةو وصفها بضدها من الصفاء والجمال واللذة
169-قال ابن الجوزي:لما كانت اغذية أهل الجنة في غاية اللطافة والاعتدال لم يكن فيها أذى ولا فضلة تستقذر بل يتولد عن تلك الأغذية أطيب ريح وأحسنه
170- و حيث أن أهل الجنة لا يبولون و لا يتغوطون فيكون مصرفهم عن طريقين هما :الرشح كرشح المسك و الجشأ ففي الحديث "ذلك جشاء كريح المسك "
171- سئل نبينا ﷺ : ما بال الطعام – يعني مصرفه - قال"جشاء ورشح كرشح المسك"و قال أيضا"حاجتهم عرق يفيض من جلودهم مثل المسك فإذا البطن قد ضمر"
172- {و لهم رزقهم فيها بكرة و عشيا} قال ابن تيمية: والجنة ليس فيها شمس ولا قمر و لا ليل و لا نهار لكن تعرف البكرة و العشية بنور يظهر من قبل العرش
173- كذلك لهم يوم المزيد يوم الجمعة يعرف بما يظهرمن الأنوار الجديدة القوية وإن كانت الجنة كلها نور لكن في بعض الأوقات نور آخر يتميزالنهارعن الليل
174- أما أزواجهم في الجنة فقد وصفهن الله بأجمل الأوصاف الظاهرة و الباطنة و جلاهن للمشمرين بأكمل وصف و أرقه و أجمعه بما لا مزيد عليه
175- { و بشر الذين آمنوا)إلى (و أزواج مطهرة}فجمع لهم في هذه البشارة بين نعيم البدن ونعيم النفس بالأزواج المطهرة ودوام العيش{وهم فيها خالدون}
176- فالمطهرة هي من طهرت من الحيض والنفاس والغائط و المخاط والبصاق وكل قذر كما طهر لسانها وطرفها وأخلاقها فيشمل الطهارة الظاهرة و الباطنة
177- تسأل النساء:ما لنا في الجنة؟ وكل وصف لنعيم الجنة فإنها مخاطبة ومبشرة به فقد أعد الله لها في الجنة مالا عين رأت و لاأذن سمعت وخطر على قلب بشر
178- {و ننشئكم في مالا تعلمون}أي نغير يوم القيامة من صفاتكم وأحوالكم فلا غيرة و لا حسد ولا غل ولا حقد ولا حتى كلام ولا مشاعر ولا أحاسيس مؤذية
179- في هذه الآية ونظيراتها حل لكثير من التساؤلات بأن حياتها في الجنة تختلف عن حياتها اليوم اختلافا جذريا في نعيم أبدي سرمدي مقيم فهنيئا لها
180- {حور عين}فالحوراء التي يحار فيها الطرف من رقتها و صفائها فالعين الحوراء إذا اشتد بياض أبيضها وسواد أسودها مع بياض الجسد و العيناءعظيمة العين
181- مع هذا الحسن و الجمال وصفهن الله بأنهن {قاصرات الطرف}في ثلاثة مواضع من القرآن أي أنهن قصرن طرفهن على أزواجهن فلا يطمحن إلى غيرهم
182- {مقصورات في الخيام}فوصفهن بصفات النساء المخدرات المصونات بقصر الطرف على الزوج اولا ثم قصر الرجل عن التبرج و البروز و الظهور للرجال
183- هنا رسالة واضحة ومباشرة لكل أنثى بأن قصر الطرف وقصر الرجل من أصول أخلاق النساء حتى في الجنة فهذا الصراط المستقيم فلا قول بعده لمقصر أومشوه..
184- كما أنهن {اتراب}قال ابن عباس:مستويات على سن واحد وميلادواحد بنات33 ا.هـ فلسن عجائز ولا صغيرات لايطقن الوطء ولا متفاوتات حتى لا تهلكهن الغيرة
185- و وصفهن ايضا بأنهن {خيرات حسان}فجمع لهن حسن الباطن و الظاهر فهن :خيرات الأخلاق و الشيم و هذا جمال الباطن و حسان الوجوه جمال الظاهر
186- قال" إن الجنة لا يدخلها عجوز" فبكت عجوز فقال نبينا "أخبروها أنها ليست يومئذ بعجوز إنها يومئذ شابة إن الله عز وجل يقول{إنا أنشأناهن إنشاء}
187- ومن وصفهن بأنهن{عربا} وهن العواشق المتحببات الغنجات الشكلات المتعشقات الغلمات وهذا يتضمن حسن العشرة وحسن الصورة وهذا غاية ما يطلب من النساء
188- تأمل رواية البخاري"ولو اطلعت امرأة من نساء أهل الجنة إلى الأرض لملأت ما بينهما ريحا و لأضاءت ما بينهما و لنصيفها على رأسها خير من الدنيا و..
189- وجاء في أول زمرة تدخل الجنة و التي تليها بقوله ﷺ"و لكل امرئ منهم زوجتان يُرى مخ سوقهما من وراء اللحم و ما في الجنة أعزب" رواه البخاري و مسلم
190- في الترمذي"يُعطى المؤمن في الجنة قوة كذا و كذا من الجماع قيل يا رسول الله : أو يطيق ذلك؟قال"يُعطى قوة 100" قال ابن القيم: هذا حديث صحيح.
191- وعند أحمد والنسائي وصححه الحاكم من حديث زيد بن أرقم رفعه " إن الرجل من أهل الجنة ليعطى قوة مائة في الأكل والشرب والجماع والشهوة" صحيح
192- ومع هذا فلا تلحقهم جنابة ولا يحتاجون إلى تطهير ولا ينتابهم ضعف أوفتور ولا يشعرون بتعب أوانحلال للقوة بل وطؤهم وطء تلذذ والتذاذ و نعيم
193- قال ابن القيم:وأكمل الناس في الجنة أصونهم لنفسه في هذه الدار عن الحرام،فكما أن من شرب الخمر في الدنيا لم يشربها في الآخرةوكذلك من لبس الحرير
194- قاعدة مهمة : من ترك اللذة المحرمة لله في الدنيا، استوفاها هناك كاملة ومن استوفاها هنا ،حرمها في الآخرة أو نقص منها
195- القاعدة الثانية: من تنوعت أعماله الصالحة في الدنيا،تنوعت الأقسام التي يتلذذ بها في الجنة وليس عذاب من ضرب في كل معصيةبنصيب كمن ضرب بسهم واحد
196- قال ابن القيم :محل الاستمتاع إذا خلا عن الشعر كان أتم ولهذا والله أعلم كان أهل الجنة(مردا)ليكمل استمتاع نسائهم بهم كما يكمل استمتاعهم بهن
197- كماأن العلاقة ليست شهوة جسدية فقط بل هذه تمثل جانبا من جوانب متعددة فتأمل قوله{هم و أزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون*يدعون فيها بكل فاكهة
198- حسن المجلس{موضونة} مع الانس {متقابلين} والخدم معهم اباريق لتعبئة الاكواب والكاسات ووجود الفاكهة واللحم والحور إنها صورة من الجنة
199- ومنها قوله{في روضة يحبرون}إذ تغني لهم أزواجهم في الجنة في مجالس أنس وروضات لا يعلم لذتها و طبيعتها إلا من أكرمه الله بها ففي صحيح الجامع
200- " إن أزواج أهل الجنة ليغنين أزواجهن بأحسن اصوات، ما سمعها أحد قط، و إن مما يغنين: نحن الخيرات الحسان أزواج قوم كرام ينظرن بقرة أعين
201- و إن مما يغنين :نحن الخالدات فلا يمتن و نحن الآمنات فلا يخفن نحن المقيمات فلا نظعن " قال محمد بن المنكدر:إذا كان يوم القيامة نادى مناد
202- :أين الذين كانوا ينزهون أسماعهم و أنفسهم عن مجالس اللهو و مزامير الشيطان أسكنوهم رياض المسك و أسمعوهم تمجيدي و تحميدي"
203- ومن نعيم أهلها زيارة بعضهم بعضا فيتحدثون فيما كان بينهم في الدنيا و منها ما في سورة الصافات{فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون*قال إني كان لي قرين
204- قال حميد بن هلال:بلغنا أنهم يتزاورون فيزور الأعلى الأسفل ولا يزور الأسفل الأعلى ا.هـ هذا فيه مراعاة لهم إذ يظن الواحدبأنه في أعلى المنازل
205- {فلا تعلم نفس ما أخفي} فيها أن في الجنة نعيم لا يعرف ماجنسه ولا قدره ولا شكله لا يخطر على بال ولم يدر في خيال ولا يتوهمه عقل ولا تدركه أماني
206- من يتخيل أن يكون في هذا النعيم من النساء والمآكل والمشارب والمناظر الجميلة والأنهاروالعيون والخدم ثم يذهل عنه وينساه ولا يتذكره!هل يكون هذا؟
207- نعم حين يعطيهم ربهم أفضل نعيم يعطاه مخلوق ففي مسلم"إذا دخل أهل الجنة الجنة نادى مناد يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدا يريد أن ينجزكموه
208- يقولون ما هو؟ألم يبيض وجوهنا ويدخلنا الجنة ويجرنا من النار قال فيكشف الحجاب فينظرون إليه فما أعطاهم شيئا أحب إليهم من النظر إليه وهو الزيادة
209- " فما أعطاهم شيئا أحب إليهم من النظر إليه " فعُلم أن لذة النظر هي أعظم النعيم لذا سُن الدعاء بسؤالها " و أسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم
210- وكما أنه لا نسبة لنعيم ما فى الجنة إلى نعيم النظر إلى وجه الأعلى سبحانه، فلا نسبة لنعيم الدنيا إلى نعيم محبته ومعرفته وطاعته والأنس به
211- وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم (أن في الجنة ما لا عين رأت،ولا أُذن سمعت ) فإذا كان نعيم الجنة وهو خلق من خلق اللّه كذلك فما ظنك بالخالق ـ سبحانه !
212- فتتنعم قلوبهم وابصارهم برؤيته ولاسيما في أوقات الصلوات في الدنيا ، كالجمع والأعياد ،والمقربون منهم يحصل ذلك لهم كل يوم 2 في وقت الصبح والعصر
213- قال ابن رجب:كل يوم كان للمسلمين عيدا في الدنيا فإنه عيد لهم في الجنة يجتمعون فيه على زيارة ربهم ويتجلى لهم فيه ويوم الجمعةفي الجنة:يوم المزيد
214- فأما خواصهم فكل يوم لهم عيد يزورون ربهم كل يوم مرتين بكرة وعشيا فكما كانت أيامهم كلها لهم أعيادا صارت أيامهم في الآخرة كلها أعيادا
215-قال ابن تيمية:وقد جاءت الآثار عن النبي ﷺبأنه ـ تبارك وتعالى ـ يتجلى لعباده المؤمنين يوم الجمعة، وأن أعلاهم منزلة من يرى اللّه كل يوم مرتين
216- عن عبد الله بن مسعود:سارعوا إلى الجمعة فإن الله يبرز لأهل الجنة في كل جمعة في كثيب من كافور فيكونون في قرب منه على قدر تسارعهم إلى الجمعة
217- "وكان ابن مسعود لا يسبقه أحد إلى الجمعة فجاء يوم وقد سبقه رجلان فقال:رجلان و أنا الثالث ! إن الله يبارك في الثالث
218- الامام مسلم :إن في الجنة لسوقا يأتونها كل جمعة،فتهب ريح الشمال فتحثوا في وجوههم وثيابهم فيزدادون حسنا وجمالا،فيقول لهم أهلوهم لقد ازددتم بعدنا حسنا
219- قال ابن الأثير:رؤية الله هي الغاية القصوى في نعيم الآخرة،والدرجة العليا من عطايا الله الفاخرة،بلغنا الله منها مانرجو
220- بعد استقرار أهل الجنة فيها يكلم الله أهل الجنة و يناديهم لذا بوب البخاري في صحيحة ” باب كلام الرب مع أهل الجنة “
221- قال النبي ﷺ:إن الله يقول لأهل الجنة يا أهل الجنة فيقولون لبيك ربنا وسعديك والخير في يديك فيقول هل رضيتم فيقولون وما لنا لا نرضى يا رب وقد
222- اعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك فيقول ألا أعطيكم أفضل من ذلك فيقولون يا رب وأي شيء أفضل من ذلك فيقول أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا .
223- يؤتى بالموت في صورة كبش أملح فيذبح على قنطرة بين الجنة والنارثم ينادى :ياأهل الجنة خلود ولا موت ويا أهل النار خلو دو لاموت .
224- فلا تعب ولا كدر و لا لغو و لا صخب و لا موت و لا عذاب (أفما نحن بميتين إلا موتتنا الأولى و ما نحن بمعذبين *إن هذا لهو الفوز العظيم*..
225- قال ثابت البناني: لقد أُعطي أَهل الا الجنة خصالا لو لم يُعطوها لم ينتفعوا بها يشبون فلا يهرمون أبدا ويشبعون فلا يجوعون أبدا
226- ويكسون فلا يعرون أبدا ويصحون فلا يسقمون أبدا رضي الله عنهم لا اختلاف بينهم ولا تباغض قلوبهم قلب واحد يسبحون الله بكرة و عشيا.
227- يلهمون التسبيح"قال ابن تيمية"إن هذا التسبيح والتكبير لون من ألوان النعيم الذي يتمتع به أهل الجنة وليس هذا من عمل التكليف بل تتنعم به النفس
228- لنتذكر أن الله حرم الجنة على الكافر(إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنةو مأواه النار)فحري بكل مسلم أن يعرف نعمة الله و ليحذر الخراب!
229-قال رجل لأحد العلماء عظني وأوجز! قال:إن الله أَوحى إلى نبي من أَنبيائه:قل لقومك:لو كانت المعصية في بيت من بيوت الجنة لأَوصلت إليه الخراب
230- تحققت الآمال و توفر لهم كل شئ فلم يبق إلا الثناء(دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين)
المصدر - موقع صيد الفوائد
فيديو قد يعجبك: