سيناء فى القرآن الكريم
كتب - محمود طه:
من الأماكن التى تحدث عنها القرآن الكريم هى سيناء ، فسيناء أرض مصرية بها "جبل الطور" وهو جبل مذكور فى القرآن يقول المولى عز جل فى كتابه العزيز:{والتين والزيتون ، وطور سينين}..[التين 1-2] وهو الجبل الذى كلم الله عليه سيدنا موسى عليه السلام ،وقد كلم الله موسى كلاما حقيقيًا بصوت يسمعه موسى عليه السلام وذلك لقوله تعالى:{ وكلم الله موسى تكليماً }..[ النساء: 164].
وقال تعالى:{ فلما أتاها نودي يا موسى* إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى}..[ طه: 11-12] و جاء في تفسير ابن كثير "قال علي بن أبي طالِب وأبو ذر وأبو أيوب وغير واحد من السلَف كانَتَا مِن جِلْد حِمَار غير ذَكِيّ (المقصود نعليه أى حذائه) وَقِيلَ إِنَّمَا أَمَرَهُ بِخَلْعِ نَعلَيهِ تَعْظِيمًا لِلْبَيْعَةِ وَقَالَ سَعِيد بْن جُبَيْر كَمَا يُؤمَر الرَّجُل أَنْ يَخْلَع نَعْلَيْهِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْخُل الْكَعْبَة وَقِيلَ لِيَطَأ الْأَرْض الْمُقَدَّسَة بِقَدَمَيْهِ حَافِيًا غَيْر مُنْتَعِل،أما المراد من "المقدس" فهو المبارك ، وقوله " طُوًى " قال علي بن أبي طلْحة عن ابن عباس هو اسم للْوادي .
والله جل وعلا يصف منطقة الوحي في جبل الطور بأنها " بقعة مباركة " وذلك اقوله تعالى {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ }..[القصص:30].
وقد ذكر الله سيناء فى سورة المؤمنون حين قال المولى تعالى :{وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين}..[المؤمنون: 20] فإن من نعم الله علينا أنه أخرج للعباد ما يأكلون، وأخرج لهم طعامهم وأقواتهم، وأخرج لهم فاكهتهم، ومن ضمن ما أخرج الله عز وجل للعباد: {شَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ} أي أصلها من هذا المكان فى سيناء وقوله تعالى: تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ المقصود بها: شجرة الزيتون، وهي شجرة لا تكلف الإنسان ولا يعاني في زرعها، ولكن الله عز وجل يزرعها للإنسان فتخرج سريعة فستفيدو منها.
ومما لا شك فيه أن ذكر الله لسيناء فى القرآن الكريم فيه تعظيم وتشريف لها ومما يزيدها تشريفاً أكثر أن الله كلم سيدنا موسى عليه السلام على هذه الأرض وهي في سيناء ولقد وصفها المولى عز وجل بالبقعة المباركة مما جعل لسيناء مكانة كبيرة فى الإسلام.
فيديو قد يعجبك: