أمراض القلوب!
كتبت – سارة عبد الخالق :
مبروك.. حصل (فلان الفلاني) على الترقية هذا العام ! وغيره اشترى سيارة جديدة ! .. وأولاد (فلانة) متفوقين دراسيًا !.. في حين أن شخصًا آخر انتقل من منزله القديم إلى منزل آخر أكبر وأوسع في منطقة أرقى وأغلى !.. وغيرها..
هناك العديد من المسائل اليومية التي تلفت نظر الكثيرين وتشغل بالهم وتفكيرهم.. وقد يتحول الموضوع عند بعض الأشخاص إلى مرض .. نعم مرض يسيطرعليهم، ويصبح الشخص غير مبال بشيء في حياته إلا بمقارنة نفسه بالآخرين، ويرى نفسه أقل منهم دائما، ويحاول أن يصبح مثلهم !
ليس كل مرض أو كل ألم تشعربه يحتاج لذهابك إلى الطبيب، فهناك أمراض أخرى تحتاج إلى أن تطهر نفسك وتهذبها، وتلجأ إلى الله – عز وجل- ليخلصك من سطوتها عليك، وتمكنها منك..
فعن النعمان بن بشير عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : (الحلال بين والحرام بين، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمها كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات، فقد استبرأ لعرضه ودينه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كراع يرعى حول الحمى، يوشك أن يواقعه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله تعالى في أرضه محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، ألا وهي القلب) – صحيح الجامع.
نعم .. قلبك.. هو الذي يحتاج إلى علاج.. فإذا صلح قلبك.. نجوت من آفات وأمراض كثيرة قد تسبب لك آلاما وأحزانا مستمرة !
عزيزي القارىء.. اعلم أن الله – عز وجل – هو موزع الأرزاق.. هو المعطي الوهاب.. وما في يد غيرك ليس من الضروري أن يأتيك مثله بالضبط.. فكل شخص له ما في حياته ما يستحق أن يشكر الله عليه ويحمده.
يقول الله تعالى في سورة النساء (آية: 54) : {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۖ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا}.
فالشخص دائما لا يرى عيوب نفسه، وفي بعض الأحيان قد يشعر بها ويتجاهلها.. ويشغل باله وعقله وتفكيره بأمور أخرى لا تفيده ولاتنفعه بل تحزنه وتجعله دائم السخط والرفض.
قلوبنا تحتاج إلى صدمة.. ليست صدمة كهربائية.. بل صدمة تطهير وعلاج وتهذيب !
فلنحاول أن نطهر قلوبنا ونعالجها ونهذبها من الحسد والغل والكره والبغضاء، ولنسعى دائما إلى أن نصلح هذه المضغة الصغيرة !
فيديو قد يعجبك: