دار الإفتاء المصرية .. نجاحات عابرة للحدود
بقلم – سماح محمد :
عمل يتبعه نجاحات .. هكذا عودتنا دار الإفتاء المصرية التي أثبت بحق أن في مصر مؤسسات رائدة تستطيع أن تعيد الريادة المصرية في كافة المجالات، وأن تتخطى عقبات وحواجز الزمان والمكان لتبَّلِغ رسالتها الوسطية إلى العالم أجمع، وأن تقوم بمهمتها على أكمل وجه.
إن ما حققه المؤتمر العالمي الأخير الذي عقدته دار الإفتاء المصرية لتأهيل أئمة مساجد الجاليات المسلمة في الخارج يعد بحق نجاح عابر للحدود، وعودة للريادة المصرية في نشر منهج الوسطية والتعايش، وخطوة بالغة الأهمية في تحصين الجاليات المسلمة في دول العالم ضد الوقوع في خطر التطرف والإرهاب، فالمسلمون يحتاجون إلى مرجعية دينية معتدلة تدلهم على صحيح دينهم وترشدهم حيث يعز الراشدون.
ولا شك أن مثل هذا النجاح العابر للحدود لم يكن وليد الصدفة، فدار الإفتاء من تولي فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام- مفتي الديار المصرية- هذه الأمانة الثقيلة وهي ترتقي في نجاحها وتستغل كافة الوسائل الممكنة للوصول للمسلمين في بقاع الأرض، غير أبهة بحواجز اللغة أو المكان، فدار الإفتاء تستقبل الفتاوى من مختلف دول العالم وتجيب عليها بـ 12 لغة، وهو ما يعطيها بكل جدارة صفة العالمية.
كل هذا بفضل الاستراتيجية المدروسة التي يضعها فضيلة المفتي، وكذلك فضيلة الدكتور إبراهيم نجم- مستشار مفتي الجمهورية- ونخبة من القيادات الشابة في دار الإفتاء الذين يعاونونه لإيصال رسالة دار الإفتاء إلى آفاق بعيدة متسفيدين بالطفرة التكنولوجية الهائلة التي جعلت العالم قرية صغيرة.
ولم يكن نجاح مؤتمر الإفتاء العالمي الأخير- الذي عقد في الفترة من 17-18 أكتوبر الجاري بحضور علماء ومفتين من ثمانين دولة- وليد الصدفة، بل كان تطبيق عملي لتوصيات المؤتمر العالمي الذي عقد العام الماضي وكان ضمن توصياته عقد مؤتمر عالمي بشكل دورى، وتم اختيار عنوانه: "التكوين العلمي والتأهيل الإفتائي لأئمة مساجد الأقليات المسلمة"، فضلًا عن بقية تطبيق بقية التوصيات مثل إنشاء الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم التي أعلن عنها العام الماضي وأقيم هذا المؤتمر تحت مظلتها ليقيم جسرًا من التواصل بين دار الإفتاء المصرية والجاليات المسلمة في الخارج.
لقد جاء مؤتمر الإفتاء الأخير ليوجه رسائل مهمة إلى الجاليات المسلمة يطمأنهم فيها على أن الدار لن تتركهم بمفردهم وسط موجات التطرف والإرهاب والإسلاموفوبيا، وأنها ستعمل بكل جد واجتهاد لتحصينهم- وخاصة الشباب منهم- من الوقوع ضحايا لهذا الفكر المتطرف، ولتخبرهم بأنهم تهتم لقضاياهم والتحديات التي يواجهونها وستساعدهم على حلها.
من هنا كان لازمًا علينا أن نوجه تحية إجلال وتقدير لفضيلة مفتي الديار المصرية الأستاذ الدكتور شوقي علام، وفضيلة الدكتور إبراهيم نجم- مستشار فضيلة المفتي- وجميع العاملين في دار الإفتاء المصرية على اهتمامهم بقضايا الأمة الإسلامية في الداخل والخارج، وعدم الاستسلام للعقبات والحواجز، ليقفزوا بدار الإفتاء المصرية إلى آفاق بعيدة من النجاحات المستمرة التي يعترف بها القاصي قبل الداني.
فلكم جميعًا جزيل الشكر.
موضوعات متعلقة:
- مفتي الجمهورية يكشف في حواره لمصراوي تفاصيل المؤتمر العالمي لتأهيل الأئمة في الغرب
- بالصور: توصيات المؤتمر العالمي لدور وهيئات الإفتاء في العالم
- مشيدًا بالمؤتمر العالمي لدار الإفتاء.. مفتي لبنان: كلمة السر تملكها مصر
فيديو قد يعجبك: