إعلان

تفجيرات إرهابية.. سفك دماء.. ماذا لو كان الرسول بيننا ؟!

04:51 م السبت 10 ديسمبر 2016

لماذا لو كان بيننا؟!

كتبت – سارة عبد الخالق :

تفجيرات إرهابية.. سفك دماء.. أشلاء ضحايا.. جثث موتى.. دموع منهمرة.. أمهات وآباء حزانى.. زوجات أرامل.. أبناء يتامى.. وغيرها الكثير والكثير.. مشاهد أصبحت شبه متكررة .. لم نلبث أن نجفف دموع أهالي – من المستحيل أن تجف أبدا – ونتفاجأ بغيرها وغيرها..

بعتذر.. عزيزي القارىء عن هذه الصورة البشعة الحزينة التي بدأت بها مقالي اليوم، فعادة لا أحب أن أتحدث عن الدماء والمشاهد البشعة الحزينة لأنها – في وجهة نظري – موضوعات تجدد الأحزان والهموم على الأهالي، رزقهم الله الصبر والسكينة وأجرهم الله في مصيبتهم ورحم موتاهم وأحبابهم ..

لكنني اليوم أحببت أن أنظر إلى الموضوع من وجهة نظر مخالفة قليلا إلى حد ما، فنحن نعيش هذه الأيام ذكرى مولد أفضل خلق الله، ذكرى ميلاد سيد الأنبياء وخاتم المرسلين.. سيدنا محمد – عليه أفضل الصلاة والسلام - ..

بداية.. اعتذر إليك يا سيدي يا رسول الله على بشاعة وفظاظة ما وصلت إليه أمتك من قسوة وعدوانية..

بعتذر إليك يا نبي الرحمة عن قلوب لا تعرف الرحمة.. عن قلوب قاسية تجد في الدماء والتفجيرات شعارا لها.. أي دين يدعو إلى هذا؟!.. أي نبي يدعو إلى هذا ؟!

يقول الله تعالى في سورة الأنبياء (آية: 107): {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}..

أدعوك عزيزي القارئ.. أن تترك العنان إلى خيالك وتفكر.. ماذا لو كان بيننا ؟!.. ماذا لو كان بيننا نبي الرحمة ؟!.. ماذا لو كان يعيش بيننا اليوم في مثل هذه الأحداث البشعة ؟!

هل كان سيحب هذه الأعمال الإرهابية ؟!.. هل كان سيسعد بسفك الدماء وأعمال العنف ؟!

فمن المؤكد أنك تعلم الإجابة.. فنبي الرحمة .. الرحمة المهداه للعالمين.. لم يكن فظا غليظ القلب.. لم يكن قاسيا.. لم يكن لعانا.. لم يكن داعيا للعنف وسفك الدماء.. 

فعن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما - عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (لا يكون المؤمن لعانا) – صحيح الترمذي.

فالرسول – صلوات الله عليه – حث المؤمن على ألا يكون لعانا.. وهذا الفعل يكون باللسان.. فما بالك بسفك الدماء وأعمال العنف والتفجيرات وقتل الأنفس وغيرها ..

تحدثت في موضوع سابق عن المؤلفة اليهودية الأمريكية – البريطانية "ليسلي هازلتون Lesley Hazleton" التي درست لمدة خمس سنوات سيرة النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – فقالت: (إنها بمصاحبة سيرة محمد ككاتبة على مدار 5 سنوات، أراه أنه سوف يشعر بالفزع من اضطهاد نصف السكان بسبب جنسهم، سوف يتمزق من الانقسام الطائفي المر، وأنه سوف يسمي الإرهاب بما يستحق تسميته ليس إجراما فحسب بل مهزلة فاحشة). 

وعلى حسب قولها: (أن محمد سوف ينادي بما قاله القرآن : {أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا}، وأنه سيلزم نفسه كليا لتحقيق السلام الصعب والشائك).

فهذا رأي كاتبة يهودية درست سيرة النبي لمدة عدة سنوات فقط، فما بالك أنت أيها المسلم الذي ولدت مسلما ونشأت وتربيت في بيئة مسلمة .. هل دينك يدعوك إلى هذا ؟!

وأخيرا.. أوجه دعوتي لكل مسلم عاقل أن يتق الله في أفعاله وتصرفاته.. وأن يسير على خطى الحبيب المصطفى الرحمة المهداه في كل صغيرة وكبيرة.. ويتذكر دائما أن أعماله صغيرها قبل كبيرها معروضة على الله – عز وجل -، ويضع صوب أعينه هذا السؤال: ويتخيله باستمرار: 

.... ماذا لو كان بيننا ؟!


موضوعات متعلقة:

سؤال للطلبة .. ماذا لو كان النبي معكم في الامتحانات؟!

- ماذا لو كان النبي معك في متجرك أو السوق؟!

ماذا لو كنت ضيفًا على مائدة النبي؟!

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان