بعد ارتدائها الحجاب.. الدمية العالمية "باربي" تثير الجدل من جديد

إعداد- هاني ضوه:

"باربي" تلك الدمية الشهيرة التي اجتاحت العالم عبر السنوات تسببت، خلال الأيام الماضية، في حالة من الجدل، بعد أن قامت شركة "ماتيل" الفرنسية المنتجة لها بعمل نسخة "محجبة" منها ستطرحها في الأسواق بداية العام 2018، تكريمًا للرياضية العالمية ابتهاج محمد التي تعد أول رياضية أولمبية أمريكية مسلمة تنافس في البطولات العالمية مرتدية الحجاب وحصلت على الميدالية الذهبية.

كانت اللاعبة الأمريكية مصدر إلهام كبير للشركة لصناعة نسخة مصغرة من الدمية "باربي" مرتدية الحجاب في سابقة لم تحدث في تاريخ هذه الدمية التي يبلغ عمرها الآن 58 عامًا.

واعتبرت ابتهاج محمد التي أشرفت على انتاج وتصميم الدمية على هيئتها وملامحها، إن صناعة وتسويق باربي محجبة عبارة عن "خطوة ثورية من قبل باربي، التي كان عليها أن تثبت موقفها في هذه اللحظة من الزمان الذي نعيشه، وأنا أقول أنه لم يسبق لباربي أن ظهرت بحجاب".

وشاركت ابتهاج في حفل “Glamour Women” السنوي في نيويورك مع دميتها الشبيهة لها، وعبرت عن إحساسها كرياضية حينما شعرت بعدم القدرة على الاندماج مع محيطها، وأشارت إلى أن اختيار الشركة لها لتكون الوجه الجديد للدمية حرك مشاعرها، وقالت: "هذا أمر ثوري وأنا سعيدة من أجل الصغار وإمكانية حصولهم على دمية ترتدي الحجاب".

وستطرح شركة "ماتيل" الدمية المحجبة ضمن مجموعة دمى أخرى تحت مسمى "هي البطلة"، وتم صنع تلك الدمى خصيصًا ضمن سلسلة "شيرو" لتكريم نساء موهوبات وملهمات مثل راقصة الباليه ميستي كوبلاند والممثلة كريستين تشينوويث والسينمائية والروائية آفا دوفيرناي.

ومنذ مدة تحاول شركة باربي أن تدفع عن نفسها تهمة العنصرية التي التصقت بها طويلا، ودعاوي الناشطين بأنها تروج لنموذج موحد لشكل المرأة لا يتفق مع الواقع الذي تختلف فيه شكل المرأة بين سمراء وبدينة وقصيرة وطويلة.

ما حدث أثار حالة من الجدل بين الناس ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين انقسموا إلى فريقين، الأولى يرى أن ما حدث هو تكريم من الشركة المنتجة لباربي للاعبة الأمريكية المسلمة ابتهاج محمد التي أصبحت مصدر إلهام للنساء في جميع أنحاء العالم لتجاوز الأطر التقليدية في الحياة، مثلما أعلنت الشركة الفرنسية المنتجة.

كما رأوا كذلك أن هذه الإصدار يأتي كذلك كمحاولة لزيادة التنوّع الحضاري ومنح تعبير أيضًا للنساء المسلمات في الولايات المتحدة في ظل تزايد موجات الإسلاموفوبيا وجرائم الكراهية ضد المسلمين في الولايات المتحدة والغرب بشكل عام.

على الجانب الآخر اعتبر البعض ومن بينهم الإعلامية والكاتبة الأمريكية آن كولتر في تغريدة لها على موقع التدوينات القصيرة "تويتر"، أن لعبة "باربي" المحجبة، تدعو إلى التطرف، بل ووصفت الدمية بأنها "جهادية متطرفة". وهو ما قابله بعض متابعيها بالقبول والبعض الآخر بالرفض، خاصة أن الكاتبة معروفة بمواقفها اليمينية المعادية للإسلام.