سفك الدماء وتفجير المساجد أشد أنواع الإفساد في الأرض
بقلم - هاني ضوه:
في جريمة وحشية جديدة تضاف إلى جرائم الجماعات المتطرفة، قام مجموعة من الإرهابيون بزرع عبوة متفجرة بالقرب من مسجد "الروضة" في مركز بئر العبد بشمال سيناء، مما أدى إلى انفجارها خلال صلاة الجمعة، تبعها إطلاق نار من قبل مسلحين علي المواطنين أثناء خروجهم من المسجد عقب الانفجار، وهو ما أسفر عن استشهاد 54 شخصًا وإصابة 75 أخرين حتى الآن.
هذا الحادث الإرهابي الغاشم يظهر قبيح وجه التنظيمات الإرهابية والجماعات المتطرفة، وكيف أن هدفها الأول والأخير ليس خير الإسلام أو إقامة ما يسمونه بالخلافة كما يدعون، ولكن الإفساد في الأرض وسفك الدماء ونشر الخراب في ربوع الأرض.
إن ما حدث اليوم دليل قاطع على أن هؤلاء المتطرفين لا يراعون حرمات الله بل هم مفسدون في الأرض، يمنعون عن ذكر الله، فينطبق عليهم قول الله سبحانه وتعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ}.
وسفك الدماء والاعتداء على بيوت الله من أشد أنواع الإفساد في الأرض، وقد أكد القرآن الكريم حرمة الدماء وحرمة المساجد في أكثر من موضع، ويكفي أن يعلم المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها أن المساجد هي بيوت الله عز وجل، وقد أضافها الله عز وجل إلى نفسه إضافة تعظيم وتشريف، إذ قال سبحانه وتعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا}، وهي أحب البقاع إليه، فقد صح عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «أحب البلاد إلى الله مساجده». فهم بذلك يحاربون الله ويعتدون على أحب الأماكن إليه,
وليست هذه هي المرة الأولى التي يقول فيها إرهابيين بالاعتداء على المساجد وسفك الدماء فيها، فقبل أيام سقط عشرات الضحايا في تفجير مسجد شمال شرق نيجيريا في صلاة الفجر، ومن قبل عمليات تفجيرية في مساجد بالمملكة السعودية في صلاة الجمعة، وكذلك في الكويت والعراق والبحرين وغيرهم.
فيديو قد يعجبك: