لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

«رايح أعمل مصلحة» كيف تسببت كلمة في قتل المودة بين الناس

04:40 م الإثنين 11 ديسمبر 2017

«رايح أعمل مصلحة» كيف تسببت كلمة في قتل المودة بين

كتب - أحمد الجندي:

ما تكرر تقرر، جملة بمثابة بوصلة يتبين منها أين تتجه أفعالنا في مجتمع مزدحم، تتكرر العبارات على ألسنة الخلق حتى تصبح جزء من عادة المجتمعات إلى أن يتم إقرارها في الذهن من فرط التكرار.

«رايح أعمل مصلحة» كلمة تُعد إجابة بديهية للرد على مجموعة أسئلة محورها «ما الدافع لك في هذا»، لذلك لنا وقفة لإلتقاط الانفاس ونسأل: هل المصلحة الشخصية وقود الحركة؟، الإجابة تأتي على لسان ابن عباس رضي الله عنه قال: من أحب في الله، وأبغض في الله، ووالى في الله، وعادى في الله، فإنما تنال ولاية الله بذلك، ولن يجد عبد طعم الإيمان وإن كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك. وقد صارت عامة مؤاخاة الناس على أمر الدنيا، وذلك لا يجدي على أهله شيئا.

نكرر سؤالنا بصيغة مختلفة: ماذا عن حقوق أصدقائنا القدامى؟، تشير الكثير من المشاركات على مواقع التواصل الإجتماعي على أناس احتلوا الصدارة في عهود سابقة من مراحنا العمرية أو محطات عملنا بها وجمعتنا روابط الزمالة وتقاليد العمل، وبات وجودهم اليوم يُختزل في آخر قائمة «الدردشة».

قال صلى الله عليه وسلم: «حُسن العهد من الإيمان»، وحسن العهد يكون بحسن العِشرة ، وزيادة المحبة والألفة، والحرص على المشاعره، والمسارعة إلى تلبية ما ما يحب، والعطاء له بما يقدر عليه، والرفق معه، والرحمة، وإشعاره بقيمته الغالية عنده، وبالوفاء بعهده ووعده، حسن العهد من الإيمان بين الزوج وزوجته، وبين الابن وأبيه، وبين الأب وولده، وبين الصديق وصديقه، وبين الجار وجاره، وبين الأستاذ وتلميذه، وفي جميع العلاقات الإنسانية القريبة.

معنى الحب في الله تعالى يختلف عن معاني الحب الأخرى وأشكاله؛ فالحب في الله تعالى يعني أن يُحبّ الإنسان أخيه الإنسان لصلاحه وتقواه وعلاقته بالله تعالى، ولا يحب بسبب مادي من جمال أو مال أو غير ذلك، فكل حب بُني على شيء زائل قد يعتريه النقص ويكون مؤقتاً بوجود سبب الحب وداعيه، بينما يكون الحب في الله تعالى حبّاً صادقاً دائماً لا يتغيّر إلّا في حالة واحدة وهي تغير أخلاق الحبيب.

ومن واجبات الأخوة الإسلامية إعانة الأخ المسلم ومساعدته وقضاء حاجاته، وتفريج كربته، وإدخال السرور على نفسه، قال عليه الصلاة والسلام: «أحَبُّ النَّاسِ إلى اللهِ أنفَعُهم للنَّاسِ، وأحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ سُرورٌ تُدخِلُه على مُسلِمٍ أو تكشِفُ عنه كُربةً أو تقضي عنه دَيْنًا أو تطرُدُ عنه جوعًا، ولَأَنْ أمشيَ مع أخٍ لي في حاجةٍ أحَبُّ إليَّ مِن أنْ أعتكِفَ في هذا المسجِدِ يعني مسجِدَ المدينةِ شهرًا».

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان