تأمل الليلة «القمر العملاق» في سماء مصر من منظار القرآن والسنة
كتب - أحمد الجندي:
ينظر الملايين من أبناء الوطن العربى الليلة موعدهم مع القمر العملاق، المعروف باسم "سوبر مون"، والذى سيبقى لعدة ساعات يزين سماء الوطن العربى فى ظاهرة ومنظر بديع يحدث 4 مرات فقط فى السنة.
والقمر العملاق (Supermoon) هي ظاهرة تنشأ من تزامن اكتمال القمر مع وصوله إلى أقرب نقطة من الأرض في مداره، مُنتجاً أكبر حجم مرئي للقمر يمكن رؤيته من الأرض.
ولقد أنزل الله سبحانه وتعالى سورة كاملة في كتابه العظيم سماها سورة القمر بدأها بمطلع باهر وبداية مثيرة بذكر آية عظيمة من آيات الله ألا وهي انشقاق القمر فقال سبحانه وتعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ}، كما ورد لفظ "قمر" في القرآن الكريم "26 مرة".
وحكمة تكرار ذكر القمر في القرآن الكريم واعتباره آية من آيات الله فيه إشارة عظيمة إلى وجوب التفكر والتأمل في هذا الكوكب الدري الذي يأخذ نوره من أشعة الشمس ثم يعود فيعكس هذا النور على الأرض يقول الله سبحانه وتعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}، فالضياء الذي ذكره الله عن الشمس هو النور الذي فيه إشراق وإحراق وأما النور الذي وصف به القمر فهو النور المحض الذي هو إشراق بغير إحراق: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا}.
كيف تناول النبي الكريم هذه الظاهرة؟
يقول سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح والمتفق عليه: (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله تعالى لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله تعالى وإلى الصلاة).. [رواه البخاري و مسلم وغيرهما].
ونتساءل: ما هو الجديد الذي يقدمه هذا الحديث الشريف؟ إذا علمنا أنه منذ 1400 سنة كانت الأساطير تملأ الجزيرة العربية فإن هذا الحديث يعتبر الأساس في علم الفلك الصحيح.
فقد حدد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أن هذه المخلوقات من شمس أو قمر هي آيات من عند الله تعالى، لا تمثل حيوانات ولا آلهة بل تعمل بأمر خالقها عز وجل.
وأنه لا علاقة للشمس أو للقمر بأحد على الأرض فهي مخلوقات لا تضر ولا تنفع. إذن نفى النبي جميع المعتقدات السائدة في عصره والتي لا تقوم على أساس علمي وهذا سبق علمي أكرمه الله تعالى به يثبت أنه رسول الله وأنه لا ينطق عن الهوى.
فيجب علينا التأمل والتفكر في هذه المخلوقات العظيمة والكواكب المنيرة وإمعان النظر في الآيات القرآنية التي تحدثت عنها في كثير من السور.
فيديو قد يعجبك: