رسالة من الله.. مَلَلْت أنت من القيام ولم يمل هو من التنزل إليك كل ليلة
تُعتبرُ صلاة قيام اللّيلِ من أعظمِ الطّاعات عند الله تعالى، وهي أيضاً سرٌ من أسرار الطُمأنينة والرِّضا في قلب الإنسانِ المؤمن؛ إذ ترسم نوراً على وجه المؤمن، حيث إنّ الله عز وجلّ يَنزل كلَ ليلة في الثُلثِ الأخير من اللّيل إلى السّماء ِالدُّنيا فيقول: (هل من داعٍ فأستجيبُ لهُ هل من سائلٍ فأعطيهُ، هل من مستغفرٍ فأغفرُ له) حتى يطلع الفجر.
هي كنزٌ عظيمٌ لمن أدركها، تتحصَّلُ فيها الطُّمأنينة والرِّضا، ويحصل فيها العبد على الأجر الوفير والخير الكثير، هي زاد العارفين وملاذ الخائفين، نورٌ في المُحيّا ونورٌ في المَمات، وجنّةٌ لمن اعتادها، وراحةٌ لمن ارتادها، كيف لا وهي التي تشهدها الملائكة وتكتبها السَّفرة الكِرام البررة.
أكد علماء الفقه الإسلامي أن صلاة قيام الليل تكون بعد صلاة العشاء، وتجوز طيلة الليل إلى قيام الفجر، ويكثر فيها طلب الحوائج والفرج والمغفرة من خلال الاجتهاد في الدعاء، فيعد قيام الليل من أكثر السنن المحببة إلى الله سبحانه، والمستجاب بها الدعاء، وخاصة في الثلث الأخير من الليل بعد نصفه، فيقسم الليل أنصافاً، ثم القيام في الثلث الأول من النصف الثاني، ثم النوم آخر الليل، حيث ينزل الله -جل وعلا- إلى السماء الدنيا في هذه اللحظات، نزولاً يليق بعظمته وجلالته، وتكون فيها ساعة استجابة لا يرد الله بها دعاء العبد.
الحكمة من قيام الليل
كلّما زاد إيمانُ العبد زادت رغبتُه في مناجاة ربه، والوقوفِ بين يديه، والتلذّذ بعبادته، ولتحقيقِ هذا شَرَعَ الله الصّلواتِ الخمس، وجعلها من الفرائض التي تجب على كلّ مسلم ومسلمة، وشرع صلاة التّطوع وجعلها من الشّعائر والسُّنن الباطنة التي يختصّ بها من يشاء من عباده ممّن يصلح لمُناجاته.
فيديو قد يعجبك: