ما قصة الحجر الأسود
بقلم – هاني ضوَّه :
في بيت الله الحرام تطوق الأنفس إلى لمسه وتقبيله عملًا بسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، إنه الحجر الأسود الذي أقسم الحبيب صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله فقال: "والله ليبعثنَّه الله يوم القيامة، له عينان يبصر بهما، ولسانٌ ينطق به، يشهد على من استلمه بحقٍّ".
والحجر الأسود أصله من الجنة وسيعود إليها وقد كان أبيض اللون ولكن سودته خطايا بني آدم، فقد جاء في الحديث الشريف عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "الحجر الأسود من حجارة الجنة، وما في الأرض من الجنة غيره، وكان أبيض كالمها، ولولا ما مسه من رجس الجاهلية ما مسه ذو عاهة إلا برئ".
وتروي بعض كتب أن الحجر الأسود أنزله الله تعالى إلى الأرض بعدما اشتكى آدم عليه السلام لربه وحشته في الأرض بعد أن هبط إليها، فأمر الله عز وجل جبريل الأمين بأن ينزل إليه بالحجر الأسود من الجنة ليؤنس به وحدته.
وقد ورد في الحديث الشريف أن "الحجر الأسود يمين الله في الأرض، فمن صافحه فكأنما صافح الله"، ولذا يسن تقبيله ولمسه لمن يطوف حول الكعبة المشرفة بل وسكب العبرات والدموع، فقد روى عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال "استقبل النبي صلى الله عليه وسلم الحجر، ثم وضع شفتيه عليه يقبله ويبكي طويلا، ثم التفت فإذا هو بعمر بن الخطاب يبكي فقال: يا عمر هاهنا تسكب العبرات".
وروى نافع قال: رأيت ابن عمر استلم الحجر بيده، ثم قبل يده وقال: "ما تركته منذ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله".
والحجر الأسود من مواطن إجابة الدعاء فعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: "إن الركن يمين الله عز وجل في الأرض، يصافح بها خلقه، والذي نفس ابن عباس بيده، ما من امرئ مسلم يسأل الله عز وجل شيئا عنده إلا أعطاه إياه".
وقد تعرض الحجر الأسود لتكسير على مر الحوادث التي مرت به، حيث كان قطر الحجر الأسود حوالي 30 سم أما الآن فلم يتبقى منه سوى ثمان قطع صغيرة جداً في حجم التمرات ويحيط بها إطار من الفضة وليس كل ما داخل الطوق الفضي من الحجر الأسود ، وإنما هناك 8 قطع صغار في وسط المعجون وهو خليط من الشمع والمسك والعنبر موضوع على رأس الحجر، وهذه القطع هي المقصودة في التقبيل والاستلام.
ومن الحجر الأسود يبدأ الطواف وينتهي، ولذا يقال له الركن باعتبار وجوده أهم الأركان من البيت الحرام، وهو الركن الذي يبتدئ الطواف منه، وهو الركن الشرقي.
موضوعات متعلقة:
فيديو قد يعجبك: