أين تذهب الأرواح بعد الموت؟
كتب- محمود طه:
الروح هي إحدى مخلوقات الله تعالى الموجودة في كلّ البشر والتي استودعها الله تعالى إليهم، وهي من أعظم المخلوقات التي خلقها الله تعالى والتي كرمها أيضاً عند خلقها وربطها به مباشرةً سبحانه وتعالى، فقال تعالى: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ}.
ولذلك يكون موت الإنسان بخروج الروح من الجسد، فكما ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنّ الروح تبدأ بالخروج من الإنسان من أسفل البدن إلى أعلاه حتى إذا وصلت الروح إلى الحلقوم فلا تكون للشخص توبةٌ بعدها، وأمّا خروج الروح من بدن المسلم فتكون سلسةً تسيل كقطرة الماء، وأمّا خروجها من الكافر فتكون صعبةً فتنتزع نزعاً منه.
وإن أرواح المؤمنين تكون في أعلى عليين، في الرفيق الأعلى والمقام العظيم عند ربهم جل وعلا، ولذلك لما كان الأنبياء يخيرون عند الموت وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اللهم الرفيق الأعلى)، وذلك لقوله تعالى: {فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا} [النساء:69]، فالأنبياء والمرسلون في الرفيق الأعلى والمقام العظيم في أعلى عليين.
وأما أرواح الفجار والكفار وأهل الفسق والعصيان والخارجين عن طاعة ربهم جل جلاله، قال تعالى: {كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ * كِتَابٌ مَرْقُومٌ}.. [المطففين:7-9] فهم في أسفل سافلين في العذاب المقيم، أعاذنا الله وإياكم من ذلك كله.
فيديو قد يعجبك: