مدينة ممتلئة.. سكانها غُلّفوا بالصمت الأبدي.. إياك ونسيانَهم
كتب- أحمد الجندي :
الدعاء من النعم التي أنعمها الله تعالى علينا في الدُنيا، لنستطيع بوح ما في صدرونا ودعائه عز وجل بما تطلبه أنفسنا من الدنيا أو من جزاء للآخرة، فعلى اختلاف الناس بلغاتهم وأشكالهم وثقافاتهم، فكلنا ندعو الله، وكلٌ له أسلوبه وطريقته في التعبير عن ما يحتاجه من الله- تعالى- في دعائه.
وقد كتب الله علينا في هذه الدُنيا الموت، كما كتب علينا الحياة فيها، فكل بني آدم سيموتون ويبقى وجه الله عز وجل فقط، وعند موت الإنسان، ينتهي عمله إلا ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له. فإذا دعى الإنسان بالرحمة والمغفرة للميت، لم ينطقع عمله، ويخفف الله عن الميت بقدر ما يُدعى له من قبل الناس.
لذلك دعانا الله للدعاء للأموات حتى نخفف عنهم في القبور، ويستمر عملهم في الدنيا كأنهم لازالو أحياءً عليها. فالميت في قبره يكن كالغريق ينتظر دعوة من أخيه أو أبيه أو صديقه فإن نال الدعوة يسعد بها وتكن له أحبُّ من الدنيا وما فيها.
وليس الدعاء فقط من بخفف عن الميت ويرحمه في قبره، بل أيضاً الإستغفار له والتصدق باسمه وقراءة القرآن الكريم له، كل هذا يكتب لك حسناتٍ لدعائك واستغفارك وقرائتك للقرآن له، وتخفف عنه قدر المستطاع وترجو الله أن يغفر له بدعائك الدائم له. وكما دعوت للميت في قبره، سيسخر الله لك أحداً يدعو لك بالرحمة والمغفرة عند موتك.
فالدعاء عبادة على كل مسلم ومسلمة دعاء الله تعالى في كل الاوقات، الحزينة والسعيدة، عند الموت وعند الفرح، لأن الدعاء دليل واضح على اعتراف العبد بضعفه لله وحاجته إليه في كل مناحي الحياة، فيدعو لميته ويدعو لأهله ويدعو لنفسه، وبين دعائك وبين الله سماءٌ شاسعة تحمل دعاءك لله ليسمعه الله فيسعد بك.
أدعية للميّت
- اللهمّ اغفر له وارحمه وأدخله جنّات النّعيم.
- اللهمّ يا حنَّان، يا منَّان، يا واسع الغفران، اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله، ووسّع مدخله، واغسله بالماء والثّلج والبرد، ونقِّه من الذّنوب والخطايا كما يُنقَّى الثوب الأبيض من الدّنس.
- اللهمّ أبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله، وزوجاً خيراً من زوجه، وأدخله الجنّة، وأعذْه من عذاب القبر، ومن عذاب النّار اللهمّ عامله بما أنت أهله، ولا تعامله بما هو أهله.
- اللهمّ قِهِ السيّئات، قال تعالى: {ومن تقِ السيّئات يومئذٍ فقد رحمته}.
- اللهمّ احلل روحه محلّ الأبرار، وتغمَّده بالرّحمة أثناء الليل والنّهار، برحمتك يا أرحم الرّاحمين.
- اللهمّ أوصل ثواب ما قرأناه من القرآن العظيم إليه، وضاعف رحمتك ورضوانك عليه.
- اللهمّ ارحمنا إذا أتانا اليقين، وعرق منّا الجبين، وكثر الأنين والحنين.
- اللهمّ ارحمنا إذا اشتدّت السكرات، وتوالت الحسرات، وأطبقت الرّوعات، وفاضت العبرات، وتكشّفت العورات، وتعطّلت القوى والقدرات.
- اللهمّ ارحمنا إذا بلغت (التّراقي، وقيل من راق، وظنّ أنّه الفراق، والتفت السّاق بالساق، إلى ربّك يومئذٍ المساق)، وتأكّدت فجيعة الفراق للأهل والرّفاق، وقد حكم القضاء، فليس من واقٍ.
- اللهمّ ارحمنا إذا حمِّلنا على الأعناق، وكان إليك يومئذٍ المساق، وداعاً أبديّا للدور والأسواق، والأقلام والأوراق، إلى من تذلّ له الجباه والأعناق.
فيديو قد يعجبك: