لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

نعمة قد تتحول إلى نقمة.. بعض ما جاء في الكتاب والسُّنة في خطر اللسان العظيم

05:27 م الأحد 14 أكتوبر 2018

نعمة قد تتحول إلى نقمة.. بعض ما جاء في الكتاب والس

كتبت - سارة عبد الخالق:

نعم الله على الإنسان لا تعد ولا تحصى، لكن قد تتحول هذه النعمة إلى آفة ونقمة على العبد إذا أساء استخدامها، فمن نعم الله على عباده نعمة اللسان، هذه النعمة قد تتحول إلى آفة عظيمة تعود بالذنوب والآثام على صاحبها، فكيف تتحول هذه النعمة العظيمة إلى نقمة؟!

يقول سعيد بن على بن وهف القحطاني في مقدمة كتابه (آفات اللسان فى ضوء الكتاب والسنة) : "إن الله تعالى منح الإنسان نعماً عظيمة ومن أعظمها بعد الإسلام: نعمة النطق باللسان، وهذا اللسان سلاح ذو حدين، فإن استخدم في طاعة الله كقرءاة القرآن، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونصر المظلوم كان هذا هو المطلوب من كل مسلم، وكان هذا شكرا لله على هذه النعمة".

وأضاف القحطاني: "وإن استخدم في طاعة الشيطان والكذب وقول الزور والغيبة والنميمة، وانتهاك أعراض المسلمين وغير ذلك مما حرمه الله ورسوله، كان هذا هو المحرم على كل مسلم فعله وكان كفراناً لهذه النعمة العظيمة" مشيرا إلى أنه "في اللسان آفتان عظيمتان ألا وهما آفة الكلام بالباطل، وآفة السكوت عن الحق".

وقد تعددت الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة الدالة على عظم آفات اللسان منها على سبيل المثال وليس الحصر:

يقول الله تعالى في سورة النساء [آية:148]: { لَّا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ ۚ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا}.

وفي سورة الحجرات [آية: 12]: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ}.

وفي سورة ق: {مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}.

وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (أتدرون ما الغيبة ؟) قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: (ذكرك أخاك بما يكره)، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول، قال: (إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته) – صحيح مسلم.

وعن أنس بن مالك – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (لما عرج بي ربي عز وجل مررت بقوم لهم أظفار من نحاس، يخمشون وجوههم وصدورههم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس، ويقعون في أعراضهم) – صحيح الجامع.

وذكر الدكتور محمد راتب النابلسي في حلقة سابقة أذيعت على قناة إقرأ الفضائية موقفا لسيدنا عمر – رضي الله عنه – قائلا: "مر سيدنا عمر على قوم يشعلون نارا، فقال السلام عليكم يا أهل الضوء، لم يقل السلام عليكم يا أصحاب النار" مشيرا إلى دقة سيدنا عمر البالغة بالمناجاة.

وأشار إلى أن "الإنسان بكلمة واحدة قد يهوى إلى النار، فيقول: " إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم 70 خريفا، فالإيذاء قد يكون بالكلام، إيذاء كببير جدا، الطعن، التجاوز، الانتقاص وغيرها من آفات اللسان، وقد عدد بعض العلماء أكثر من مائة آفة من آفات اللسان".

وقد بين الإمام أبي حامد الغزالي في كتابه (إحياء علوم الدين) خطر اللسان مشيرا إلى فضيلة الصمت حيث قال: "خطر اللسان عظيم ولا نجاة من خطره إلا بالصمت، فلذلك مدح الشرع الصمت وحث عليه، فقال – صلى الله عليه وسلم –: (من صمت نجا) – أخرجه الترمذي"

وقد جاء في كتاب (عون المعبود على شرح سنن أبي داود) أن غيبة المسلم الميت أفحش من غيبة الحي وأشد، لأن عفو الحي واستحلاله ممكن بخلاف الميت، ففي رواية أبي داود عن السيدة عائشة – رضي الله عنها – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (إذا مات صاحبكم فدعوه ولا تقعوا فيه).

وقد أوضح الشيخ صالح بن فوزان على موقعه الرسمي نماذج من خوف السلف الصالح من آفات اللسان حيث قال: "كان أبو بكر يمسك لسانه يقول: هذا الذي أوردني الموارد، وكان ابن عباس رضي الله عنهما يأخذ بلسانه وهو يقول: ويحك قل خيرا تغنم، أو اسكت عن سوء تسلم، وإلا أنك ستندم. فقيل له: يا ابن عباس ! لم تقول هذا؟ قال: إنه بلغني أن الإنسان ليس على شيء من جسده أشد حنقاً أو غيظاً منه على لسانه، إلا من قال به خيراً، أو أملى به خيراً. وكان ابن مسعود يحلف بالله الذي لا إله إلا هو ما على الأرض شيء أحوج إلى طول سجن من لسان. وقال الحسن: اللسان أمير البدن، فإذا جنى على الأعضاء شيئا جنت، وإذا عف عفت، وقال عمر: من كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه كثرت ذنوبه، ومن كثرت ذنوبه كانت النار أولى به".

مشيرا إلى أن: "الإكثار من الكلام الذي لا حاجة إليه يوجب قساوة القلب، كما روى الترمذي من حديث ابن عمر مرفوعا: لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله، فإن كثرة الكلام بغر ذكر الله قسوة للقلب، وإن أبعد الناس عن الله القلب القاسي".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان