لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حذافة السعدية.. ابنة حليمة وأخت النبي التي عرفها من "عضَّة"

05:39 م الجمعة 16 نوفمبر 2018

حليمة السعدية

كتب – هاني ضوه :

في بادية بني سعد كانت طفولة النبي صلى الله عليه وآله وسلم حيث نشأت هناك في كنفه أمه من الرضاعة السيدة حليمة السعدية، التي حلت عليها وعلى قومها البركات بقدوم النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى ديارهم.
وكان للنبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله أخوة من الرضاعة، وفي هذا التقرير يتحدث مصراوي عن أخته من الرضاعة التي كانت رفيقة طفولته وكانت ترعاه وتلاعبه مع أمها السيدة حليمة، وكان لها موقف مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلامة عرفها بها بعد أن التقته عقب غزوة حنين.

إنها حذافة بنت الحارث السعدي التي اشتهرت باسم "الشيماء" التي كانت تكبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بحوالي ست سنوات وكانت تحبه وترعاه وتغني له وتهدهده بكلمات جميله تقول فيها:
يا ربَّنـا أبقِ لنا محمدًا .. حتى أراه يافعـًا وأمـردا
ثم أراه سـيدًا مسـودًا .. واكبتْ أعاديه معًا والحُسَّدا
وأعطه عزًا يدوم أبدًا

يكبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويغادر ديار بني سعد، وتمر السنون بالنبي في مكة ويبعث صلوات الله وسلامه عليه وآله وسلم بالإسلام حتى ينتشر الدين الحق، ولم يكن قد التقى بأخته من الرضاع لسنوات طوال حتى جاءت غزوة حنين فيلتقيان وتخبره عن موقف وعلامة تدل على أنها أخته من الرضاعة.
وتلك القصة ذكرت في العديد من كتب السير والشمائل منها كتاب "البداية والنهاية" للإمام ابن كثير، وكتاب "الإصابة في تمييز الصحابة" للإمام ابن حجر العسقلاني، والإمام البيهقي، والحافظ ابن أبي دنيا:

ما حدث أنه بعد انتصار المسلمين في غزوة حنين أو هوازن وقعت "الشيماء" في الأسر مع من وقع من قومها من قبيلة "هوازن" ولم تكن قد أسلمت بعد وكبر سنها وتغيرت الملامح عن الصغر فلم يعرفها البعض.
وعاملها البعض بقسوة فقالت لهم: تعلمون والله إني لأخت صاحبكم من الرضاعة؟ فلم يصدقوها حتى أتوا بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولما وصلت إليه قالتيا رسول الله إني أختك من الرضاعة.
قال: «وما علامة ذلك؟». قالت: عضة عضضتنيها في ظهري وأنا متوركتك.

قال: فعرف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم العلامة، فبسط لها رداءه فأجلسها عليه وخيرها، وقال: «إن أحببت فعندي محببة مكرمة، وإن أحببت أن أمتعك وترجعي إلى قومك فعلت؟».
قالت: بل تمتعني وتردني إلى قومي، فمتعها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وردها إلى قومها، فزعمت بنو سعد أنه أعطاها غلامًا يقال له مكحول وجارية، فزوجت أحدهما الآخر، فلم يزل فيهم من نسلهما بقية.

أسلمت الشيماء بعد ذلك، وكان لها موقف مشهود بعد انتقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى الرفيق الأعلى، وارتد قومها من بنو سعد عن الإسلام فدافعت عن الإسلام بكل جهدها؛ حتى أذهب الله الفتنة عن قومها، وكانت كثيرة العبادة والتنسُّك، واشتهرت بشِعرها الذي ناصرت فيه الإسلام ورسوله، وظلت تساند المسلمين وتشد من أزرهم حتى توفيت.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان