إعلان

"يوم السَّبُع".. إحدى فتن آخر الزمان أخبر بها ذئب راعي الغنم

02:21 م السبت 22 ديسمبر 2018

ارشيفية

كتب – هاني ضوه :

آخر الزمان يكون مليئاً بالفتن والعجائب التي قد لا تدركها العقول، لذا صنف علماء الإسلام كتبًا في الفتن والملاحم التي تكون في نهاية الزمان قرب يوم القيامة حتى يعرف الناس علامات ذلك الزمان ويستعدون بالتوبة والإنابة إلى الله عز وجل.

ومن تلك العلامات التي تكون في آخر الزمان أن ينشغل الناس بالفتن والصراعات عن عمارة الأرض والسعي على الرزق وأمور معاشهم فتهلك أموالهم وتجاراتهم وتضيع وظائفهم.

ولعل ذلك قد جاءت الإشارة إليه في حديث شريف رواه الإمامان البخاري ومسلم في صحيحيهما وبعض كتب السنة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "صلى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - صلاة الصبح، ثم أقبل على الناس فقال: "بينما رجل يسوق بقرة، إذ ركبها فضربها، فقالت: إنا لم نخلق لهذا؛ إنما خلقنا للحرث"، فقال الناس: سبحان الله!، بقرة تكلم؟، فقال: "فإني أومن بهذا، أنا وأبو بكر وعمر، وما هما ثَمّ .

ثم قال: "وبينما رجل في غنمه، إذ عدا الذئب، فذهب منها بشاة، فطَلَبَ حتى كأنه استنقذها منه، فقال له الذئب: استنقذتها مني، فمن لها يوم السَّبُع، يوم لا راعي لها غيري ؟"، فقال الناس: سبحان الله! ذئب يتكلم؟، فقال: "فإني أومن بهذا، أنا وأبو بكر وعمر، وما هما ثَمّ".

فما تعبير "يوم السَّبُع"، ومعنى هذا اليوم؟ ومتى يكون؟. هذا ما يجيب عنه مصراوي في التقرير التالي:

فسّر الكثير من العلماء معنى "يوم السَّبُع" بأنه يوم يأتي في آخر الزمان، حين تقع الفتن ويكثر البلاء، فيذهل الناس عن مصالح دنياهم ومعاشهم، وتُترك الأنعام والمصالح هملاً لا راعي لها، فتعدو عليها الذئاب والسباع وهو من علامات الساعة.

وهو ما يعني أن الناس في آخر الزمان سيقعون في كثير من الفتن والأمور التي تلهيهم عن رعاية مصالحهم وأمور حياتهم، فيتكالب عليها سباع البشر والأمم فيفترسون خيرات البلاد والعباد.

وقد ذهب إلى هذا المعنى الإمام النووي عند شرحه لرواية صحيح مسلم فقال إن معنى "يوم السبع" الذي جاء في الحديث: "أي من لها عند الفتن حين يتركها الناس هملا لا راعي لها نهيبة للسباع، فيبقى لها السبع راعيا، أي : منفردا بها".

وكذلك قال ابن الجوزي: "والمعنى على هذا أي: إذا أخذها السبع لم يقدر على خلاصها، فلا يرعاها حينئذ غيري".

وقال ابن العربي: "والمعنى من لها يوم يهملها أربابها لعظيم ما هم فيه من الكرب، إما بمعنى يحدث من فتنة أو يريد به يوم الصيحة".

وجاء في كتاب صحيح مسلم بشرح الأبي والسنوسي: "أن معنى يوم السبع أي يوم يطردكم السبع عنها وتبقى لا راعي لها غيري لفراركم من السبع عنها".

وفي هذا الحديث تحذير للناس من الانجرار وراء الفتن والمصائب التي تشغلهم عن إدارة شؤون حياتهم وأعمالهم فيتركوها ويهملوها فتنحدر البلاد وتضيع العباد.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان