ماذا يعني "تدويل الحج" وما هي ردود الأفعال تجاهه ؟!
إعداد - هاني ضوه :
من حين لآخر تثار بعض الدعوات التي تؤدي إلى اضطراب في العالم العربي والإسلامي، يكون في الغالب ورائها أهداف سياسية، ومن تلك الدعوات "تدويل الحج" الذي تدعو إليه كل من قطر وإيران، حيث يطلبون إشرافًا دوليًا على الحج، وهي الدعوة التي استنكرها المسلمين والمؤسسات الإسلامية في الشرق الغرب.
ماذا يعني تدويل الحج؟
بكل بساطة تدويل الحج يعني هو أن تكون المشاعر المقدسة مثل مكة المكرمة والمدينة المنورة وغيرها من أماكن الشعائر، تحت التحكم الدولي لا يكون لدولة واحدة السيادة عليه ولا تنظيم المناسك في الحج.
مفتي السعودية يستنكر
وبالطبع كان أول المستنكرين هو الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي عام السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء، حيث أكد أن تلك الدعوات “ضالة وحاقدة”.
وأشار المفتي في تصريح لصحيفة “الشرق الأوسط”، إلى أن ما خرج من بعض وسائل الإعلام حول المسألة مزيف، المراد منه إثارة البلبلة والقلاقل بين المسلمين، والنيل من وحدتهم وتمسك كلمتهم.
وأكد على أن “مشاهد اصطفاف المسلمين ووحدة كلمتهم غاظت الأعداء، وهم يسعون بذلك إلى استهداف تلك الوحدة، التي يظهر فيها المسلمون الذين يأتون من أصقاع الأرض في أدائهم مناسك العمرة والحج، بكل طمأنينة وسكينة وهدوء”.
وقال آل الشيخ إن “جميع المسلمين يشهدون على ما تقوم به السعودية ويقفون معها، وكانت ولا تزال تطوع كل إمكاناتها لخدمة الحرمين الشريفين وتتشرف بذلك”، مبينا أن “السعودية تخدم ملايين الحجاج والمعتمرين وتذلل جميع الصعوبات التي قد تواجه أداء مناسكهم، ولا تفرق بين أجناسهم”.
مفتي مصر يرفض
أما فضيلة الدكتور شوقي علام - مفتي الجمهورية - فقد أكد رفضه الشديد لدعوات تدويل الإشراف على الحج وعلى الحرمين الشريفين، مشددًا على أن استغلال موسم الحج، لتحقيق أهداف سياسية أو نقله من ساحة العبادة الخالصة لله تعالى إلى إثارة «النعرات» وتحقيق مآرب لا علاقة لها بالعبادة «لا يجوز شرعًا» ويخالف أحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية، محذرًا بشدة من أن «تسييس الحج» يدخل الأمة الإسلامية في «فتن كبرى» تمزق وحدتها وتماسكها.
وقال مفتي الجمهورية : مما لاشك فيه أن الحج من أعظم شعائر الإسلام، وأحد أركانه الخمسة، واستغلال هذه الفريضة لأغراض سياسية أو لتحقيق أهداف ومآرب لا علاقة لها بمقاصد الحج الشرعية، أو أي أمور أخرى تخرج هذه العبادة عن مقاصدها، ودعوات «تسييس الحج» واستغلال المناسك في إثارة النعرات الطائفية غير جائز شرعًا ويخالف أحكام الشريعة الإسلامية الصريحة في هذا المجال.
د. علي جمعة: دعوة لإلهاء الناس
ومن جانبه أكد د. علي جمعة - عضو هيئة كبار العلماء - في تصريحات صحفية أن الحج شعيرة ومن يعظمها فإن ذلك كما قال تعالى من تقوى الله، فالحاج ينشغل بطاعة الله ، فكيف نشغله بدعاوى التدويل تحت أي دعوة ، وكلنا سنلتف حول الإدارة السعودية لأنها نجحت نجاحًا باهرًا في خدمة البيت الحرام بصورة لم تحدث في التاريخ، فأصبحنا نرى هذا النظام الرائع في المسعى بين الصفا والمروة، ووضع أرضية حول الكعبة تمتص الحرارة، بالإضافة إلى توسعة الحرم والنظام الرائع الذي نراه اليوم. ولفت إلى أن الدعوة لتدويل الإشراف على الحج هي أبطل الباطل لأن الأماكن المقدسة طوال عمرها تحت سلطان المسلمين.
ونحن نرفض مثل هذه الدعوة لاسيما أن إدارة السعودية لم تخل بنظام الإدارة للحج بل أن كل عام يزداد الاهتمام بالحج.
واختتم قائلًا: لا أنسى تعميم قرأته من الملك الفيصل وهو ينهى عن مخاطبته بمسمى الجلالة، وأمر بمخاطبته بخادم الحرمين الشريفين لعلو شأن المسجد الحرام.
هيئة كبار العلماء بالأزهر تحذر
فيما اعتبر د. محمد مهنا - مستشار شيخ الأزهر- أن قرار الأزهر واضح برفض تدويل الحج وأنه لا يمكن قبول أى محاولات أو دعوات تستهدف أن يكون تنظيم الحج تحت إشراف دولى ، لافتًا إلى أن الحج والعمرة شعيرتان لا يجوز إقحامهما فى أى خلافات سياسية أو استغلالهما ضد المملكة العربية السعودية.
أضاف :إن هيئة كبار العلماء حذرت من أى محاولة للزَّجِّ باسم «الأزهر الشريف» فى هذه الدعوات المقيتة التى تحاول إعادة هذا الطرح إلى الظهور مرة أخرى، بعد أن رفضته الأمة حين أُثير فى سبعينيات القرن الماضى، محذرةً من الفتن وكافة الأفكار المُغرضة التى تعمل على تفكيك الأمة وهدم بنيانها وتمزيق أوصالها.
مجلس علماء باكستان يعتبرها مؤامرة
وأوضح رئيس مجلس علماء باكستان، الشيخ طاهر محمود الأشرفي، أن محاولة تدويل ملف الحج والحرمين الشريفين مؤامرة خطيرة تدل على سير قطر على خطى إيران، التي دعت من قبل إلى هذه المحاولة التي وصفها بـ "الخبيثة".
وقال الأشرفي، في بيان صحافي، إن علماء باكستان يعتبرون محاولة تدويل ملف الحج والحرمين الشريفين مؤامرة خطيرة على المقدسات الإسلامية، ولا يمكن اعتبارها إلا بمثابة الحرب على الحرمين الشريفين.
فيديو قد يعجبك: