نصيحة الإمام الشافعى لكيفية إستخدام نعم الله في رضا الله
كتب - محمد قادوس:
لقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بعبادته وذلك لشكره على نعمه التي أنعمها علينا ولمَا له من فضل علينا فيها، إن نعم الله علينا كثيرة فلو نظر الإنسان إلى جسده وأدرك دقة صنع الله في خلقه فذلك يكفيه ليؤمن أن الله حي لا يموت ويصدق بأن الله لا إله إلا هو، وإذا أرادَ الإنسان الصلاح في حياتِه والسير على الطريق المستقيم، والعيش في أمان، عليه أن يطيع أوامر الله عز وجل ولا يعصيه ولا يتبع المحرمات، فالدخول في المحرمات والهرولة وراء ملذات الحياة، وشهواتها المؤقتة كفيل بأن يخلق من الإنسان شخصاً هزيلاً ضعيفاً لا يقدر على تحمل مشاق الحياة ويهرب منها منصاعاً إلى المحرمات والكبائر التي نهانا عنها الله سبحانه وتعالى.
ومن اهمهم النعم التي نشكر الله عليها هي نعمه البصر:
لقد يعتبر البصر من أهم المنافذ إلى القلب، فغالب الأمور التي تدخل إلى القلب وتؤثر فيه، تكون قد دخلت من منفذ البصر ولذلك نجد أن الإسلام أمرنا بغض هذا البصر عن الأمور المحرمة، وألا ننظر إلا لما أبيح لنا.
حيث أمرنا الله تعالى في القرآن الكريم بغض البصر وحفظ الفرج وبين كيف أن ذلك أزكى وأطهر للمسلم، حيث يقول تبارك وتعالى: {قُلْ لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ*وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ}.. [النور : 30 - 31]، فالخطاب في غض البصر ليس موجهاً للرجال فقط كما قد يتوهم البعض، وإنما للنساء أيضاً.
وأن غض البصر لا يقتضي فقط بالنظر للشهوات، لكن هناك نوعاً آخر نهانا الله تعالى عنه أن ننظر إليه وهو ما متع الله به غيره حيث يتمتع شخص بمال كثير وتجارة رابحة هنا يجب غض البصر عما ما يملكه هذا الشخص لأن الأرزاق بيد الله تعالى، وذلك عندما ينظر لغيره يتولد عند الحسرة والحقد ويتألم من حاله ويصبح لديه قلق واضح عندما يقارن حاله بحال غيره.
ومن اهمهم النعم التي نشكر الله عليها هي نعمه السان:
قد تقوم كثير من المشاكل والفتن بسبب كلمة طائشة وغير مسؤولة خرجت من فم شخص غير مسؤول، فاللسان عضو صغير في جسم الإنسان، إلا أن الشخص السيء يستخدمه بطريقة غير صحيحة، ليصبح عضواً خطيراً يسبب كثيراً من الأضرار للمحيطين وللشخص نفسه.
وقد أكدت الشريعة الإسلامية على أهمية حفظ اللسان كواحدٍ من أهم الأعضاء في الجسم، والذي يساهم في تحديد مصير الإنسان في الآخرة فإما جنة يسعد فيها وإما نار يتعذب فيها، ففي الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "وهل يكب الناس على مناخرهم يوم القيامة إلا حصائد ألسنتهم"، فأكثر ما يدخل النار ويستحق غضب الجبار ما يخرج من هذا العضو من كفرٍ وضلال، بل إن الإنسان قد يستهين أحيانًا كثيرة في كلمات تخرج من لسانه، ولا يلقي لها بالاً، فإذا هو يهوي بسببها في نار جهنم سبعين خريفًا، وقد بين النبي الكريم عليه الصلاة والسلام أهمية حفظ اللسان في أكثر من حديث ومناسبة، منها قوله: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده".
طريقة حفظ اللسان:
يجب فى العبد المسلم إشغال اللسان بذكر الله تعالى، وكذلك كثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، كما يجب عليه المداومة على قراءة القرآن الكريم، فقد قال الشافعي رحمه الله: "نفسك إن لم تشغلها بالحق، شغلتك بالباطل".
فيديو قد يعجبك: