"زكاة العلم تبليغه" أسامة أول دفعته يزكي عن مهارته بالإنجليزية بـ "محاضرات مجانية"

كتب - أحمد الجندي :

"مؤمن تمامًا أن لكل شئ زكاة، وزكاة العلم تبليغه، فمتعتي في الحياة تنحصر في دائرة تعليم الإنجليزية لمن أراد تغيير مسار حياته"، بتلك الكلمات قدم أسامة حسن محمد بطاقة تعريفية له فور سماعنا مبادرته بمحافظة بني سويف التي أدهشت الجميع.

فوجئت خلال حديثي معه بأنه سعيد لتسجيل لقاء صحفي لسببين، الأول لأنه الحوار الصحفي الأول من نوعه بصفة شخصية معه، وثاني أسباب السعادة كون اليوم يوافق عيد ميلاده، فتسنى لي بمباغتته بالسؤال الجاهز: كم عمرك اليوم؟، فكانت إجابته هي ممر سعادة لي و مجال للبهجة قبل تمرير الأسئلة، ومحاولات شد الكلام من عقله قبل لسانه.

اليوم أحتفل بعيد ميلادي السادس والعشرين، قالها أسامة فتكررت دهشتي، إذن فأسرد لنا ماهية مبادرة "زكاة العلم تبليغه"، لأن من ذاق طعم الدهشة لن يبرحها إلا بالإغتراف.

يروي أسامة حسن أنه خريج كلية لغات وترجمة جامعة الأزهر، بمجموع تراكمي 89% وتقدير جيد جدًا وترتيب الأول على دفعة بمرتبة شرف، ولم أنتظر قرار تعيين وأشغل حاليًا مدير تدريب في أكاديمية تعليم لغة إنجليزية بمحافظة بني سويف.

وتابع:"أعمل في مجال التدريب منذ 6 سنوات من بداية دراستي بجامعة الأزهر، مرورًا بفترة التجنيد العسكري ثم عملي بالأكاديمية الحالي، وتعود فكرة مبادرة زكاة العلم تبليغه لفترة الإجازات خلال فترة التجنيد، حين رأيت أني متفرغ لمدة أسبوع شهريًا، فكانت فكرة قيامي بمحاضرة مجانية لمن يريد تحسين إنجليزيته في المحافظة، وقد شهدت إقبال و ترحيب واسع".

ويتذكر أسامه أن انتهاء موعد إجازته وذهابه للمعسكر شكّل صعوبة له لانقطاع تواصله مع طلابه، فتوصل لحل وسط تمثل في إنشاء مجموعة على موقع فيسبوك تحت اسم " Follow up" لتكون حلقة وصل يتمكن من خلالها النشر ومتابعة التدريب خلال فترة تواجده بالزي العسكري.

وعقب انتهاء مدة التجنيد قرر اسامة عدم قطع عادته الحسنة، فتوصل بعد تفكير عميق للعمل - بالإضافة إلى الأكاديمية - في مشروع "نادي الإنجليزية" لتفعيل ممارسة اللغة على ثلاثة مستويات "مبتدئ ومتوسط وعالي" يوم الأحد أسبوعيًا، بدون أية مصاريف، ولمنع اختلاط النية بعمله بالأكاديمية، لا يوجد مقابل مادي لـ "نادي الإنجليزية" حتى ولو ثمن الورق.

ومن المفارقات الدرامية التي يرويها أسامه أن سبب عدم توسع نشاط "زكاة العلم تبليغه " خارج محافظة بني سويف هو رفض الأكاديميات استضافته بدون أجر مادي، حيث تشترط مقابل مادي خاص له لتنظيم محاضرات مجانية.

وأوضح أسامه أنه يوظف بعض طلابه المتميزين للعمل كمشرفين خلال "نادي الإنجليزية" كمنفعة متبادلة، فطلابه يقومون بتسجيل ملاحظات على أعضاء النادي، ويستفيد أعضاء النادي من المستوي الجيد لطلابه.

وأشار أسامة إلى أنه يقدم تدريب لمدربين من طلبة كليات آداب وألسن و وتربية، وقام بتخريج أربع دفعات حتى الآن.

وأخيرًا تمنى أسامة على الله أن يقيمه في مبادرته "زكاة العلم تبليغه" التي ينهل منها متعته الوحيدة في الحياة.