لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

انتبه .. واحذر قبل استخدامك لعلمك!!

05:45 م الإثنين 05 فبراير 2018

انتبه .. واحذر قبل استخدامك لعلمك!!

كتبت – سارة عبد الخالق:

مهما زاد علمك أو كثر.. لا تتفاخر به .. واحذر أن يصيبك الغرور.. فعلمك هذا نعمة من النعم الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى، التي أنعمها الله عليك .. 

إياك.. والتفاخر بشيء أعطاه الله لك، وفضلك على غيرك بهذا العلم.. فالنعم والهبات التي يمن الله بها على عباده تستحق الشكر والحمد ليلا نهارا دون شك .. 

فمهما أوتي الإنسان من علم ومعرفة لا تساوي نقطة في بحر علم المولى – عز وجل -، فلاتستغل علمك ومعرفتك لتتعالى وتتباهي على من هم أقل منك، واعلم دائما وتذكر هذه الآية الكريمة: {وما أوتيتم من العلم إلا قليلا}.. [الإسراء : 85].

اسمع معي الآيات القادمة وأنت الذي سيحدد: 

يقول الله تعالى في سورة الكهف آية (109): {قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا}.

جاء في تفسير بن كثير – رحمه الله - يقول تعالى: قل يا محمد: لو كان ماء البحر مدادا للقلم الذي تكتب به كلمات ربى وحكمه وآياته الدالة عليه، "لنفد البحر" أي: لفرغ البحر قبل أن يفرغ من كتابة ذلك، "ولو جئنا بمثله" أي : بمثل البحر آخر، ثم آخر ، وهلم جرا ، بحور تمده ويكتب بها، لما نفدت كلمات الله.

ويقول المولى – عز وجل – في سورة لقمان (آية 27): {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}.

قال الربيع بن أنس: إن مثل علم العباد كلهم في علم الله كقطرة من ماء البحور كلها، وقد أنزل الله ذلك: {قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا}.. [الكهف : 109].

يقول: لو كان البحر مدادا لكلمات الله، والشجر كله أقلام، لانكسرت الأقلام وفني ماء البحر، وبقيت كلمات الله قائمة لا يفنيها شيء ؛ لأن أحدا لا يستطيع أن يقدر قدره ولا يثني عليه كما ينبغي، حتى يكون هو الذي يثني على نفسه، إن ربنا كما يقول وفوق ما نقول.

وقد روي أن هذه الآية نزلت جوابا لليهود، قال ابن إسحاق: حدثني ابن أبي محمد، عن سعيد بن جبير أو عكرمة، عن ابن عباس أن أحبار يهود قالوا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة : يا محمد ، أرأيت قولك: {وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}.. [الإسراء : 85]؟، إيانا تريد أم قومك؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (كلا) . فقالوا: ألست تتلو فيما جاءك أنا قد أوتينا التوراة فيها تبيان لكل شيء؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إنها في علم الله قليل، وعندكم من ذلك ما يكفيكم) . وأنزل الله فيما سألوه عنه من ذلك: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ}.

يقول الدكتور محمد راتب النابلسي في موسوعة النابلسي للعلوم الإسلامية: كلكم يعلم أن محبرة واحدة تكفي الطالب سنة أو سنوات عديدة، يسود بها عشرات، بل مئات، بل عشرات مئات الصفحات.

فربنا - عز وجل - أراد أن يبين لنا طرفاً من علمه، لو أن كل ما في الأرض من أشجار، والأرض فيها غابات كثيفة جداً، وفيها غابات خضراء، حتى الآن لم يستطع الإنسان أن يصل إليها، وأن هناك أشجاراً من حيث الأنواع، والأعداد ما لا تحصى، لو أن كل ما في الأرض من أشجار أصبحت أقلاماً، فبريت أغصانها أقلاماً، وأن البحر، البحر اسم جنس، ويعني البحار كلها، وتعلمون أن الأرض 

القا ارت الخمس لا تزيد على تسعة وعشرين بالمئة من مجموع مساحة الأرض، وتعلمون أن في البحار أعماقاً كبيرة، هناك في المحيط الهادي واد اسمه (وادي مريانة) يزيد عمقه على اثني عشر ألف متر، أربعة أخماس الكرة الأرضية، وهناك أعماق تتراوح بين خمسة آلاف وما يزيد على عشرة آلاف متر.

لو أن البحار كلها مع سبعة أمثالها كانت مداداً أي حبراً، وكل ما في الأرض من شجر أقلام، وهذه الأقلام كتبت، والبحار كلها جفت، وجاء مثلها بحار، والمثل الثاني جف، وجاء المثل الثالث والرابع والخامس والسادس والسابع، يقول الله عز وجل: {مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ}.

فما قولك في هذا ؟!.. أما زالت تتباهى بعلمك ومعرفتك ؟!

ما أعظمك يا الله.. وما أعظم كلماتك التي لاتنفذ أبدا !

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان