"لا حياء في الدين" عبارة شائعة يخطئ في معناها البعض يوضحها علي جمعة
كتب - أحمد الجندي:
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن قول البعض «لا حياء في الدين» من العبارات الشائعة، ويخطئون في معناها.
وأوضح «جمعة» عبر صفحته على «فيسبوك» أنهم يقصدون بالعبارة السابقة أن الإنسان يجب عليه أن يسأل في كل شيء دون خجل يصده عن التعلم فلا يخجل من عدم معرفته ولا يخجل أن يعرف كل شيء في جميع المجالات، فليس هناك حدود للمعرفة والعبارة الصحيحة التي حرفت من أصلها إلى هذه العبارة الجديدة الخاطئة هي: «لا حرج في الدين» وهناك فارق كبير بينهما فصحيح أنه لا حرج في الدين، فإن اليسر يغلب العسر، ومن طبق الدين لا يجد فيه ضيقًا ولا تضييقًا.
وتابع: فقد وقد كثرت النصوص في القرآن والسنة التي تؤكد على معنى التيسير ورفع الحرج، فمنها قوله تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ اليُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ العُسْرَ}.. [اليقرة : 185]، وقال سبحانه وتعالى : قال الله تعالى: {فَإِنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْرًا}.. [الشرح : 4 - 5].
وأكمل: وفي شأن القرآن فقد ذكر ربنا أنه يسره للتبشير به والإنذار به والذكر، فقال تعالى: {فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ المُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْمًا لُّدًا}.. [مريم : 97]، وقال سبحانه: {فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُون}.. [الدخان : 58]، وقال سبحانه وتعالى: «وَلَقَدْ يَسَّرْنَا القُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ»، وفي شأن الصلاة وتلاوته بالليل قال تعالى: {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ القُرْآنِ}.. [المزمل : 20].
واستطرد: وفي رفع الحرج عنا قال تعالى: {مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}.. [المائدة : 6]، وقال سبحانه وتعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِى الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}.. [الحج : 98]، وفي شأن الزواج من مطلقة الابن من التبني قال تعالى: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لاَ يَكُونَ عَلَى المُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِى أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا}.. [الأحزاب : 37].
وأردف: وعن إعفاء الضعفاء والمرضى وغير القادرين من الجهاد قال تعالى: {لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلاَ عَلَى المَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى المُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}.. [التوبة : 91]، وقال النبي ﷺ : «إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة».. [رواه البخاري]، وفي الحديث الشريف: أنه ﷺ ما خير بين أمرين إلا أخذ أيسرهما.
فيديو قد يعجبك: