بعد نشر سما المصري صور برنامجها "أهل العلم".. ما شروط دعاة الفضائيات؟

كتب- أحمد الجندي:

مع اقتراب شهر رمضان الكريم وطبيعته الخاصة بالزخم الكبير لدعاة الفضائيات والتوجُّه بحديثهم الدائم إلى الناس، في كيفية العودة إلى الله، والتقرُّب إليه، ومع إعلان بعض الفنانين التصدي لمسألة الدعوة إلى الله، حيث نشرت الفنانة المثيرة للجدل سما المصري عبر حسابها على انستجرام مجموعة صور تظهر فيها بالحجاب، وكتبت أنها من البرنامج الديني الذي كانت قد أعلنت عنه في العام الماضي، يطرح "مصراوي" السؤال: ما الشروط الواجب توافرها في الدعاة، خاصة الجدد، وهل من الأفضل وجود قائمة للدعاة، خاصة ونحن مقبلين علي الشهر الكريم؟.

كان الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية أعلنا، في نوفمبر من العام الماضي، قائمة خاصة بتحديد 50 اسماً فقط من العلماء للظهور على الفضائيات والرد على فتاوى المواطنين، وكان ذلك سبباً في وضع حد لفوضى الفتاوى وإرباك الناس بالفتاوى الشاذة لخطورتها على المجتمع.

الأزهر الشريف أوضح موقفه بأنه من الواجب التفريق بين من يتحدث في الشأن الديني على اتساع فروعه ومعارفه، وبين من هو مؤهل للإفتاء للناس في أمور دينهم ودنياهم.

فيما تشترط وزارة الأوقاف لقبول دعاة جدد أن يكون من خريجى الأزهر الشريف، من كليات: اللغة العربية، أصول الدين بأقسامها، الشريعة والقانون، الدراسات الإسلامية والعربية، أقسام الدراسات الإسلامية بكلية اللغات والترجمة، والأقسام المناظرة، على أن يجتاز المتقدم الاختبار الرسمى المشترط حفظ القرآن الكريم كاملاً وسؤال المتسابق فى الحديث والتفسير والفقه والعقائد وقياس التوجه الفكرى والسمات الشخصية واللغة العربية والإلقاء، ويشترط فى المتقدم أن يكون مصرى الجنسية وحسن السير والسلوك، حيث تتحرى الوزارة عن المتقدم حال نجاحه فى الاختبارات.

وفي تصريح خاص لـ مصراوي، قال الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، إن الأصل في الأشياء الإباحة، وأن يكون المنع بسبب واضح ومحدد، معتبرًا أن الفتوى تختلف عن الدعوة، ولا بد من ترك المجال واسعاً للدعوة إلى الله دون أي تضييق.

وشدد "طايع" في الوقت ذاته على حماية الشأن العام والالتزام بضوابط الأمن الديني بتجنب الحديث عن أمور محظورة تتعلق بالفتاوى، موجبًا حديث المؤسسات الرسمية متمثلة في دار الإفتاء عن هذا الشأن.

واقترح رئيس القطاع الديني مواضيع هامة يكون من الخير تناولها في رمضان 2018 في مقدمتها الأخلاقيات والقيم الروحية والحديث عن آفات القلوب وعدم الانجراف وراء تيار صغائر الحياة الدنيا والتركيز على المواطنة وقبول الآخر.

توجه "مصراوي" إلى الدكتور ياسر عبدالعزيز، الخبير الإعلامي، الذي وضع أرضية خاصة لتناول السؤال حول وضع قائمة دعاة الفضائيات، وهي أن الرجال تُعرف بالحق ولا يُعرف الحق بالرجال، موضحًا أن تحديد أسماء معينة للحديث عن الدعوة الإسلامية أمر خاطئ وبمثابة قصر الفهم على هؤلاء فقط.

وأكد الخبير الإعلامي أنه لا يجوز لأي سلطة تحديد من يتحدث وحصرها في قوائم، بل من الأولى المحاسبة حال وجود خطأ في الخطاب الديني، محاسبة نهائية على مجمل التصريحات والأفكار.

واشترط عبدالعزيز على المتصدين للدعوة بالفضائيات عوامل لتجنب الخطأ، تتمثل في تقديم معلومات هامة للجمهور، ومصادر ذات مصداقية ومرجعية دينية صحيحة، تشتمل على لغة قوية خالية من أية محاولات لازدراء أديان وعدم تقديم أشياء خرافية.

كان جدل يصل إلى حد السخرية أثير مؤخراً بين رواد السوشيال ميديا بعد نشر الفنانة سما المصري عبر حسابها على إنستجرام، مجموعة صور تظهر فيها بالحجاب، وكتبت أنها من البرنامج الذي كانت قد أعلنت عنه في العام الماضي، ولم تُعلن على أي قناة فضائية سيتم عرضه، أم أن العرض سيكون عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي.

وعلقت سما على الصور قائلة: "قريبًا في رمضان.. البرنامج الديني الاجتماعي الذي طال انتظاره (أهل العلم).. أتمنى أن ينال إعجابكم بإذن الله.. كل سنة وانتوا طيبين ورمضان كريم".