إعلان

الشيخ معوض إبراهيم العلاَّمة المُعَمِّر أقدم خريج أزهري.. 80 عاماً علماً وأدباً

04:07 م الخميس 21 يونيو 2018

كتب - هاني ضوه وأحمد الجندي:

فقد الأزهر الشريف، أمس الأربعاء، عالماً جليلاً وشيخاً من أبرز وأكبر شيوخه الأجلاء، يُعد الأكثر عمراً وعطاء على مر 106 أعوام قضاها بين أروقته وأعمدته يقدم العلوم الشرعية للأجيال الناشئة والشيوخ والعلماء، وقد تتلمذ على يديه شيوخ وعلماء كبار نهلوا كثيراً من علمه وفضله، وتخرج على يديه أكابر علماء العصر من مشايخ مصر الكرام الذين ملأوا الكون نورًا وعلمًا وأدبًا.. هو الشيخ العلامة المعمر معوض عوض إبراهيم، أكبر علماء الأزهر الشريف على وجه الأرض وكان يُلقب بشيخ علماء الأزهر الشريف، حيث يعد أقدم خريج أزهري وأكبر المحدثين في العالم الإسلامي سنًا، والذي انتقل إلى رحمة الله عمر ناهز 106 سنوات قضاها في رحاب الأزهر الشريف متعلمًا، ومُعلمًا يفيض بعلمه على كل من حوله.

ولد الشيخ معوض بقرية كفر الترعة الجديد، بمركز شربين بمحافظة الدقهلية عام 1912م، وأتم حفظ القرآن الكريم في قريته، وتدرج في التعليم الأزهري حتى حصل على الماجستير في الدعوة الإسلامية.

عاصر فضيلة الشيخ معوض عوض إبراهيم الخديو عباس حلمي الثاني، وسلّم عليه عندما زار قريته، والسلطان حسين كامل، والملك فؤاد الأول الذي التقى به في إحدى المرات، والملك فاروق الذي أهدى الشيخ معوض شال كشيمر حينما كان خطيبًا للمسجد الذى صلى به، كما عاصر جميع رؤساء مصر منذ قيام الجمهورية المصرية وحتى اليوم.

وقد عاصر الشيخ معوض أكابر علماء الأزهر الشريف من جيل العمالقة وتتلمذ على أيديهم وشهدوا له بالنبوغ، فتلقى العلم عن العالم الكبير الشيخ محمد الأودن أستاذ أصول الدين وكبير العلماء في عصره، والشيخ على سرور الزنكلوني، والشيخ محمد أبو زهرة، العلامة الجليل محمد عبد العظيم الزرقاني، كما درس على يد فضيلة الشيخ الإمام الفقيه العلامة الشيخ عبد الله المشد، وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر محمد مصطفي المراغي، وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر محمد الخضر حسين، وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر عبد الرحمن تاج، وفضيلة الشيخ الإمام الأكبر شيخ الأزهر محمود شلتوت، وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر العالم الجليل الدكتور عبد الحليم محمود.

ويعد الشيخ معوض صاحب أعلى سند مصرى بروايته عن الشيخ على سرور الزنكلوني بأسانيده. ومن الأعلام الذين عاصرهم الشيخ معوض كذلك وكانت بينه وبينهم مواقف وذكريات يتجلى فيها ارتباط الشيخ بالأكابر من العلماء على رأسهم الإمام العلامة فقيه الشام الشيخ الصيدلاني أبي اليسر عابدين حفيد الإمام العلامة الكبير صاحب الحاشية المعروفة بحاشية ابن عابدين، الذي استمع إلى محاضرة في الفقه المقارن لفضيلة الشيخ معوض التي ألقاها على طلاب كلية الشريعة، وقد كان فضيلة الشيخ معوض حينئذ أستاذاً في الكلية الشرعية بلبنان وفرح الإمام الفقيه الصيدلاني علامة الشام الشيخ أبو اليسر بما قاله الشيخ وبما قاله طلابه، وربت على الكتف الأيسر للشيخ معوض ودعا له بالخير.

وكان الشيخ رحمه الله أديبًا وشاعرًا مشهود له، حتى إن الأديب الكبير عباس محمود العقاد كان أول من أُعجب به، وتنبَّه لموهبته الأدبية، فنشر له قصيدة فى مجلة السياسة الأسبوعية بعنوان: «استعذاب العذاب».

وقد مدحه الشاعر عبدالرحمن نجا في ديوانه «في رحاب الله والوطن» المطبوع 1970 بقوله:

إلى معوض إبراهيم أهديها *** قصائد فى رحاب الله أنشيها

يا من نشرت لدين الله رايته *** من بعد ما كادت الأحداث تطويها

قد بارك الله جهدا أنت تبذله *** به الشريعة قـد نالت أمـانيها.

كان بيت الشيخ معوض في المطرية قبلة العلماء وطلبة العلم من مختلف بقاع العالم وظل كذلك حتى قبيل وفاته رغم مرضه وضعف سمعه وبصره إلا أنه كان يستقبل محبيه في بيته ويفيدهم من علمه، وقد أكرمني الله بزيارته عدة مرات في بيه العامر، كما أنه كان حريصًا على تلبيه الدعوات التي تأتيه لمختلف المؤتمرات والندوات قدر استطاعته ولا يبخل على أحد من مريديه بعلم أو نصيحة أو دعاء.

بدأ الشيخ الراحل الكتابة منذ عام 1939م في مجلات: "نور الإسلام"، و "هدي الإسلام"، و"منبر الشرق"، و "مجلة الأزهر" التي كتب لها منذ عام 1953م، ومجلة "منبر الإسلام"، ومجلة "الوعي الإسلامي" بالكويت، ومجلة العرفان اللبنانية، ومجلة الهداية البحرانية ومجلة البلاغ الكويتية ومجلة النهضة واليقظة الكويتية و"حضارة الإسلام" في سوريا، ومجلة "البحوث الإسلامية" في باكستان، ومجلة "البحوث الإسلامية" في الرياض، ومجلة "الجامعة الإسلامية" في المدينة المنورة، ومجلة "العرفان" في صيدا وبيروت، ومجلة "اليقين" في الهند وغيرها من المجلات والجرائد اليومية كجريدة الرياض السعودية وغيرها من الصحف والمجلات العربية والمصرية.

زادت مؤلفاته على 18 كتاباً وديوان شعر طبعت في مصر وغيرها من الدول العربية ومنها: "الإسلام والأسرة السعيدة" طبع في بيروت 1960م، قبس من الإسلام "طبع في بيروت 1962م وطبع مرة أخرى بعنوان "عناصر الإسلام وطرق هديه"، "إنسانية العبادات في الإسلام"، في القاهرة 1970م، "ملامح من هذا الدين"، في القاهرة طبعة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية 1970م، "مع الإمام البخاري في كتاب العلم من صحيحه"، طبع بالكويت 1982م، "فلسطين وكيف نستردها عربية مسلمة"، وغيرها من الكتب والمؤلفات.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان