تحت جُنح الظلام.. أكثر من 1400 مستوطن يهودي يقتحمون "قبر يوسف"
القاهرة- مصراوي:
رصدت وحدة الرصد التابعة للأزهر الشريف اقتحام أكثر من 1400 مستوطن يهودي قبر يوسف "مقام يوسف" تحت جنح الظلام وبرفقة حراسة مشددة من قبل قوات الاحتلال لأداء طقوس تلمودية؛ مدعين أن المكان يضم رفات النبي "يوسف" عليه السلام، وأنه حق تاريخي لهم؛ الأمر الذي نتج عنه مواجهات عنيفة مع الفلسطينيين الذين حاولوا التصدي لهؤلاء المستوطنين اليهود.
وقالت وحدة الرصد باللغة العبرية، في بيان عبر صفحتها الرئيسية بـ"فيسبوك"، إن مصادر فلسطينية أفادت بأن قوات الاحتلال استعملت الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع، ضد الفلسطينيين، سعيًا لتسهيل عملية الاقتحام الكبيرة للمستوطنين. وأسفرت المواجهات عن إصابة نحو 50 فلسطينيًا من بينهم صحفية، وذلك بسبب إطلاق قوات الاحتلال الرصاص الحي والمطاطي، كما أُصيب آخرون بحالات اختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع.
وأضاف المرصد أنه كان على رأس هؤلاء المستوطنين "يوسي داجان"، رئيس مجلس السامرة الإقليمي، الذى طالب حكومة الاحتلال بإعادة التواجد اليهودي في هذا المكان، قائلًا: "لن نهدأ ونستريح حتى يرفرف العلم الإسرائيلي هنا مرة أخرى؛ فالقلب محبورٌ من جانب؛ لرؤية أناس من كل أرجاء إسرائيل وخارجها، ومن جانب آخر يعاني الأمرين؛ لأننا يتحتم علينا القدوم هنا ليلًا؛ ومن ثم نطالب الحكومة من هنا بالتواجد بصورة كبيرة في "قبر يوسف".
يذكر أن "قبر" أو "مقام يوسف"، يشكل خلال السنوات الأخيرة، عنوان صراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بعد أن أصبح مزارًا معتادًا للمستوطنين، على الرغم من أن العديد من الدراسات التاريخية والأبحاث الأثرية تنفي الادعاءات الصهيونية بأن المكان يعود للنبي "يوسف" عليه السلام.
وفي نفس السياق، ذكر المرصد أن منظمات الهيكل المزعوم، تنظم، في شهر أغسطس القادم، مسيرات للأطفال اليهود الصغار لاقتحام ساحات المسجد الأقصى المبارك، مطالبين إياهم بارتداء ملابس بيضاء، وأحذية من القماش. كما وجه الحاخام "رفائيل موريس" رئيس حركة "عائدون إلى الهيكل" خطابًا إلى الحركات الرافضة لدخول ساحات الحرم القدسي الشريف الآن، لدراسة موضوع زيارة الحرم من عدمه.
ويدين مرصد الأزهر الشريف استمرار الهجمة الإرهابية للمستوطنين على مقدسات وممتلكات الشعب الفلسطيني، بتشجيع وحماية من حكومة الاحتلال الإسرائيلي. ويؤكد أن تلك المزاعم اليهودية حول "قبر يوسف" لا أساس لها من الصحة، حيث إن علماء الآثار نفوا الرواية اليهودية، التي تقول إن عظام النبي "يوسف بن يعقوب" عليهما السلام أُحضرت من مصر ودُفنت في هذا المكان، قائلين إن "عمر المكان لا يتجاوز بضعة قرون، وإنه مقام لشيخ مسلم اسمه "يوسف الدويكات".
كما أثبت الكثير من الدراسات التي أجريت للمقام، أنه بناء إسلامي، يخلو من أية إشارات أثرية أو تاريخية تدل على الفترة التي عاش فيها النبي "يوسف" قبل 3500 عامًا، أي في العنصر البرونزي، وهذا يؤكد الرواية التاريخية التي تقول إنه يعود لولي صالح سكن المنطقة قديمًا". هذا بالإضافة إلى أن التاريخ لم يذكر مكان دفن الأنبياء بشكلٍ مؤكدٍ ودقيق سوى نبي واحد، وهو سيدنا "محمد" عليه الصلاة والسلام، خاتم الأنبياء والمرسلين.
فيديو قد يعجبك: