مع بدء العام الدراسي الجديد.. مبادئ مهمة في التعامل مع الأطفال اقتداءً بالرسول
كتبت - سارة عبد الخالق:
الطفل في الإسلام له حقوق لا ينبغي للآباء أن يفرطوا فيها، وبعض هذه الحقوق من الواجبات، وبعضها من السنن والآداب، وينبغي إعطاء هذه الحقوق للأبناء حتى يؤدي الأب ما افترض الله عليه، ويترك في الدنيا ولدًا صالحًا يدعو له، كما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه عند أبي نعيم في "الحلية" أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "حق الولد على والده أن يحسن اسمه، ويعلمه الكتاب، ويزوجه إن أدرك".
ويبذل الآباء والأمهات قصارى جهدهم لتعليم أطفالهم تعليماً مناسباً، وأن ينعموا ببيئة صالحة وبمستوى راق في التعامل والتربية الصحيحة، ولعل أفضل ما يقتدى به في التعامل مع الأطفال، تزامناً مع بدء العام الدراسي الجديد، هو نبي الرحمة محمد - صلوات الله عليه - الذي أعطى نموذجاً واضحاً ومثالاً يحتذى به للآباء والأمهات والمعلمين وكل من يتعامل مع هذه الفئة العمرية في كيفية التعامل معهم.
وقد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم الأسوة الحسنة خير من يقوم بكفالة الحقوق التعليمية وأدائها ويظهر هذا في أمثلة كثيرة منها قيامه (ص) بتعليم ابن عباس رضي الله عنهما فقد قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا غلام إني معلمك كلمات، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن يضروك لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله لك، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك فلن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، رفعت الأقلام وجفت الصحف).
ومن مبادئ التربية الصحيحة، تقول الكاتبة أمل إبراهيم الخطيب في كتابها (الوجيز في تربية الطفل في الإسلام)، حيث تضمن وصايا النبي في حسن معاملة الأطفال باللين والرفق: "اهتم النبي - صلى الله عليه وسلم- بالأطفال فكان يوصي بمعاملة الأطفال معاملة لينة، ويضرب المثل الأعلى بنفسه فيلاطفهم ويداعبهم، فكان - صلوات الله عليه - يقبّل الحسن والحسين ويلاعبهما - رضوان الله عليهما -، وكان يسمح للأطفال أن يجلسوا معه في مجلسه ويخاطبهم بأسلوب سهل يتناسب مع قدراتهم".
ونبهت الكاتبة إلى ضرورة اتباع الآباء والأمهات نهج رسول الله- صلى الله عليه وسلم - مع الأطفال قائلة: "على الآباء أن يتعاملوا برفق، ويختاروا لأولادهم أفضل المعلمين تعليماً وتأديباً ليقوموا بتنشئة الطفل على أساس العقيدة وتعاليم الإسلام لإكسابهم الحسن بتقوى الله".
فاللطف والتعامل مع الأطفال بلين ورحمة من الأمور الهامة التي حرص عليها النبي- صلوات الله عليه- في التعامل مع الأطفال، وهذا الأمر يجب الاهتمام به وأخذه بعين الاعتبار عند التعامل مع هؤلاء الضعفاء الصغار خاصة مع بداية العام الدراسي حيث تبدأ تظهر شكاوى من أولياء الأمور في بعض المدارس نظرا لتعرض أطفالهم للضرب من المدرسين والمدرسات وهذا ما ترفضه الأسرة، ويرفضه ديننا الحنيف، حيث جاء في فتوى سابقة لفضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة نشرت على موقع دار الإفتاء المصرية بخصوص هذا الشأن، قال فيها: "الإسلام هو دين الرحمة، وقد وصف الله حبيبه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم بأنه رحمة للعالمين؛ فقال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ (الأنبياء: 107)، وأولى الناس بالرحمة هم الأطفال؛ لضعفهم واحتياجهم الدائم إلى من يقوم بشئونهم، حتى جعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عدم رحمة الصغير مِن الكبائر؛ فقال: (ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف شرف كبيرنا)- رواه الترمذي، ولم يرد عنه أنه ضرب طفلًا قَطُّ، فوجب على المعلمين أن يقتدوا بسيرته العطرة في ذلك".
كانت دار الافتاء المصرية أصدرت كتيباً للأطفال يتضمن نصائح للآباء عليهم أن يعلموها لأطفالهم، وجاءت كالتالى:
1. ربوا أولادكم على مراقبة اللَّه فى السر والعلن وسيتولد لديهم دافع من أنفسهم على فعل الخير.
2. سارعوا بتحفيظ أولادكم القرآن الكريم لتترسخ فى أنفسهم المعانى الفاضلة والأخلاق القويمة.
3. لا تضربوا أولادكم لأن هذا السلوك يولد لديهم عادةً سلوكًا عدوانيًّا، وكراهية لمن يقوم على تربيتهم.
4. على الزوجين ألا يظهرا خلافاتهما أمام الأبناء؛ فقد يتسبب ذلك فى افتقادهم للاستقرار النفسى والإحساس بالأمان.
5. لا تشتدوا على أولادكم فى النصيحة، ولا تُغلظوا عليهم؛ لئلا يملوا وينصرفوا عن قبول النصح.
6. لا تكذبوا على أولادكم حتى فى أتفه الأشياء؛ فيعتادوا الكذب.
7. تذكروا دائمًا أنكم المثل الأعلى لأولادكم؛ فافعلوا ما تحبون أن يقلدوكم فيه.
8. تواصلوا مع أولادكم، وشاركوهم الحديث فى مختلف مجالات المجتمع؛ ليكتمل نُضجهم الفكرى.
9. احتضنوا أولادكم، وأظهروا لهم المحبة والاهتمام؛ لحمايتهم من الانحراف والتطرف.
10. لا تُشعروا أولادكم بالميل إلى أحدهم دون غيره، مخافة أن تنشأ بينهم الكراهية والحسد.
فيديو قد يعجبك: