في ذكرى توليه المشيخة.. الإمام الجيزاوي الذي وقف أمام الاحتلال الإنجليزي وأصلح نظام التعليم بالأزهر
كتبت- آمال سامي:
كان محمد أبو الفضل الجيزاوي يقود الأزهر في مرحلة شديدة الحساسية في تاريخه، وذلك في أثناء ثورة 1919، واستطاع أن يعبر به تلك المرحلة الصعبة محافظًا على استقلاليته ووطنيته، فعند اندلاع الثورة طلب المندوب السامي البريطاني منه إغلاق الأزهر لكنه رفض رفضًا تامًا، وقاد الأزهر مع كبار علمائه في مقاومة الاستعمار، وظل متوليًا المشيخة حتى وفاته عام 1927.
ولد الشيخ الجيزاوي عام 1264هـ/ 1847م، بقرية وراق الحضر بمحافظة الجيزة. أتم حفظ القرآن الكريم عام 1855م وبعدها ألتحق بالأزهر. وقد صدر القرار بتعيين الجيزاوي شيخًا للأزهر في مثل هذا اليوم أول أكتوبر عام 1907 ومع مشيخة الأزهر تولى رئاسة المعاهد الدينية، وكان له دور كبير في إصلاح الأزهر سواء من قبل توليه المشيخة أو بعده، وظل في المشيخة حتى وفاته عام 1927م.
في عهد الجيزاوي خرجت أولى المظاهرات ضد الاحتلال من الأزهر الشريف، وكان من الأزهر أول شهيد في ثورة 1919، وكان علماء الأزهر يقودون الثورة وينظمون صفوفها، وكانت اجتماعات زعماء الثورة تتم في ساحات الجامع الأزهر، ونتيجة لذلك الدور القوي للأزهر حاول الإنجليز تقويض دوره منذ رفض الجيزاوي إغلاق الازهر، فعدل اللورد كرومر نظام التعليم في مصر، حسب جريدة النهار، وسحب الامتيازات من الدارسين في الأزهر ومنحها لنظام التعليم المدني، وحاول الإنجليز سرقة وتخريب المسجد حتى سرقوا منبره الأصلي والتاريخي وهو مازال موجودًا حتى الآن في أحد المتاحف البريطانية.
أصدر الجيزاوي قانون عام 1923 كخطوة من خطوات إصلاح التعليم في الأزهر، حيث أنقص القانون كل مرحلة من مراحل التعليم بالأزهر إلى أربع سنوات فقط، واستحدث التخصص الذي يلتحق به الطالب بعد انتهائه من الشهادة العلمية وجعل أقسامه: التفسير والحديث، والفقه والأصول، والنحو والصرف، والبلاغة والأدب، والتوحيد والمنطق، والتاريخ والأخلاق. وبعد ذلك بعامين شكل لجنة لإصلاح التعليم أيضًا وكان من بين ما اقترحته تلك اللجنة هو تدريس العلوم الرياضية في المرحلة الابتدائية والثانوية الأزهرية واعتبارهما مرحلتي ثقافة عامة، والتركيز على العلوم الدينية والعربية في الأقسام العليا والتخصصات، وأيضًا السماح لخريجي الأزهر بالتدريس في مدارس وزارة المعارف.
فيديو قد يعجبك: