مفتي تايلاند لمصراوي: مسلمو بلادنا يعيشون في سلام برعاية "الأزهر والإفتاء"

حوار وتصوير- محمد قادوس وسماح محمد

على هامش مؤتمر الأمانة العامة لدور هيئات الإفتاء في العالم، والذي عقد 16 أكتوبر الحالي تحت عنوان "الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي" التقى مصراوي بالدكتور سوتام برنماليرت "مبروك يونس حسن" شيخ الإسلام في تايلاند، ودار حوار سريع حول دور الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية في دعم أواصر المحبة والسلام مع مسلمي الهنج.

- ما المشاكل التي يواجهها الإسلام والمسلمون في تايلاند؟

يعيش المسلمون وغير المسلمين في سلام وأمان، ولا تعاني تايلاند من مشكلات التطرف العرقي والإرهاب الذي نسمع عنه جميعا، إلا في حالات نادرة جد،ا ولهذا فهي لا تؤثر تمامًا على الشعب التايلاندي.

- هل هناك دعوات لتجديد الخطاب الديني أو توحيد خطبة الجمعة؟

لا نسعى لتجديد الخطاب الديني في بلادنا، وكذلك خطبة الجمعة لا نفرض فيها حوارًا معينا فلكل خطيب الحرية المطلقة ما لم يؤثر بالسلب في المصلحة العامة للبلاد.

- ما رأيك في المؤتمر الذي تقوم به دار الإفتاء المصرية كل سنة؟

هو صمام أمان من الاختلافات الفكرية؛ نظرا لاختلاف المفاهيم وعقليات واللغات بين مسلمي العالم، والتي قال فيها المولى- عز وجل- في الآية 54 من سورة الكهف {وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا}، وهذا يعني أن الإنسان بطبيعته يميل إلى الجدل؛ ما يخلق معه حالة من التخبط نظرا للاختلاف فيأتي هذا المؤتمر لتحسين وتصحيح الفكر للتقليل من الاختلاف وآثاره.

- ماذا عن دار الإفتاء لديكم ومنصب المفتي؟

"المفتي يأخذ منصب شيخ الإسلام؛ ودار الإفتاء عندنا مكونة من حوالي 25 - 30 عضوًا لهيئة كبار العلماء يتشاورن في الأسئلة الواردة إليهم، والذى يجيب عن السؤال كل العلماء مش المفتي بس.

- ما نسبة الفتاوى المتعلقة ببعض القضايا كالطلاق مثلا؟

موضوع الطلاق موجود بنسبة قليلة؛ نظرا لوجود ما يسمى بـ"دار الإصلاح" تقوم بالإصلاح بين الزوجين، بعدما يتوجهان إليه بالمشكلة ويقوم بدوره بحل ما يقرب من 80% من المشكلات الواردة إليه، وإن لم يتم الصلح هنا تأتى المشكلة الأسرية إلى دار الإفتاء للبت فيها.

- ما أكثر الفتاوى الواردة إليكم بالدار؟

فتاوى المعيشة بحكم معيشتنا مع البوذيين، وما يترتب على ذلك من مشاكل في المأكل والمشرب والملبس ما بين الحلال والحرام.

- وهل توجد حالات زواج بين مسلمين وبوذيين؟

نسبة ضئيلة، فنسبة المسلمين في تايلاند من 7 - 10 ملايين من بين 80 مليونًا من التايلانديين.

- ظاهرة الإسلاموفوبيا.. هل توجد في تايلاند؟

بدأت في الظهور، ولكننا نسعى جاهدين للسيطرة عليها بتصحيح المفاهيم والتعامل مع من يفعل هذه الأفعال بسماحة الإسلام.

- عن الذبح الشرعي.. هل توجد مأكولات في تايلاند غير محللة للمسلم؟

"المفرخانة" في تايلاند معظم أصحابهم مسلمون والذبح 80% بيكون على الشريعة الإسلامية، وهم يشترون اللحم من المسلمين، ويطبخونه على طريقتهم، ويدخل فيه المحرمات، مثل الخمر أو أشياء أخرى غير مباحة للمسلمين وطبعا فيه حاجات محرمات أصلا مثل الخنزير والكلب والحمار والنسر والفيل.

- كيف ساهمت المؤتمرات السابقة في حل المشكلات والاختلافات في الفتوى والفقه بتايلاند؟

الاختلاف الفكري موجود عندنا في تايلاند بنسبه بسيطة، فتايلاند تسير على المذهب الشافعي و90 - 95% على المذهب الشافعي، وليس لدينا مشاكل في الفكر.

- هل هناك أئمة يتدربون في أكاديمية الأزهر الشريف أو الأوقاف المصرية؟

نعم، ونحن نقوم بدورنا بعمل دورات للخطباء في أكاديمية بتايلاند أيضًا، ويشرف على هذه الأكاديمية مكتب شيخ الإسلام كجهة وحيدة مسؤولة عن المسلمين في تايلاند.

- كيف يتم اختيار شيخ الإسلام في تايلاند؟

كل حي له مسجد والأهالي يختارون إمام المسجد بالتصويت، ويكون بترشيح أكثر من شخص تنطبق عليه المواصفات، ويتم الاختيار بينهم بالتصويت.

ثم مجلس الإسلام في المحافظة ومن يختار العضو في مجلس الإسلام هم الأئمة في المحافظة.

وبعد ذلك يأتي إلى المكتب الإسلامي التايلاندي، وهذا على مستوي تايلاند كلها، والذي يختار العضو هو "رئيس مجلس الإسلام" في المحافظة، وكذلك لنفس الشخص الحق في اختيار شيخ الإسلام.

- هل المسلمون رجالا ونساء لهم حق اعتلاء المناصب والمشاركة في العمل العام؟

نحن في تايلاند أخذنا حقوقنا كاملة يعني لو فيه واحد مسلم له مؤهلات منصب عالٍ يتولاه، وكذلك للمرأة أيضا مكانها في البرلمان، وفي البرلمان 15 عضوا وأيضا مجلس الوزراء به نائب رئيس الوزراء ووزير ونائب وزير مسلمون.

- كيف ينظر مسلمو تايلاند للأزهر الشريف؟

يعتبرونه منارة الإسلام وليس لتايلاند فقط، ولكن للعالم كله.