لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ما حكم الشرع فيمن يتسبب بالإهمال في أذى للغير؟.. أستاذ شريعة يجيب

07:00 ص الإثنين 07 أكتوبر 2019

أرشيفية

كتبت - سماح محمد:

ورد سؤال إلى الدكتور محمد قاسم المنسي - أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة القاهرة - يقول: "من الأخطاء التي تقع بسبب الإهمال ترك بالوعات الصرف بلا غطاء وترك صنابير المياه مفتوحة؛ وكذلك ترك أسلاك الكهرباء مكشوفة مما يتسبب في حوادث كثيرة، فما حكم الشرع فيمن يتسبب في هذه الأخطاء".

فأجاب المنسي قائلا: إن هذه الأخطاء الناتجة عن الإهمال ينبغي أن تواجه شرعًا وقانونًا؛ أما شرعًا فإنهم قد ارتكبوا إثمًا عظيمًا أدى إلى إزهاق أرواح سوف يسألون عنها يوم القيامة، أما قانونًا فعلى الجهات المسئولة أن توقع العقاب الشديد على من يهملون في أعمالهم ويتسببون في إزهاق أرواح بريئة وعليها تحمل مسئولية ما تسببوا فيه من إهمال، إعمالًا بقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُل رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ".

وأضاف أستاذ الشريعة من خلال إجابته على سؤال ورد إليه من خلال برنامج "بريد الإسلام" المذاع عبر أثير إذاعة القرآن الكريم أن من محاسن الشريعة ومكارمها عنايتها وحرصها على الحفاظ على حياة البشر من كل صور العدوان، وقد جعل الله أمرها بيده سبحانه وتعالى، كما أن حفظ الحياة وحفظ النفس مقصدًا من مقاصد الشريعة العليا، كما أكدت الشريعة ضرورة المحافظة على حياة الناس وعدم المساس بها في العديد من آيات كتاب الله سبحانه وتعالى؛ منها قول الله عز وجل: {مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَد جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِك فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ}.. [المائدة : 32]، وقوله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا}.. [الإسراء : 33].

واستشهد المنسي بما جاء بالسنة النبوية المطهرة والتي أكد فيها النبي صلى الله عليه وسلم على حرمة الاعتداء على النفس الإنسانية في قوله صلى الله عليه وسلم: "لزوال الدنيا أهون على الله عز وجل من سفك دم مسلم بغير حق".

وتابع المنسى: "لا شك أن صور الإهمال التي تقع كثيرًا في حياتنا وتؤدى إلى إزهاق أرواح تعد نوعًا من العدوان على حياة البشر، وفي الوقت نفسه جعلت الشريعة الاهتمام بالطريق أمر غاية في الأهمية لأنه مرفق عام يستخدمه الناس جميعًا، ومن ثم لا بد أن يكون آمنًا وخاليًا من كل ما يسبب الأذى لمن يستعملونه".

كما أكد أن هناك مسئولية شرعية تدخل في إطار تغيير المنكر استنادًا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه؛ وذلك أضعف الإيمان"، وتغيير المنكر باليد يكون بإغلاق الحفر وتغطية البالوعات ومخاطبة الجهة المختصة لتولي الأمر.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان