- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
بقلم: رضا محمود السباعي
عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر
أعلن الأزهر الشريف يوم الثاني عشر من نوفمبر عام ألفين وتسعة عشر من الميلاد، خلال صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي" فيس بوك" أنه سيعقد مؤتمرًا عالميًّا لتجديد الفكر الديني في يناير المقبل.
وتلقت مؤسسة الأزهر الشريف إخطارًا من رئاسة الجمهورية برعاية سعادة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي يؤكد على حضور سعادته المؤتمر والذي يحمل عنوان: "مؤتمر الأزهر العالمي لتجديد الفكر والعلوم الإسلامية".
وحرصًا من الأزهر فقد عقد مجموعة من ورش العمل ضمَّت ممثلين عن مختلف المؤسسات، بغرض الوقوف على أبرز القضايا الملحة عندهم؛ من أجل النظر فيها وإبداء الرأي الشرعي الذي يتوافق ونصوص الشريعة الإسلامية ومقتضيات الواقع المعاصر، ويعزم على مواصلة حواره الجاد مع مختلف فئات المجتمع حول تحديات تجديد الفكر الديني.
وأوضح الأزهر الشريف في بيانه أنه سوف يشارك بالمؤتمر علماء متخصصون من أنحاء العالم الإسلامي، إذ يأتي هذا المؤتمر العالمي للتجديد ضمن عملية التجديد المستمرة والممنهجة التي يقوم بها منذ فترة كبيرة.
السادة القراء،
حري بنا أن نعرفكم من خلال مقالات متعددة على المنهجية التي اتبعها الأزهر في تجديد الفكر والعلوم الإسلامية، ونقصد بلفظ "المنهجية" هنا: الطرق الواضحة والوسائل الرئيسة التي اعتمد عليها الأزهر الشريف وفق خطة مدروسة لتجديد الفكر والعلوم الإسلامية.
وبدءًا قبل الحديث عن الطُرق التي اعتمدها الأزهر في التجديد نطرح سؤالًا: هل يؤمن الأزهر بالتجديد أم لا؟
ولعل الدافع لطرح هذا التساؤل ما نراه من حالة التشكيك التي يثيرها بعضهم حول مدى إيمان الأزهر بضرورة التجديد وحتميته، وقد أجاب الأزهر على هذا التساؤل نظريا وعمليا، إذ أكد الإمام الطيب – حفظه الله -: "أن التجديد هو خاصة لازمة من خواص دين الإسلام، نبه عليها النبي صلى الله عليه وسلم فى قوله الشريف: «إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها»، وهذا هو دليل النقل على وجود التجديد في الدين.
أما دليل العقل، فهو أن رسالة الإسلام رسالة عامة للناس جميعًا، وأنها باقية وصالحة لكل زمان ومكان، وباعتبار كون النصوص محدودة، والحادثات لا محدودة، وجب إقرار فرضية التجديد آلة محتمة لاستكشاف حكم الله في هذه الحوادث " - مقال: الأزهر وتجديد الفكر الديني، لفضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور/ أحمد الطيب، جريدة صوت الأزهر، الأربعاء، 30 يناير2019م). - لذا حرص الأزهر الشريف على تجديد الفكر الديني بشكل عملي، وفق منهجية متدرجة، بيانها كما يلي:
المنهجية الأولى: تحديد مفهوم «التجديد»، أصبح مفهوم "تجديد الفكر الديني" من أكثر المفاهيم جدلا في العصر الحديث، وفور تزايد دعاوى التجديد في العصر الحاضر بشكل كبير، وتعالي أصوات المنادين به، أدرك الأزهر الشريف – كما يقول فضيلة الإمام الأكبر - أن "موضوع «تجديد الفكر الديني»، أو: «تجديد الخطاب الديني» الذى يدور على ألسنة الكثير وأقلامهم فى الآونة الأخيرة وعلى شاشات الفضائيات وصفحات الجرائد، يزداد غموضًا وإبهامًا والتباسًا من كثرة ما تناولته وسائل الإعلام، بغير إعداد علمي كاف لبيان مفهوم التجديد، وتحديد ما هو الخطاب الذى يراد له التجديد، وهل صحيح أن ما سموه بالخطاب الديني كان هو وحده أصل الأزمات التي يعانى منها العالم العربي أمنيًا وسياسيًا وأساس التحديات التي تقف عائقاً أمام نهضته وتقدمه.
ويكفيك دليلاً على هذا التخبط فى تناول تجديد الخطاب الديني أنك تسمع بعض الأصوات تنادى بإلغاء الخطاب الديني جملة وتفصيلاً، وتراه جزءا من الأزمة، بل تراه نفسه الأزمة، وليس حلًا لها، وهؤلاء لا يفصحون عن مقتضى دعوتهم، وما يأملونه من تحويل مؤسسة الأزهر إلى متحف من متاحف التاريخ، بكل تجلياتها العلمية والروحية والثقافية، وعبر أكثر من عشرة قرون، وبعد أن أضحى الغرب والشرق يقران بأنها أقدم وأكبر جامعة على أديم الأرض.
ويقابل ضجيج هذي الأصوات أصواتًا تنبعث من العدوة القصوى، لا تفهم من تجديد الخطاب الديني إلا العودة وفقط، العودة – كما يزعمون-إلى ما كان عليه سالف الأمة وصالح المؤمنين فى القرون الثلاثة الأولى، وهؤلاء أيضًا يحلمون باليوم الذي يضعون فيه أيديهم على مؤسسة الأزهر، ويجمدون برسالته وعلومه ودعوته عند حدود التعبد بمذهب واحد، واعتقاد معين، وأشكال ورسوم يرونها الدين لا غير.
وهؤلاء يهددون سماحة هذا الدين الحنيف، وشريعته التي تأسست على التعددية، واختلاف الرأي فى حرية لا نعرف لها نظيراً فى الشرائع الأخرى." (مقال: الأزهر وتجديد الفكر الديني، لفضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور/ أحمد الطيب، جريدة صوت الأزهر، الأربعاء، 30 يناير 2019م).
لذا عكف الأزهر على تحديد مفهوم التجديد، بعيدًا عن الإفراط أو التفريط، ليؤكد أن مفهوم التجديد الصحيح هو: "إمعان النظر فى نصوص القرآن والسنة والأحكام الفقهية، وإعادة قراءاتها قراءة ملتزمة بكل القواعد التي حرص عليها أئمة التفسير والحديث والأصول، بهدف تحديد الموقف الشرعي من القضايا المعاصرة الملحة التي تتطلب حلًا شرعيًا يطمئن إليه العلماء والمتخصصون".(مقال: الأزهر وتجديد الفكر الديني، لفضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور/ أحمد الطيب، جريدة صوت الزهر، الأربعاء، 30/ يناير/ 2019م).
ولم يقف الأزهر عند حد التنظير في عملية التجديد التي ينشدها؛ بل راح يحدد المسارات الصحيحة التي يجب أن يُعتمد عليها في التجديد، لتشمل مسارين:
أولهما: "يُنطلق فيه من القرآن والسنة أولًا وبشكل أساس، ثم مما يتناسب ومفاهيم العصر من كنوز التراث بعد ذلك، وليس المطلوب - بطبيعة الحال - خطابًا شموليًا لا تتعدد فيه الآراء ولا وجهات النظر، فمثل هذا الخطاب لم يعرفه الإسلام فى أي عصر من عصور الازدهار أو الضعف، وإنما المطلوب خطاب خال من الصراع ونفى الآخر، واحتكار الحقيقة فى مذهب، ومصادرتها لمذهب آخر مماثل.
والثاني: ننفتح فيه على الآخرين، بهدف استكشاف عناصر التقاء يمكن توظيفها فى تشكيل إطار ثقافي عام يتصالح فيه الإسلاميون مع الليبراليين، ويبحثون فيه معاً عن صيغة وسطى للتغلب على المرض المزمن الذى يستنزف طاقة أي تجديد واعد، ويقف لنجاحه بالمرصاد، ونقصد به: الانقسام التقليدي إزاء التراث والحداثة إلى تيار متشبث بالتراث كما هو، وتيار متغرب يدير ظهره للتراث ثم تيار إصلاحي خافت الصوت لا يكاد يبين. (مقال: الأزهر وتجديد الفكر الديني، لفضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور/ أحمد الطيب، جريدة صوت الأزهر، الأربعاء، 30 يناير 2019م).
وترتيبا على ما سبق يمكننا القول: حال استطاعتنا تحديد المفهوم الصحيح لتجديد الفكر الديني، ووضعنا المسارات الصحيحة التي ننطلق منها في عملية التجديد؛ نستطيع بفضل الله تعالى أن نصل إلى نتائج صحيحة تتوافق وثوابت الشريعة الإسلامية وتلبي حاجات المجتمع الإنساني في كل زمان ومكان.
وسنتعرف في المقال القادم بمشية الله تعالى على المنهجية الثانية التي اتبعها الأزهر الشريف.
إعلان