إعلان

ثلاثون سببًا للسعادة: عائض القرني يرسم طريقًا للوصول

07:40 م الجمعة 22 نوفمبر 2019

سعادة

كتبت - آمال سامي:

في بيت الله الحرام، تراءت أفكار "السعادة" للداعية السعودي عائض القرني، وسبل الوصول إلى "السعادة" في حياة المسلم، فبجوار بيت الله تنقل القرني بين عشرات الكتب بحثًا عن السعادة، ثم دمجها في كتاب صغير وضعه في يد المسلم في صفحات لا تتتجاوز بضعا وسبعين صفحة عن "ثلاثون سببًا للسعادة".. ونسرد بعضا مما جاء من قبسات السعادة في العرض التالي للكتاب:

فكر واشكر.. سبب السعادة الأول الذي ذكره القرني، ومعناه أن يتذكر المؤمن نعم الله عليه التي تغمره ويتفكر فيها مشتعرضًا نعم الله الكثيرة التي لا تحصى "صحة في بدن، أمن في وطن، غذاء وكساء، وهواء وماء...لديك الدنيا وأنت ما تشعر" قائلًا أن الإنسان يعيش في نعم عميمة لكنه لا يدري ويعيش مهمومًا حزينًا كئيبًا وعنده "الخبز الدافيء والماء البارد والنوم الهنيء..” لكنه يفكر في المفقود ولا يشكر الموجود.

يمضي القرني بعد ذلك مستعرضًا سُبل السعادة وهو يعرج أيضًا معها إلى طرق الشقاء التي يعمد إليها المسلم في حياته فتجعله يفقد السعادة على الرغم من قربها من يديه، وفي الكتاب تستشعر كيف كانت العقيدة والشريعة الإسلامية تمهد الطريق لأتباعها كي يعيشوا سعداء بدون ندم على ما مضى أوخوف مما هو آت. “يومك يومك" سبب القرني الثالث للسعادة، ينصح القرني أن تعيش يومك مسرورًا ذاكرا الله متهيئًا للقاءه " تعيش هذا اليوم فرحًا وسرورًا، وأمنا وسكينة، ترضى فيه برزقك، بزوجتك، بأطفالك، بوظيفتك، ببيتك، بعلمك..تعيش هذا اليوم بلا حزن ولا أنزعاج ولا سخط..تكتب على لوح قلبك عبارة واحدة: يومك يومك..إذا أكلت خبزًا شهيًا هذا اليوم فهل يضرك خبز الأمس الجاف الرديء، أو خبز غد الغائب المنتظر؟؟".

“الفارغون في الحياة هم أهل الأراجيف والشائعات لأن أذهانهم موزعة"

يقول عائض القرني أن اخطر حالات الذهن تأتي حين يفرغ صاحبه من العمل، وحين يجد المسلم في حياته فراغًا يعرف حينها أن الهم والغم والفزع سيهجمون عليه ويفترسونه، فالفراغ، يقول القرني "اشبه بالتعذيب البطيء الذي يمارس في سجون الصين، بوضع السجين تحت أنبوب يقطر كل دقيقة قطرة، وفي فترات انتظار هذه القطرات يصاب السجين بالجنون..الراحة غفلة، والفراغ لص محترف..وعقلك هو فريسة ممزقة لهذه الحروب الوهمية".

"استسلم للقدر قبل أن تطوق بجيش السخط والتذمر والعويل"من أسباب السعادة أيضًا الرضا بالقضاء والقدر، يقول القرني، إن المسلم إذا آمن فعلًا بأنه لن يصيبه إلا ما كتبه الله له، فلن تصيبه بلايا الدنيا وهمومها بالقلق، فإذا بذل المسلم الأسباب والحيل ووقع ما كان يحذره، فهو ما كان يجب أني قع، فلا يقل: لو أني فعلت كذا وكذا لكان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل.

“أقبل الحياة كما هي" فهذا سبب من أسباب تحصيل السعادة، فإن حال الدنيا قد جبل على التنغيص والكدر، ولن يجد الإنسان فيه من شيء إلا وفيه ما يكدر وعنده ما يسوء أحيانًا، "لن تجد ولدًا أو زوجة، أو صديقًا أو نبيلًا، ولا مسكنا ولا وظيفة، إلا وفيها ما يكدر وعنده ما يسوء أحيانًا، فاطفيء حر شره ببرد خيره، لتنجو". فالدنيا جامعة للضدين والرأيين والخير والشر، يقول القرني، مضيفًا أن المؤمن لن يجد سرورًا وخيرًا صافيان تمامًا من الكدر والأعكار إلا في الجنة، وأن الشر كله والحزن يجتمعان خالصين في النار. فينصح القرني القاريء ألا يحلق في عالم المثاليات، وأن يقبل دنياه كما هي.

ينصح القرني بالسفر باعتباره مما يشرح الصدر ويزيح سحب الهم والغم، فيتقلب المؤمن في أرض الله الواسعة وينظر في كتاب كونه المفتوح، "اخرج من بيتك وتأمل ما حولك،..، اصعد الجبال، اهبط الأودية، تسلق الأشجار،..،ضع أنفك على أغصان الياسمين،..إن الإنزواء في الغرفة الضيقة مع الفراغ القاتل طريق ناجح للإنتحار، وليست غرفتك هي العالم ولست أنت كل الناس". ويؤكد القرني أن الترحال والتنقل في الأرض متعة يوصي بها الأطباء، وأوصى بها القرآن "ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلًا سبحانك".

“أيها العاقل النابه أعط كل شيء حجمه، ولا تضخم الأحداث والمواقف والقضايا، بل اقتصد وأعدل، ولا تجور، ولا تذهب مع الوهم الزائف"..السبب الأخير والثلاثون في أسباب السعادة التي يرسمها عائض القرني: وكذلك جعلناكم أمة وسطًا. يقول القرني أن العدل مطلب عقلي وشرعي وأن من أراد السعادة عليه أن يضبط عواطفه واندفاعاته، وأن يتوقف عن المبالغة في التعامل مع الأحداث فيظلم نفسه، فعلى المسلم أن يتحلى بالوسطية، لئلا يعيش في "سحب سود من الهم والغم" وأني تبع ميزان الحب والبغض الذي ورد في السنة النبوية والقرآن الكريم في قوله تعالى: "عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير والله غفور رحيم".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان