الصوفية في مصر.. صلاح الدين الأيوبي أول من أنشأ وقفًا لها و"القنائية" أقدم طرقها
كتبت – آمال سامي:
تزامنًا مع احتفال المصريين عامة والطرق الصوفية بشكل خاص بمشايخها ومريديها، اليوم الثلاثاء، بالليلة الختامية لمولد الإمام الحسين بن علي رضي الله عنه، وهو من أكبر تجمعات الصوفية في مصر، حيث تشارك في إحيائه كافة الطرق الصوفية المصرية، وفي التقرير التالي يستعرض مصراوي تارخ الصوفية، مجيبا عن السؤال: غرست أول بذور التصوف في مصر؟ وكيف ومتى ظهرت فيها الطرق الصوفية؟.
الطرق عند الصوفية هي السير المختصة بالمتصوفين الذين ساروا في طريق الله سبحانه وتعالى، فالطريقة هي سفر إلى الله، و"السالك أو المريد هو المسافر، فعلى المسافر أن يسلك طريق القوم، وأن يجتازها مرحلة بعد مرحلة، أما من أدركته عناية الله فجذبته العناية إلى الله جذبًا فهذا ما يسمونه المجذوب"...يعرفنا بالمعاني الصوفية تلك عامر النجار في كتابه "الطرق الصوفية في مصر" فما هي جذور الصوفية المصرية؟
غرس أول بذور التصرف في مصر ذو النون المصري، المتوفى عام 245 هـ، وكان أول من تكلم من الصوفية في المقامات والأحوال بشكل عام، وشاركه في ذلك أبو بكر الدقاق المصري، وأبو الحسن بن بنان الحمال في القرن الثالث الهجري، أما التصوف العملي فلم ينتشر بصورة جماعية إلا في عام 569 هـ حسبما ذكر المقريزي، وهو تاريخ نشأة أول الخانقوات في عهد صلاح الدين الأيوبي. والخانقاه هو المكان الذي ينقطع فيه المتصوف للعبادة، وهي معربة من كلمة فارسية وهي "خانكاه" وقد أقيمت أول خانقاه في الإسلام في القرن الرابع الهجري، إلا أن أول فكرة لتخصيص مكان للتفرغ للعبادة كانت في البصرة بالعراق في عهد الخليفة عثمان بن عفان حيث أقام زيد بن صبرة أول منزل لبعض العباد الذين تفرغوا تمامًا للعبادة وكان يتكفل بما يكفيهم من طعام وشراب وغيرها من الأمور.
خانقاه سعيد السعداء.. أول خانقاه للصوفيين في مصر
كما ذكرنا قبلًا، أنشئت أول خانقاه للصوفية في مصر عام 569 هـ، فبعد استيلاء صلاح الدين الأيوبي على مصر، أوقف هذه الدار على فقراء الصوفية الوافدين من بلاد نائية، وولى عليهم شيخًا، ويروي المقريزي تاريخ هذه الدار في كتابه "المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار" قائلًا أن هذه الدار كانت تعرف في الدولة الفاطمية بدار سعيد السعداء، وهو الأستاذ قنبر، ويقال عنبر، ولقبه هو سعيد السعداء، وهو أحد الأستاذين المحنكين خدّام القصر، عتيق الخليفة المستنصر، قتل في 544 هـ، ورمي برأسه من القصر، ثم صلبت جثته بباب زويلة. تقع الخانقاه في شارع الجمالية بجوار مدرسة الجمالية الإبتدائية الآن.
وبعد وقف صلاح الدين الأيوبي لها وشرط أن من مات من الصوفية وترك عشرين دينارا فما دونها كانت للفقراء، ولا يتعرّض لها الديوان السلطانيّ، يقول المقريزي، أيضًا من أراد منهم السفر يعطى تسفيره، "ورتّب للصوفية في كلّ يوم طعاما ولحما وخبزا، وبنى لهم حمّاما بجوارهم، فكانت أوّل خانكاه عملت بديار مصر وعرفت بدويرة الصوفية، ونعت شيخها بشيخ الشيوخ ".
أشهر الطرق الصوفية في مصر
في القرن السادس الهجري نشأت في مصر عدة مدارس صوفية، وأهمها مدرسة الشيخ عبد الرحيم القنائي المتوفي سنة 592 هـ التي أنشئت في صعيد مصر، بقنا، وحسب ما ذكر عامر النجار في كتابه "الطرق الصوفية في مصر" ، ففي القرن التالي مباشرة ظهر تصوف أصحاب الطرق، حيث وفد الشيخ أبو الفتح الواسطي من العراق، واقام بالإسكندرية، ونشر فيها الطريقة الرفاعية، وهي إحدى الطرق الرئيسية للصوفية في مصر، حيث تتفرع الصوفية في مصر من عدة طرق، أولها الرفاعية، ثم البدوية التي تنسب إلى مؤسسها السيد أحمد البدوي في طنطا، والطريقة الشاذلية التي أسسها أبو الحسن الشاذلي الحسيني، وبالطبع أولى هذه الطرق والمدارس الصوفية في التأسيس للصوفية في مصر مدرسة عبد الرحيم القنائي السابق ذكرها.
موضوعات متعلقة..
- بعد رقص "الطريقة المسلمية".. كيف نشأت الصوفية في مصر وأبرز أعلامها؟
فيديو قد يعجبك: