بعد استرداد مصر جزءًا منها.. ما هي "الربعة القرآنية" الخاصة بالسلطان قنصوة الغوري؟
كتبت - آمال سامي:
في ثلاثين ورقة وفي كل ورقة سبعة أسطر كتبت بخط النسخ العربي، مذهبة ومجدولة بإطار من الذهب، استعادت دار الكتب الجزء السادس عشر من الربعة القرآنية للسلطان قنصوة الغوري، قبل أن يباع بمزاد في بريطانيا، بعدما كانت قد استعادت على الجزء الرابع منها في نوفمبر 2018.. فما هي الربعة القرآنية؟
توجه مصرواي بالسؤال إلى الدكتور عبد المقصود الباشا، أستاذ التاريخ بالأزهر الشريف، فأوضحت قائلا: الربعة هي لفظة كانت تطلق في الماضي على المصحف، فيقال مصحف ويقال ربعة، وهو القرآن مجموعًا بين دفتين، أو ربع القرآن أو جزء منه، فربعة تاتي بمعنى جزء أيضًا. ويقول عبد المقصود الباشا أستاذ التاريخ بالأزهر الشريف انه يذكر عندما كان بالريف صغيرًا كان يقال على المصحف وأجزائه "الربعة".
فربعة السلطان تعني نسخة القرآن الخاصة به، وبالطبع تكون نسخة فخمة، يقول عبد المقصود الباشا موضحًا أن السلطان قنصوة الغوري كان أحد سلاطين المماليك العظام على الرغم من أنه كان في أواخر الدولة المملوكية التي كانت في أواخر زهوتها وطور ضعفها، وكان هو آخر سلاطين المماليك قبل طومان باي الذي شنق على باب زويلة، وقد وقف قنصوة الغوري في وجه المد العثماني واستشهد رحمه الله في موقعة مرج دابق في صدامه مع الدولة العثمانية بقيادة السلطان العثماني سليم الأول، حتى لم يعرف أين جسمانه، فداست الخيول على الجثث ولم يعرف الجثمان اين هو، يقول عبد المقصود الباشا، انه احد السلاطين العظام الذين لم تتح لهم فرصة الدفاع عن الوطن، فهو احد السلاطين العظام الذين اهتموا بالثقافة الإسلامية والثقافة المصرية وله بصمات قوية في التاريخ المملوكي لولا أنه كان في أخريات الدولة المملوكية حيث انقسمت وضعفت.
وأشار الباشا إلى أن آثار قنصوة الغوري مازالت موجودة في القاهرة المعزية متمثلة في "مجموعة السلطان قنصوة الغوري" التي تقع في احدى تقاطعات شارع المعز مع شارع الأزهر، وهي تضم عدة منشآت بنيت على جهتين متقابلتينفي أحدهما مسحد ومدرسة كانت تدرس بها علوم الدين وفي الجهة الأخرى قبة الضريح التي دفن تحتها السلطان طومان باي بعدما قتله سليم الأول وعلقت رأسه على باب زويلة، وفي هذا الجانب يوجد أيضًا سبيل يعلوه كتاب وخانقاه للصوفيين.
فيديو قد يعجبك: