جمعة: التواضع نوع من أنواع إثبات العبودية لله.. وهكذا كان تواضع الرسول
(مصراوي):
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، إن التواضع قيمة عالية ويُقال في شأنها: «مَن تواضع لله رفعه»، والتي هي نوع من أنواع إثبات العبودية لله وحده، يسجد المسلم كثيرًا في صلاته وهذا إنما هو تواضع لله، وأنه لا يسجد إلا لله، وأنه بذلك يُعلن حرّيته بهذا السجود لرب العالمين لأنه لا يخشى إلا الله، وبذلك فهو لا يخشى لومة لائم.
وأضاف فضيلة المفتي السابق أن قيمة التواضع عنصر مهم في قضية الرحمة، وكان سيدنا ﷺ يُعَلِّمنا التواضع بأساليب شتى، فنرى في سيرته ﷺ كلها كيف كان يعلمنا التواضع، وكانت الصحابة حريصة على أن تنقل لنا هذه الصورة النبوية لسيدنا رسول الله ﷺ.
وكتب فضيلته، عبر صفحته الشخصية على فيسبوك: رأيناه ﷺ يأكل مع الأطفال، ومع العبيد، ومع الضِّعاف، ومع الضيوف.
رأيناه ﷺ وهو - من رحمته- ينزل من فوق المنبر عندما رأى الحسن والحسين رضي الله عنهما يتعثران في ثيابهما، فأخذهما وضمهما إلى صدره الشريف.
رأيناه وهو يترك أمامة بنت زينب الكبرى -بنته ﷺ - وهي تركب فوق ظهره فيطيل لها السجود.
واستشهد فضيلته بما روي عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: «مَا رَأَيْتُ رَجُلًا الْتَقَمَ أُذُنَ رَسُولِ اللهِ ﷺ إلا ونَحَّى له رَأْسَهُ حَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ هُوَ الَّذِي يُنَحِّي رَأْسَهُ، وَمَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَخَذَ بِيَدِهِ فَتَرَكَ يَدَهُ حَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ هُوَ الَّذِي يَدَعُ يَدَهُ» . يعني مَن وضع فمه في أذن رسول الله ﷺ يريد أن يُناجيه وأن يتكلم معه فترى النبي ﷺ يسمعه وهو سيد الكونين وهو سيد الخلق ﷺ ، ولا يحرك رأسه إلا بعد ما ينتهي الرجل، وهذه الحركة قد تكون مُتعبة ومُجهدة لكنه ﷺ من تواضعه وأدبه يفعل هذا.
وكان ﷺ يترك يده لبنات بني النجار، فالبنت تأخذه حيثما شاءت.
فاللهم يا ربنا ارزقنا التواضع لك، وارزقنا الرفعة من هذا التواضع.
فيديو قد يعجبك: