أول محامية في الإسلام.. نسيبة بنت كعب الصابرة أم الشهيد
كتبت- سارة عبدالخالق:
صحابية جليلة ومجاهدة عظيمة ذات صلاح دعا لها النبي ولأهلها بأن يكونوا رفقاءه في الجنة.. هي أول محامية في الإسلام.. روت عن الرسول، وكانت خير مثال للمرأة الصالحة.. إنها الصابرة أم الشهيد نسيبة بنت كعب- رضي الله عنها.
هي نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف الأنصارية، من بني مازن بن النجار، الفاضلة الأنصارية الخزرجية، كنيتها أم عمارة، هي أخت عبدالله بن كعب الذي شهد بدرا، وأخت أبي ليلى عبدالرحمن بن كعب لأبيهما وأمهما، تزوجها ابن عمها زيد بن عاصم بن عمرو بن عوف، فولدت له عبد الله وحبيب، اللذين صحبا النبي- صلى الله عليه وسلم- ثم خلف عليها غزية بن عمرو بن عطية، من بني النجار فولدت له تميم وخولة.
شهدت ليلة العقبة وغزوة أحد والحديبية ويوم حنين وبيعة الرضوان ويوم اليمامة وغيرها، وأما عن قصة مبايعتها لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فتروي لنا كيف كانت بيعتها يوم العقبة وفقا لما أخرجه ابن سعد في الطبقات: "كانت الرجال تصفق على يدي رسول الله –صلى الله عليه وسلم – ليلة العقبة، والعباس عم النبي أخذ بيد رسول الله، فلما بقيت أنا وأم منيع أسماء بنت عمرو بن عدي السلمية نادى زوجي غزية بن عمرو: يا رسول الله هاتان امرأتان حضرتا معنا تبايعانك فقال: "قد بايعتهما على ما بايعتكم عليه، إني لا أصافح النساء".
- دورها في غزوة أحد
نشأت في أسرة عرفت بالمكارم وممن أسهمت في خدمة الإسلام وكان لها النصيب الأكبر في صناعة المجتمع المسلم، فهي صحابية جليلة ومجاهدة كبيرة ذات صلاح ودين ونسك واجتهاد وشهدت "أحد" هي وابنها وزوجها، وخرجت تسقي الجرحى، وقاتلت وأبلت بلاء حسنا، وجرحت أحد عشر جرحا، حتى قال عنها رسول الله يوم أحد "لمقام نسيبة بنت كعب اليوم خير من مقام فلان وفلان"، وقال عنها: "يوم أحد ما التفت يمينا أو شمالا إلا وأراها تقاتل دوني".
لقبت بالصابرة أم الشهيد، حيث قتل ابنها فاحتسبته صابرة عند الله راضية بقضائه، ولقبت أيضا ببطلة اليمامة، وأم المحاربين، فهي من أشهر النساء المسلمات على مر العصور.
رغم كبر سنها خرجت لقتال مسيلمة الكذاب
وفي معركة اليمامة كان لها دور كبير على الرغم من كون عمرها زاد على الستين عاما حيث استأذنت سيدنا أبوبكر الصديق- رضي الله عنه- للخروج مع من خرجوا لقتال مسيلمة الكذاب الذي ادعى النبوة، فأذن لها بعد أن أوصى بها سيدنا خالد بن الوليد بها خيرا، وقد جرحت وقتها أحد عشر جرحا، وقطعت يدها ولكنها لم تكترث لما أصابها وعندما قتل مسيلمة الكذاب سجدت لله شكرا.
- أول محامية في الإسلام
تعتبر أول محامية في الإسلام، وذلك عندما ذهبت للنبي – صلى الله عليه وسلم – وسألته لماذا تختص جميع آيات القرآن بالرجال ولا تذكر النساء؟ حيث قالت الصحابية الجليلة للرسول: "ما أرى كل شيء إلا للرجال وما أرى النساء يذكرن بشيء".
فنزل قوله تعالى في الآية الكريمة رقم 35 من سورة الأحزاب: "إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا"، حيث جاءت هذه الآية الكريمة لتؤكد على المساواة بين الرجل والمرأة.
وقد توفيت- رضوان الله عليها- في مطلع خلافة عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – في السنة الثالثة للهجرة، ودفنت في البقيع.
فيديو قد يعجبك: