5 بدع في شهر رجب ليس لها أصل.. تعرف عليها
كتبت – سارة عبدالخالق:
شهر رجب هو شهر من الأشهر الحرم، وهو يسبق شهري شعبان ورمضان في ترتيب الشهور الهجرية، يقول الله تعالى في سورة التوبة (آية: 36): {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ}، والأشهر الحرم هي رجب وذوالقعدة وذوالحجة ومحرم.
هناك أمور ومحدثات اشتهرت بين المسلمين، ارتبطت بشهر رجب، ولم يكن لها أساس، حتى إن وصل الأمر أنه وضعت فيها أحاديث ونسبت كذبا لرسول الله – صلى الله عليه وسلم -.
يلقي مصراوي الضوء في السطور القليلة القادمة على بعض هذه البدع والمحدثات التي ارتبطت بشهر رجب؛ منها:
1- بدعة ليلة الرغائب
تكون في أول ليلة جمعة من شهر رجب، وينسب إليها الصلاة المسماة بـ"صلاة الرغائب"، حيث يعظم البعض هذا اليوم، وهذه الليلة، يقول جلال الدين السيوطي في كتابه: (الأمر بالاتباع والنهي عن الابتداع)، متحدثا عن هذا قائلا: "إنما أحدث في الإسلام بعد المائة الرابعة، وروي في حديث موضوع باتفاق العلماء مضمونه: فضيلة صيام ذلك، وقيام تلك الليلة وسموها صلاة الرغائب".
مضيفا: "أنه ذهب المحققون من أهل العلم إلى النهي عن إفراد هذا اليوم بالصوم، وعن قيام هذه الليلة بهذه الصلاة المحدثة، وعن كل ما فيه تعظيم لهذا اليوم: من صنع الأطعمة، وإظهار الزينة، وغير ذلك، حتى يكون هذا اليوم بمنزلة غيره من الأيام".
وقال عنها النووي – رحمه الله – في كتابه (المجموع): "الصلاة المعروفة بصلاة الرغائب، وهي اثنتا عشرة ركعة تصلى بين المغرب والعشاء ليلة أول جمعة في رجب، وصلاة ليلة نصف شعبان مائة ركعة وهاتان الصلاتان بدعتان ومنكرتان قبيحتان ولا يغتر بذكرهما في كتاب قوت القلوب، وإحياء علوم الدين، ولا بالحديث المذكور فيهما فإن كل ذلك باطل، ولا يغتر ببعض من اشتبه عليه حكمهما من الأئمة فصنف ورقات في استحبابهما فإنه غالط في ذلك، وقد صنف الشيخ الإمام أبومحمد عبد الرحمن بن إسماعيل المقدسي كتابا نفيسا في إبطالهما فأحسن فيه وأجاد رحمه الله".
2- صلاة أم داود
وهي تكون في وسط شهر رجب تصلى فيه صلاة تسمى "صلاة أم داود"، يقول السيوطي أيضا في كتابه: "فإن ذلك أيضا لا أصل له".
3- تخصيص رجب بالصيام
تخصيص شهر رجب بالصيام، فصيام أيام من شهر رجب ليس له فضل زائد على بقية الشهور.
جاء في فتوى سابقة نشرت على موقع دار الإفتاء المصرية بخصوص حكم الصيام تطوعا في رجب وشعبان ودون غيرهما: "صيام التطوع أي السُّنَّة، وهو ما يثاب المرء على فعله ولا يعاقب على تركه، وقد رغب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في صيام التطوع، والذي يشتمل على الآتي، منها: صوم الأشهر الحُرم وهي: ذوالقعدة، ذوالحجة، المحرم، رجب، وصيام رجب ليس له فضل زائد على غيره من الشهور إلا أنه من الأشهر الحرم".
قال الحافظ ابن حجر رحمة الله: "لم يرد في فضل شهر رجب، ولا في صيامه، ولا في صيام شيء منه معين، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة"، وذكر في فضل رجب وصيامه نوعين من الأحاديث الضعاف ثم الموضوعات.
4- تخصيص رجب بالصدقة
تخصيص رجب بالصدقة لاعتقاد فضله، الصدقة مشروعة في كل وقت، واعتقاد فضيلتها في رجب بذاته اعتقاد خاطئ، وفقا لما جاء في (أعجب العجب في بدع شهر رجب) للشيخ علي أحمد عبد العال الطهطاوي.
5- العمرة في رجب
تخصيص رجب بعمرة يسمونها (العمرة الرجبية)، والعمرة مشروعة في أيام العام كلها، والممنوع تخصيص رجب بعمرة واعتقاد فضلها فيه على غيره، وفقا للمصدر السابق.
فيديو قد يعجبك: