كيف فرضت الصلاة في ليلة الإسراء والمعراج؟
كتب – هاني ضوه :
كانت رحلة الإسراء والمعراج مليئة بالأسرار والبركات والمنح والعطايا الربانية، خاصة في رحلة المعراج التي رأى فيها النبي صلى الله عليه وآله وسلم من آيات ربه الكبرى، وعاد إلى أمته محملًا بالهدايا الربانية التي تجعل العباد على صلة دائمة بربهم، فكانت أعظم هدية للأمة وهي الصلاة.
ولعل فرض الصلاة على الأمة في الملأ الأعلى دليلًا على أهميتها وعظيم قدرها، فهي العبادة التي فرضت علينا بدون واسطة عن طريق الوحي، ولكن جاء التكليف الإلهي للنبي صلى الله عليه وآله وسلم من رب العالمين مباشرة لكي يأمر أمته بفريضة الصلاة.
لذلك الصلاة تعد معراج العبد إلى ربه سبحانه وتعالى، حيث ترتقي روحه إلى حيث السماوات، ويتدرج الإنسان في مدارج القرب من رب العالمين.
وقد وردت قصة فرض الصلاة في المعراج في الحديث الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه في حديث طويل يحكي قصة الإسراء والمعراج إلى أن وصل لقصة فرض الصلاة وكيف أنها فرضت في البداية كانت خمسين صلاة ثم أشفق على الأمة فراجع الله سبحانه وتعالى فخففها إلى 5 صلوات في العمل ولكنها 50 في الأجر والثواب.
وعن ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حديث طويل إنه بعد انتهت رحلة المعراج "فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيَّ مَا أَوْحَى فَفَرَضَ عَلَيَّ خَمْسِينَ صَلَاةً فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَنَزَلْتُ إِلَى مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا فَرَضَ رَبُّكَ عَلَى أُمَّتِكَ ؟ قُلْتُ خَمْسِينَ صَلَاةً . قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ. قَالَ: فَلَمْ أَزَلْ أَرْجِعُ بَيْنَ رَبِّي تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَبَيْنَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام حَتَّى قَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّهُنَّ خَمْسُ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، لِكُلِّ صَلَاةٍ عَشْرٌ، فَذَلِكَ خَمْسُونَ صَلَاةً".
أما عن مواقيت الصلاة وكيفيتها فقد علمها سيدنا جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد رحلة المعراج، فكان يأتيه في وقت كل صلاة ويقول له يا محمد قد فصل كذا.
وقد ورد ذكر ذلك في الحديث الذي رواه الإمام النسائي رحمه الله عن جَابِر بْن عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ: "جاء جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين زالت الشمس، فقال: قم يا محمد فصل الظهر حين مالت الشمس، ثم مكث حتى إذا كان فيء الرجل مثله جاءه للعصر، فقال: قم يا محمد فصل العصر، ثم مكث حتى إذا غابت الشمس جاءه، فقال: قم فصل المغرب فقام فصلاها حين غابت الشمس سواء، ثم مكث حتى إذا ذهب الشفق جاءه، فقال: قم فصل العشاء فقام فصلاها، ثم جاءه حين سطع الفجر في الصبح، فقال: قم يا محمد فصل فقام فصلى الصبح، ثم جاءه من الغد حين كان فيء الرجل مثله، فقال: قم يا محمد فصل فصلى الظهر، ثم جاءه جبريل عليه السلام حين كان فيء الرجل مثليه، فقال: قم يا محمد فصل فصلى العصر، ثم جاءه للمغرب حين غابت الشمس وقتا واحدا لم يزل عنه، فقال: قم فصل فصلى المغرب، ثم جاءه للعشاء حين ذهب ثلث الليل الأول، فقال: قم فصل فصلى العشاء، ثم جاءه للصبح حين أسفر جدا، فقال: قم فصل فصلى الصبح، فقال: "ما بين هذين وقت كله".
فيديو قد يعجبك: