فيها ما لا عين رأت.. تعرف على أسمائها وصفاتها
كتبت – سارة عبد الخالق:
الجنة.. وما أدراك ما الجنة.. فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، هذا الثواب والأجر العظيم الذي أعده الله تعالى لعباده المؤمنين المخلصين يحتاج إلى المثابرة والعبادة والاجتهاد من أجل نيل شرف هذا النعيم الدائم.
يقول إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي – رحمه الله -: "إنه لا توجد ألفاظ في لغة البشر تعبر عن النعيم الذي يعيشه أهل الجنة لأنه لم تره عين ولا تسمع به أذن ولا خطر على القلب، ولذلك فإن كل ما نقرؤه في القرآن الكريم يقرب لنا الصورة فقط، ولكنه لا يعطينا حقيقة ما هو موجود"، لذلك عندما يتحدث الله تعالى في القرآن الكريم عن الجنة، يقول – جل وعلا -: {مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ۖ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى ۖ وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ ۖ....} (سورة محمد – أية: 15).
وفي التقرير التالي، يلقي مصراوي الضوء على (الجنة وأسمائها في القرآن الكريم) بناء على قراءة في كتاب (الجنة في القرآن الكريم) لبكر عبدالحافظ الخليفات - تقديم الدكتور هاني خليل عابد – مفتي محافظة البلقاء/ الأردن:
وقد بين تعريف الجنة في اللغة قائلا: "هي الحديقة ذات النخل والشجر الكثيف المتشابك أو البستان المثمر المحتوي على شتى أنواع الفاكهة، وجمعها جنان أو جنات، وقيل: الجنة: كل بستان يستر بأشجاره الأرض، وقد تسمى الأشجار السائرة جنة، مضيفا أن: "الجنة في كلام العرب لا تكون جنة إلا وفيها نخل وعنب وإلا فهي حديقة"، - حيث استند في تعريفه هذا إلى عدة مراجع منها معجم مفردات ألفاظ القرآن ولسان العرب ومختار الصحاح وغيرهم- .
وقد أشار الكاتب إلى أن الجنة في الاصطلاح تعني: " المكان الذي أعده الله تعالى لعباده الصالحين يوم الآخر، وهي دار الثواب والدار الجامعة لكل نعيم وهي في علم الغيبيات والإيمان بها مرتبط بالإيمان بالله وباليوم الآخر، وقد جاء الإيمان بها أيضا لتكون صفة يختص بها المتقون المقيمون للصلاة المنفقون مما أعطاهم الله".
وأوضح أن الله تعالى "أسماها الجنة وخصها بتلك المفردة تقريبا لمفهومها عند العرب بداية في الجزيرة العربية التي كان مناخها حار جاف، وكان العرب وسكان الجزيرة العربية عندما يذهبون إلى بلاد الشام في رحلة الصيف كانوا يستمتعون بجمالها وطبيعتها فهي بلاد الخضرة، فكانت الجنة وهي الشجر الكثيف المتشابك أقرب فهما وبابا لقلوبهم، لذلك جعل الله تعالى الجنة ثوابا منه لعباده الصالحين وزينها ورفعها وجعلها غاية للصالحين تستوجب العبادة والعمل والمثابرة – على حد تعبير الكاتب - .
وقد أورد المؤلف في كتابه عدة أسماء وتقسيمات للجنة في القرآن الكريم وفقا لآراء بعض المفسرين وقد ذكر منها؛ تقسيم ابن عباس الذي أحصى وقسم الجنة إلى سبع جنان أو جنات هي: (جنة الفردوس – عدن - جنة النعيم – جنة المأوى – دار الخلد – دار السلام – عليين)، مشيرا إلى ما ذهب به بعض المفسرين من تقسيمات للجنة والتي وصلت إلى اثني عشر اسما وكما أحصاها ابن القيم، وهي: (الجنة – دار السلام – دار الخلد – دار المقامة – جنة المأوى – جنات عدن - دار الحيوان – الفردوس – جنات النعيم – المقام الأمين – مقعد صدق – قدم صدق)، موضحا أن هناك رأيًا يقول إن هناك أكثر من جنة وعددها أربع هي: (عدن – النعيم – الفردوس – المأوى)، وأن باقي الأسماء هي صفات لهذه الجنة.
ورأى المؤلف – من وجهة نظره - "أن الجنة هي واحدة فقط وأن بقية الأسماء ما هي إلا صفات ودرجات تخص كل درجة من درجات الإيمان عند المؤمنين، وهي مقسمة إلى حدود ومنازل معينة وبصفة معينة، وكل منزلة ودرجة منها تعد جنة" – على حد تعبيره -، وقد استند إلى الحديث الشريف عن عبادة بن الصامت – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: "في الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض والفردوس أعلاها درجة ومنها تفجر أنهار الجنة الأربعة ومن فوقها يكون العرش فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس" – سنن الترمذي.
وقد أجمل الكاتب في مؤلفه "الحديث عن الجنة مع أوصافها في القرآن الكريم في سور عديدة بلغت اثنتين وسبعين سورة من أصل المائة وأربع عشرة سورة من القرآن الكريم، منها اثنتان وخمسون سورة مكية، وعشرون سورة مدنية، مستطردا أن ذكر الجنة في السور المكية يفوق ذكرها في السور المدنية، معللا ذلك أن الرسالة السماوية جاءت لتقرب وترغب الناس في نتاج وثمرات الإيمان بالله، وهذا بما يتلاءم مع طبيعة تلك الفترة الأولى من بداية الدعوة الإسلامية، ثم جاءت السور المدنية لتكمل ما بدأته السور المكية من ترغيب".
فيديو قد يعجبك: