بالصور: مقام النبي موسى.. حقيقة نسبه وموسم الاحتفال به بين المؤيدين والرافضين
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
كتبت – سارة عبد الخالق:
يرتبط شهر أبريل عند الفلسطينيين بما يعرف بـ "موسم النبي موسى"، ويعتبر هذا الموسم جزءاً من تراث القدس الديني والشعبي المتوارث عبر الأجيال الفلسطينية منذ عدة قرون، هذا الموسم مثله مثل مواسم أخرى شهيرة يحتفل بها الفلسطينيون مثل موسم نبي الله صالح قرب رام الله.
يقع مقام النبي موسى - عليه السلام - عن طريق القدس - أريحا كيلو مترا واحدا، ويبعد نحو 200 متر عن المنطقة العسكرية الاحتلالية المغلقة منذ عام 1967 م، التي تمتد من شمالي البحر الميت إلى جنوبه على حدود الخط الأخضر وبعمق يتراوح ما بين 10 – 15 كلم، وفقا لما ذكر في (أطلس تاريخ الأنبياء والرسل) لسامي بن عبدالله المغلوث.
· الطراز المعماري لمقام نبي الله موسى
بناء ضخم: أما عن الطراز المعماري للمقام، فهو يمثل الفن المعماري الإسلامي بأبسط وأجمل صورة، ويأتي هذا المقام على هيئة بناء ضخم مكون من ثلاثة طوابق يعلوها عدد من القباب، ويتكون البناء من ساحة كبيرة مفتوحة تقع في المنتصف وحولها أكثر من 120 غرفة وقاعة، وفقا لما أوضحته مؤسسة فلسطين للثقافة.
ضريح مغطى بقماش أخضر: ويقع داخل هذا البناء الضخم جامع مع منارة ]موجودة خارج المسجد تضفي لمسة جمالية ومظهر رائع[ - مقابل الحائط الغربي للساحة، في الداخل، ومحراب المسجد يشير نحو مكة المكرمة، وينقسم المسجد إلى قسمين: القسم الأكبر مخصص للرجال، والأصغر مخصص للنساء، ويوجد باب على الجانب الأيمن للمدخل الرئيسي للجامع "يؤدي إلى غرفة صغيرة يتوسطها ضريح مغطى بقماش أخضر حيث يقع مكان دفن النبي موسى عليه السلام" .
نقش مملوكي: كما يوجد نقش مملوكي على الحجر باللغة العربية فيه ما يلي: " تم بناء هذا المقام على قبر النبي الذي تكلم مع الله سبحانه وتعالى وهو موسى عليه السلام بناءً على أمر من جلالة السلطان طاهر أبو الفتاح بيبرس سنة 668 هجري" ، حيث أن الظاهر بيبرس لُقب بأبي الفتاح يعني "الفاتح"، وقد لقب بهذا الاسم بعد تحريره لفلسطين من أيدي الصليبيين.
يشار إلى أنه تم اكتمال المقام في عام 1269 م، خلال فترة حكم السلطان المملوكي الظاهر بيبرس الذي حكم في الفترة الممتدة بين 1260 و 1277، والذي قام بتوريث العديد من الأراضي الزراعية والقرى كـ "وقف" للحفاظ على مقام نبي الله موسى.
ويضم المقام حاليا بالإضافة إلى القبر والمسجد العديد من الغرف وأماكن تستخدم كاسطبلات للخيل، كما يضم أيضا مخبزا قديما وآبارا، ويوجد حوله في الخلاء مقبرة يدفن فيها من يوصي بدفنه فيها تقربا من الله ونبيه موسى، كذلك يوجد بناء يضم قبر "حسن أحمد خليل الراعي" الذي خدم المقام وتوفي قبل نحو 300 عام، ولكن هذا المقام المخصص تعرض في السنوات الأخيرة للتخريب، كما يوجد مقام ثاني لسيدة تدعى "عائشة" وهي امرأة صالحة كانت تعيش في المنطقة سابقا.
يذكر أنه تمت إضافة العديد من الغرف للحجيج، مما ساهم في تغيير شكل المقام من الخارج حتى وصل إلى شكله الحالي وحجمه ، كما تم إجراء إصلاحات خلال فترة الحكم العثماني في عام 1820 م.
· حقيقة نسب هذا المقام لنبي الله موسى
تعددت الآراء حول بناء هذا المقام، فقد أرجع البعض أنه يرجع إلى نبي الله موسى – عليه السلام – كليم الله، فيما رأى البعض الآخر أن هذا المقام لا يمت لصلة بنبي الله موسى – عليه السلام - .
- أصحاب الرأي الأول يرون أنه: "عندما مر صلاح الدين الأيوبي في هذا المكان لم يكن المقام موجودا بالطبع، وحسب الروايات أنه وجد في المكان بعض الأعراب يقيمون حول قبر، فسألهم عن هوية صاحبه، فقالوا له بأنه لكليم الله موسى، فشرع ببناء المقام، وأتم الظاهر بيبرس القائد المملوكي المهمة ببناء المسجد والأروقة عام 1265م، وأوقف عليه الكثير من العقارات والأراضي، ولم تتوقف عمليات إعماره والإضافة إليه حتى العهد العثماني"، وفقا لموقع مؤسسة فلسطين للثقافة.
- أما أصحاب الرأي الثاني الرافض نسبه لنبي الله موسى فيقولون: " مقام النبي موسى المذكور ليس له صلة بنبي الله موسى – عليه السلام -، قال مجير الدين الحنبلي - القاضي والعالم والفقية والمؤرخ - في كتابه (الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل(: "ومات موسى ولم يعرف أحد من بني إسرائيل أين قبره ولا أين توجه".، ووفقا لما جاء في كتاب (اتباع لا ابتداع) فإن: "موضع قبر مقام النبي موسى – عليه السلام – لا يعرف على وجه التحديد محله، وكل ما ذكر في تحديد موضع قبره ظنون ضعيفة ليس لها مستند صحيح ثابت، قال الرحالة الهروي:".. والصحيح أن قبره لايعرف والله أعلم".
· علاقة الاحتفال بموسم النبي موسى بصلاح الدين الأيوبي:
وبالرجوع إلى احتفال موسم النبي موسى، يرى البعض أن صلاح الدين الأيوبي بعد تحرير القدس قام بابتكار الاحتفالات والمواسم الدينية الجديدة للمسلمين للتعبير عن قوة ووحدة المسلمين أمام الفرنجة، وقام بتخصيص بعض المواسم والاحتفالات خاصة ببعض المناطق والمدن الفلسطينية في فترة قدوم الفرنجة من خارج فلسطين لزيارة الأماكن المقدسة، وكان ذلك بهدف إظهار قوة المسلمين المحتشدين في مكان وزمن واحد.
وعلى مر القرون والأزمنة ظل هذا الاحتفال يحدث سنويا حيث يتجمع فيه الناس والشباب في مجموعات فمنهم من يعزف ومنهم من يرقص أو يغني في الطريق ويحمل الجمهور أعلاما كثيرة تمثل الأولياء المختلفين في المدينة والقرى وكل علم له أتباعه، وعندما يصبحون على مرمى النظر من مقام نبي الله موسى يعيدون ترتيب صفوفهم ويرفعون الأعلام ويبدأ الموكب الرسمي، وتبدأ مراسم الاحتفال. وفقا لما جاء في كتاب (اتباع لا ابتداع).
وكان الناس يتوجهون إلى المقام ويتنقلون في السابق قبل استخدام السيارات، مشيا على الأقدام أو على ظهور الخيل والجمال والدواب أو العربات "الحنطور".
وظل هذا الاحتفال إلى سنوات عديدة، لكن بعد قيام الكيان الصهيوني وسيطرته على غربي القدس ومعظم فلسطين، أصبح الاحتفال بموسم النبي موسى احتفالا رمزيا دينيا لم يأخذ الطابع الوطني السابق، وفقا لما جاء في (الحياة الاجتماعية في القدس في القرن العشرين) لصبحي سعد الدين غوشة.
وعلى جانب آخر، هناك رأي يرى أنه لا علاقة لصلاح الدين الأيوبي بموسم النبي موسى كما زعم البعض أن السلطان صلاح الدين هو أول من أنشأ هذا الموسم لمواجهة التجمعات الصليبية التي كانت تقام في عيد الفصح، فقد قرر المحققون من المؤرخين أن هذا الموسم حدث بعد ذلك، وفقا لما جاء في (يسألونك الجزء الثانى عشر) لحسام الدين بن موسى عفانه.
ويقول الدكتور كامل العسلي: "على أية حال فإنه من المهم أننا نؤكد أننا لم نجد في الكتب القديمة التي وضعت في العصر الأيوبي ومنها كتاب العماد الأصفهاني وابن واصل والبهاء بن شداد وأبي شامة المقدسي أي إشارة إلى الموسم ولا إلى علاقة صلاح الدين الأيوبي أو ورثته بالموسم، كما أنه ليس في الكتب التي وضعت زمن الأيوبيين أو المماليك أو العثمانيين ما يشير إلى أن الاحتفال بنبي موسى كان ذا صبغة سياسية"، كما أن أول إشارة لموسم نبي الله موسى وردت في كتاب " إتحاف الأخصا بفضائل المسجد الأقصى" للمنهاجي الأسيوطي المتوفي في عام 880 هـ.
فيديو قد يعجبك: