علي جمعة: هذا ما تعلمناه من رمضان.. وما يجب علينا بعده
مصراوي:
قال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن رمضان قد مضى، وأكرمنا ربنا فيه بدروس، وتعلمنا منه آدابا جليلة في الطريق إلى الله، واتصلنا فيه بكتاب ربنا الذي وصفه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بأنه نبأ من قبلنا وخبر ما بعدنا وحكم ما بيننا.
وتابع، من خلال الصفحة الرسمية لفضيلته على "فيسبوك"، ما رواه علي بن أبي طالب رضى الله عنه عن سيدنا صلى الله عليه وسلم قال: (إنها ستكون فتنة، قال: قلت فما المخرج؟ قال: كتاب الله، فيه نبأ من قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، من ابتغى الهدى (أو قال العلم) من غيره أضله، هو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلق عن كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، هو الذي تناهى الجن إذ سمعته حتى قالوا : {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ} من قال به صدق، ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل، ومن دعي إليه هدي إلى صرط مستقيم).. [رواه البيهقي في الشعب].
وأوضح "جمعة": لقد تعلمنا في رمضان التقليل والتخلي عن الشهوات، والتقليل والتخلي عن الدنيا وما فيها من صفات المجاهدين في سبيل الله، وامتنعنا في نهاره عن الطعام والشراب، والنبي صلى الله عليه وسلم، وهو يبني المسلم وشخصيته وعقليته يقول في الحديث الذي يرويه المقدام بن معدي كرب: «ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه، حسب ابن آدم ثلاث أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث طعام، وثلث شراب، وثلث لنفسه».. [رواه النسائي والبيهقي في الشعب والحاكم].
وفي هذا المعنى من الفوائد الطبية والفوائد الروحية ما أدركه سلفنا الصالح، فلما قرأ ابن ماسويه الطبيب هذا الحديث قال: لو استعمل الناس هذه الكلمات لسلموا من الأمراض والأسقام، ولتعطلت المارشايات ودكاكين الصيادلة.
ويقول المروزي للإمام أحمد بن حنبل: هل يجد الرجل في قلبه رقة وهو شبع؟ قال: ما أرى ذلك.
وقال إبراهيم بن أدهم: "من ضبط بطنه، ضبط دينه، ومن ملك جوعه، ملك الأخلاق الصالحة، وأن معصية الله بعيدة عن الجائع، قريبة من الشبعان، والشبع يميت القلب".. وهذه المقولة تلخص تلك العلاقة التي كانت مرئية وعند فقدها فقدنا الشيء الكثير.
وأوضح عضو هيئة كبار العلماء أن المسلم يكتفي بسد حاجته ولا يحزن إن سلبت منه الدنيا ومتاعها، وإذا فتحت عليه فلا يفرح، كما أرشدنا ربنا في كتابه حيث قال تعالى: "لِّكَيْلا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ".
ويختم جمعة كلامه بدعاء الصالحين: "اللهم اجعل الدنيا في أيدينا ولا تجعلها في قلوبنا".
فيديو قد يعجبك: