لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

كيف أنصف الشيخ الشعراوى المرأة؟

د- عيد حسن

كيف أنصف الشيخ الشعراوى المرأة؟

05:21 م السبت 15 يونيو 2019

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم:د- عيد حسن

مدرس الحديث وعلومه بجامعة الأزهر

إن الناظر بعين الإنصاف في تراث الشيخ محمد متولى الشعراوي – رحمه الله - يستطيع بسهولة ويسر أن يقف على مظاهر الوسطية والاعتدال في فكره، كما يدرك قطعًا مقدار ما بذله إمام الدعاة من جهود حثيثة في نصرة قضايا الدين والوطن، والأمن المجتمعي، بأسلوب عصري جمع بين براعة الإيجاز ونبل المقصد.

والحق أن الشيخ الشعراوي - رحمه الله- كان نصيرًا لقضايا المرأة العادلة، وأسهم من خلال كتاباته في تصحيح كثير من المفاهيم المغلوطة التي علقت في ذهن بعض الرجال عن حقوق المرأة، فتراه أخي القارئ في كتابه القضاء والقدر:(ص 162) يقرر أن الرجل والمرأة صنوان؛ لكل منهما مهامه التي تُكمل مهام الآخر في حياة تتعطر بالمودة والرحمة، مشفقًا في الوقت ذاته على المرأة من الدعوات التي تريد لها القيام بأعباء مهمة الجنسين تحت راية المساواة.

كما أعلن - رحمه الله- في ذات الكتاب (ص 164) أن الإسلام كفل للمرأة – الزوجة - حرية الاعتقاد دون إكراه من الرجل أو قهر، فيقول - رحمه الله-: «المرأة مطلوبة أن تعتقد العقيدة التي تقتنع بها، فلا يمكن للرجل أن يفرض عقيدته على المرأة ... فالرسل الذين جاءوا ليحملوا الناس على منهج الله أولى بهم أن يحملوا زوجاتهم على منهج الله ، ومع ذلك قدم لنا القرآن هذا العرض: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ } [التحريم: 10]. إذن الرسول يأتي لكي يهدي الناس ويعلمهم منهج الله، ولكنه لم يجبر زوجته بمنهجه وظلت مخالفة لذلك المنهج، فللمرأة أن تعتقد ما ترى كإنسان له حرية الاعتقاد».

فأين التسلط على المرأة في فكر الشيخ كم يزعم مناوؤه ؟!!.

وتجدر الإشارة إلى أن إمام الدعاة قد أنكر الأعراف والتقاليد التي تسلب المرأة حقوقها، فيقول - رحمه الله- في كتابه الماتع ، المرأة في القرآن:(ص 14) «قد نجد أن في بعض بلداننا الإسلامية تُحرم المرأة بحكم العادة من حقها في إبداء رأيها في الزواج أو الميراث، أو التصرف في أي شيء تملكه كأنها فاقدة القدرة على التمييز، وحسن التصرف، وأن الرجل هو من له الحق في كل هذه الأمور، ونحن- أي الشيخ- نقول: إن هذا لم يكن من الإسلام في شيء، بل هو جور على حقها الذي كفله لها الإسلام وعظمه، وما قدمه للمرأة من حقوق ، ورفعها مكانة عالية».

كما أبان - رحمه الله- الفهم الصحيح لبعض النصوص التي يوهم ظاهرها انتقاص من المرأة ومكانتها، كما في حديث :« مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَغْلَبَ لِذِي لُبٍّ مِنْكُنَّ».

فقال - رحمه الله- في كتابه المرأة في القرآن:(ص 62) معقبًا: «إنها هي التي تحنو، وهي التي تمسح الدموع، وتضع مكانها الابتسامة، وهي التي تمسح تعب اليوم وشقاؤه عن زوجها وأولادها ، ولا يتم هذا بالعقل ، ولكن يتم بالعاطفة، وهذا لا يعني طعنًا في فكر المرأة وذكائها ».

ثم أشار إلى ما كان لعقل المرأة ومشورتها وحسن تصرفها من دور هام في حسم الخلاف والجدل، وذلك في موقف أم سلمة- رضي الله عنها- مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في صلح الحديبية، والذي كان من آثاره انتشار دعوة الإسلام في أرجاء الجزيرة العربية، ووضع لبنة قوية في بناء القوة الإسلامية.

كما تصدى لعدد من قضايا المرأة التى حاول البعض أن يشوش من خلالها على مبدأ العدل والإحسان في الإسلام: كقضايا القوامة، وشهادة المرأة ، والميراث، وتعدد الزوجات، مبينًا أن سبب الإشكال هو سوء الفهم للنص القرآني الشريف، وعدم الوقوف على الحكمة في كثير من الأحيان.

فأين الرجعية في فكر هذا الإمام كما يرميه بذلك مناوؤه ؟

إعلان

إعلان

إعلان