كيف يؤثر حب الله سبحانه وتعالى على العبد.. جمعه: الإنسان ينظر إلى الحقيقة فيعرف الدنيا ويعمرها
كتب ـ محمد قادوس:
قال الدكتور على جمعة - مفتى الديار المصرية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، جاء أعرابي إلى رسول الله ﷺ وقال: يا رسول الله، متى الساعة؟ فقال رسول الله له: «ما أعددت لها؟»، فقال: ما أعددت لها كثير صلاة ولا صيام، إلا أني أحب الله ورسوله. فقال له رسول الله ﷺ: «المرء مع من أحب».
وتابع جمعة من خلال الصفحة الرسمية له على فيسبوك قالاً إن الله وضع لنا قاعدة «المرء مع من أحب». يعني ينظر كل واحد منا من يحب؟ تحب الدنيا، أم تحب الله ورسوله، إذا كنت تحب رسول الله فأنت ستكون معه.
وأضاف المفتي السابق، كان سيدنا أبو بكر كما أورد صاحب «الإحياء» رضي الله تعالى عنه يقول: مَنْ ذاق مِنْ خالص محبة الله تعالى، شغله ذلك عن طلب الدنيا، وأوحشه عن جميع البشر. وهذه الدرجة يطلقوا عليها "درجة الأنس"، شرب وتناول المحبة -محبة الله-، فدخلت وتخللت في جسمه، فحصل له أنس بالله، حصل له ري بحب الله سبحانه وتعالى؛ ولذلك كانوا السلف يقولون: «من عرف ربه أحبه ، ومن عرف الدنيا زهد فيها». لأنك عندما تعرف إن الدنيا إلى فناء، وإن الدنيا مليئة مشاغل، وشواغل، وكدورات، ومصايب، وتعب، وجهد، تزهد فيها، لكن عندما تعرف ربك بأنه هو الباقي، الكريم، الرحمن، الرحيم، الملك، القدوس، السلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبار، المتكبر، الخالق، البارئ، المصور، الغفار، القهار، الوهاب، الرزاق، الفتاح، العليم، القابض، الباسط، تحبه ، فمن يعرف حقيقة الإله، وأنه متصف بهذه الصفات العلى يحبه، «المؤمن إذا عرف ربه عز وجل أحبه ، وإذا أحبه أقبل إليه، وإذا وجد حلاوة الإقبال إليه، لم ينظر إلى الدنيا بعين الشهوة، ولم ينظر إلى الآخرة بعين الفترة، وهي تحسره في الدنيا، وتروحه في الآخرة».
وبين فضيلة، إن الإنسان ينظر إلى الحقيقة فيعرف الدنيا، ويعمرها؛ لأن الله أمره بذلك، يذكي النفس وهكذا، وينظر إلى الآخرة، ويرجو كرم الله فيها، وستره وغفرانه، وكذا إلى آخره.
فيديو قد يعجبك: