المفتي السابق يوضح كيف تتحول الرحمة إلى سلوك
كتب ـ محمد قادوس:
طرح الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، موضوع الرحمة بين الناس، وكيف تتحول الرحمة إلى سلوك، متسائلا: من نرحم؟.
قال جمعة إن أول من ينبغي علينا أن نرحمه هو نفسي التي بين جنبي، قال تعالى: {وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ}، إذا أنا ما عظمت الحُرُمات فإنني أكون بذلك قد رحمت نفسي أول ما أرحم.
وكتب جمعة، عبر صفحته الشخصية على "فيسبوك": رأيت أناسًا يتفاخرون بالمعصية، رأيت أحدهم وهو يتفاخر بأنه يعطي الخمر مجانًا، وأنه يصنع الخمر ويوزعها على عباد الله، هذا لم يرحم نفسه، وعندما يُصاب ببلاء يسأل ماذا فعلت يا ربي؟ فعلت أنك لم ترحم نفسك، فعلت أنك لم تعظم حُرُمات الله؛ فلم يكن ما فعلت خيرًا لك، بل كان شرًا لك
واستشهد المفتي السابق بما ورد عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله تعالى عنه قال: أتى النبي ﷺ النعمان بن قوقل فقال: يا رسول الله أرأيت إذا صليت المكتوبة، وحرَّمت الحرام، وأحللت الحلال أأدخل الجنة؟ فقال النبي ﷺ: «نعم». رحم نفسه؛ أقام الصلاة، وآتى الزكاة، وحرم ما حرمه الله، وأحل ما أحله الله، وربنا سبحانه لا يضيع أجر من أحسن عملًا سيدخل الجنة.
وفي حديث آخر: عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «إن الله لم يُحرِّم حرامه إلا وقد علم أنه سيطلعها منكم مطلع ، ألا وإني آخذ بحجزكم ...» -يمنعنا ﷺ من هذه الحُرمة- «..أن تهافتوا في النار كتهافت الفراش أو الذباب» إذًا فسيدنا رسول الله ﷺ وهو يأمرنا بأن نُعظِّم شعائر الله وحُرُمات الله فهو يصدنا عن النار يرحمنا، فلابد علينا أن نرحم أنفسنا.
فيديو قد يعجبك: