ما هو السحت؟.. جمعة يوضح قوله تعالى {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ}

(مصراوي):

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، إن ربنا سبحانه تعالى يقول وهو يعلم المؤمنين إلى يوم الدين، ويصف أولئك الذين يسمعون الكذب من الداخل في الجبهة الداخلية، ومن الخارج في الجبهة الخارجية، ويتبعون مناهج لا يرضى عنها الله ورسوله ولا المؤمنون، يصفهم فيقول: {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ} وهنا يربط سبحانه وتعالى بين الانحراف القولي وهو الكذب، والانحراف السلوكي وهو أكل السحت.

وأوضح جمعة أن السحت يطلق على كل حرام، وما دام هو يكذب على نفسه وعلى مجتمعه وعلى الناس فإن هناك استدراجاً من الله له أن يصل الكذب من مقاله إلى فعله وأعماله، ويصل إلى أن يأكل السحت، وأكل السحت هو أكل الحرام الذي يأتي من السرقة، ويأتي من الرشوة، ويأتي من الاختلاس، ويأتي من اغتصاب مال الغير، ويأتي من الربا، ويأتي من كل بيعٍ فاسد أو أجر النجس، سحت كلمةٌ جامعة لأكل الحرام، وماذا يعني أكل السحت؟ أن جسده نبت من الحرام «كل جسدٍ نبت من حرام فالنار أولى به»، ويقول في شأن انقطاع آكل الحرام عن الله يقول: «يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب، ومأكله حرام، ومشربه حرام، وغُذي بالحرام أنى يستجاب لذلك» فيدعو فلا يستجيب ربه له فينقطع ويعرض عن الله- والعياذ بالله-.

وتابع جمعة، عبر صفحته الشخصية على فيسبوك: إذن الذي سمع الكذب فنضح كذبه إلى أن أكل الحرام انفصل عن الله، وأصبح مع نفسه، وفي الدعاء: (اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين أو أقل من ذلك) أقل من طرفة عين، وماذا يحدث إذا تركنا لأنفسنا طرفة عين؟ نفنى، نهلك، إذا قطع عنا الإمداد سقط الاستعداد، وذهبنا إلى البوار والهلاك، نحن قائمون بالله وهو قيوم السماوات والأرض.. فلا حول ولا قوة إلا بالله .